«الفَصْل الثَامِن وَ العِشْرُون :عَاجِزَة عَنْ وَصْف حُبها»

597 49 5
                                    

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6، 7].
_________________________________
بعد مرور أسبُوعان

صعدت بجانبه في السيارة ليقُول هو بصوت متحمس :
"ها يا ستي عايزة تروحي فين؟"

"وديني حتة على مزاجك"

نبست بها سُهيلة بإبتسامة بريئة بينما طالعها طاهر بحماس و هو يلتمع بعيونه فكرة فاسترسلت حديثها :
"و بعدين تجبلي بقى حاجة اكلها علشان جعانة"

قاد طاهر السيارة نحو وجهتهم فقال و هو يطالع الطريق أمامه :
"بُصي يا سُهيلة أنا هجبلك الي أنتِ عايزاه والله بس معلش يعني مين دي إلي جعانة؟ أنتِ كُنتي نازلة في إيدك كيكة هوهوز؟!"

رمشت عدة مرات ببرود قبل أن تقُول :
"الهوهوز ما بتشبعش!"

ضحك و هو يهز رأسه بيأس ثم اخذا وقت حتى وصلا إلي شارع مشهور كثيرًا بالقاهرة ،هبط طاهر و تبعته سُهيلة ثم امسك بيدها  ...

قالت سُهيلة و هي تبتسم بحماس :
"شارع المُعز! الله بجد"

قال هو و هو يراقب تعابير وجهها المتحمسة :
"أيوة هنتمشى فيه شوية بعدين هنروح نركب مركب على النيل"

اماءت هي بحماس فدلفا للشارع و هما يطالعا كل تفاصيله فوقف طاهر و قال لها :
"بقولك إيه؟ متيجي نفطر في الحسين و بعدين نتمشى في المُعز؟"

استحسنت فكرته كثيرًا فذهبوا لوجهتهم الجديدة ،حتى وصلا إلى مطعم ليس جديد للغاية و فهو يميزه شكله القديم الذي يُذكرنا ببيتنا القديم و رائحة خبز العيش و صوت الشاي و هو يُسكب في الأكواب ...

ابتسم لها طاهر و قال :
"نفطر فول و فلافل و بتنجان بقى و بجد هنا احسن مكان هتاكلي منه الحاجات دي"

اماءت بحماس و جلست امامه و انتظرا تقريبًا عشر دقائق حتى وضع على الطاولة كامل الطعام ،بدأت سُهيلة في تناول الطعام فقالت و قد اعجبها الطعام كثيرًا فقالت :
"تُحفة بجد"

غمز لها و هيقُول بثقة :
"عيب عليكِ"

ثم بدأ يأكل هو الآخر بشهية مفتُوحة ،اخذا تقريبًا نصف ساعة يأكلا فقالت سُهيلة وهي تعود بظهرها للخلف :
"مش قادرة بجد خلاص!"

وافقها طاهر الرأي ثم قال :
"نشرب كوبايتين شاي بالنعناع و نمشي"

اماءت له فجاء النادل و أخذ الطعام و بعد خمس دقائق عاد بالشاي الساخن و عليه نعناع ...

«أهـل الهــوى»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن