«أهـل الهــوى»

«الفَصْل الثَالِث والعِشرُون :عَرَفَ الحبيبُ مقامَهُ فتدلَّلاَ»

﴿ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 80].
_________________________________
قالت ريناد بفزع :
"الأنسيال بتاعي فين أنا مش لاقياه!"

أقترب منها محمد و قال :
"دوري كويس طيب"

قالت ريناد بغضب :
"مش لاقياه أنا كُنت حطاه هنا جنب شنطتي"

زفرت روان بضيق و قالت :
"دوري تاني يا ريناد"

ألتفتت لها و قالت :
"بقولك مش لاقياه أنا كُنت حطاه هنا و روحت أجيب مياه رجعت ملقتهوش"

قالت ميار بشك و قد فهمت مغزى حديثها :
"أنتِ قصدك إيه؟!"

تشدقت ريناد بتبجح :
"قصدي إنه موقعش يا ميار و إن حد خده"

صرخ شادي بها بغضب :
"متحترمي نفسك يا ريناد و إلزمي حدُودك!"

رفعت ريناد حاجبها تقُول بقوة و تبجح :
"والله إلي بقوله هو إلي صح و الصراحة بقى أنا مش هنزل من هنا إلا لما إلي في بالي يتفتش كويس"

كادت سُهيلة أن تقترب منها و تقتلع شعرها في يدها ولكن أمسك طاهر بيدها بقوة فقالت سُهيلة بشراسة :
"و أنتِ قصدك مين بقى إن شاء الله؟؟!"

قالت ريناد و قد ثبتت أنظارها على أحدهم :
"أنا أول ما جيت شوفت يارا واقفة جنب الشنطة ،و أنا مش هنزل من هنا من غير ما أفتش الحرامية دي!"

عم الصمت في المكان و قبل أن يدر أي أحد جحظت عيناهم بصدمة عندما سمعوا صوت صفعة دوت في المكان كله و أمامها يارا تقول بحدة و قوة :
"أنتِ واحدة متربتيش و محتاجة إلي يربيكي"

ثم قالت بصوت لا يبشر بالخير :
"و جه إلي يربيكي"

أنهت حديثها و أنقضت عليها تمسك بشعرها تقول تخت صراخ ريناد التي تحاول نفض يد يارا عنها :
"طبعًا لما تيجي تفتشيني و دة في أحلامك هتلاقي الأنسيال معايا ،يعني مش أنتِ إلي حطاه؟ لأ طبعًا أنا الي سرقاه ،فاكرة الناس كلها مُقرفة شبهك يا مُقرفة"

تدخل إياس أخيرًا و حمل يارا بعيدًا عن ريناد فقالت ريناد ببكاء :
"والله لهوديكي في داهية يا حرامية ،ما أنتِ متعودة من زمان تسرقي الي مع غيرك"

حاولت يارا إبعاد إياس عنها و لكن لم تستطع فقالت بقوة :
"والله يا حبيبتي الحاجة و أنتِ مُقرفين زي بعض و الطيُور على أشكالها تقع "

نظرت لها ريناد شرزًا ثم هبطت للأسفل و خلفها روان التي رمقتهم بكره ،قال إلياس ليارا بعتاب :
"ينفع كدة يعني؟ و افرضي عمتو سِهام بقى قالت تبلغ عنك؟"