♡PART_1_♡

1K 33 0
                                    

كانت ميلا تبكي بحرقة وهي تتحسس مكان الصفعة الذي تسبب بها زوج عمتها قبل طردها من المنزل والذي آلمها من الداخل أكثر من قوته وأشعرها أنها عاجزة مذلولة لا يوجد هناك من يدافع عنها ويوقفه عند حدّه فهو منذ أن تزوج عمتها وهو يهددها بطردها من المنزل ويفتعل المشاكل معها ويذكّرها بأنها يتيمة وبأنه هو من يصرف عليها، إلى حد أنها لم تعد تحتمل كل هذا الذل والقهر وردت عليه بكلامه الذي كان في كل مرة يكسر قطعة من قلبها، حتى صفعها لردها له وطردها من المنزل.

استقامت لكي تلملم أشيائها وترحل من المكان الذي لم تعد مرغوبة بلمكوث به ، كانت تشفق على عمتها رغم أنها لم تحاول ان تمنع زوجها أن يتوقف عن ضرب ميلا أو حتى طردها ولكنها كانت تعلم أنها مهما فعلت سيكون بلا جدوى وأنها لن تستطيع أن تخالفه بشيئ يفعله لأنها تعلم النتيجة مسبقآ.

خرجت من غرفتها ودموعها تسبقها ركضت إلى حضن عمتها لتعانقها وتقول لها أعلم أنكِ لن تستطيعي فعل شيئ اللوم ليس عليكي سأشتاق لكي يا أمي، حضنتها بقوة ثم ابتعدت وألقت بنظرها على الأريكة فرأته ينظر لها بسخرية واستخفاف وقال لها هياا بنبرة عالية هزت أرجاء المنزل فخرجت دون أن تنطق بحرفٍ واحدٍ

خرجت من المنزل وهي لا تعلم إلى أين ستذهب كانت عمتها طوال تلك الفترة تحاول قدر الإمكان أن تعوض مكان أمها وأبيها على الرغم من أنها لن تستطيع فلا أحد يعوض غياب الأم والأب ولكنها كانت تعتبرها كأمها، لكنها حين خرجت شعرت حقآ أن لا أحد يستطيع أن يقدم لها ما يقدمه والديها، شعرت بخوفٍ شديد من القادم ،فهي منذ صغرها وهي تعوّد نفسها أن تتأقلم مع موت والديها وأنها لا تتأثر لذلك قررت أن تدرس علم النفس لتساعد نفسها وتساعد كل من يحتاجها، ولكن في تلك اللحظة كل شيء كانت تفعله تلاشى فهي الآن في أمسّ الحاجة لوالديها، وقفت بجانب الرصيف وهي ضائعة لا تعلم أين تذهب ولا ماذا تفعل،
ذهبت إلى بيت صديقتها سيلا تفاجأت حين فتحت لها الباب وهي تراها في تلك الحالة الكئيبة التي لطالما لأول مرة تراها بها، لم تنطق بحرفٍ واحدٍ فقط احتضنت صديقتها وانهارت من البكاء، أدخلتها للداخل وأجلستها في الصالة على الأريكة لحين أن تهدأ بقيت بجانبها طوال الليل فقط تحتضنها وتمسح على رأسها لأنها تعلم جيدآ أنها بحاجة للحضن أكثر من حاجتها لأي شيئ آخر وأنها حين تغضب فقط تريد أن أحدآ يحتضنها تشعر وكأن بلعناق يتسرب الألم والحزن خارج جسدها.
كانت تريد أن تسألها ماذا حدث لكنها تركتها لكي تهدأ ولا تضغط عليها وهي تعلم بإنها ستخبرها بكل شيئ لاحقآ .

لم تعلم متى نامت كانت كلما تغمض عينيها ترى أمها أمامها وهي تمسح على رأسها تارة وترى زوج عمتها وهو يصفعها تارةً أخرى إلى أن تعبت من كل هذه الكوابيس وانتظمت أنفاسها ونامت.

إستيقظت في اليوم التالي وهي تشعر أنها لا تريد سوى أن تبقى نائمة مدى الحياة ، قامت من السرير وذهبت للحمام غسلت وجهها ويداها وبدلت ملابسها ومشّطت شعرها وتركته منسدل على كتفيها كانت صديقتها قد استيقظت قامت من السرير و جلست بجانبها

سيلا: كيف حالك اليوم؟
ميلا: بخير أراني قد تحسّنت بفضلك.
سيلا: لا تقولي هكذا فنحن أختان ولكن ماذا حدث لكي من ليلة الأمس وأنا عقلي مشوش لأعلم ماذا حلّ بك.
ميلا: لا شيئ لكنني مللت من حكمه مللت من ذلّه وإهانته لي لم أعد أطيق أكثر مما طقت فرددت بوجهه فقام بصفعي وطردي ولكني لست لهذا السبب إنهرت لهذا الحد ، فقط تمنيت لو كانت امي أو أبي بجانبي هل سيقبل أحدٌ منهم بأن أحد يمسّني بسوء؟ هل سيحدث كل هذا من الأساس؟ شعرت بأني ضعيفة بدونهم شعرت بأني لا شيء.
سيلا: الحق معك لكن ألا يجب أن تعتادي؟ تأكدي أنكِ مهما فعلتي لا شيئ سيتغير ولن يعودوا، هذا قدر الله وعلينا أن نتقبّله، من اليوم إعتمدي على نفسك لا تنتظري شيئآ من أحد لا تجعلي من يكرهك يشمت بكٍ ولا تجعلي أحدآ يشعر بلشفقة عليكي، ابدأي من جديد، أحيانآ عندما تتراكم خيباتنا ننفجر فجأة من كثرة الضغوط والتراكمات ولكننا بعدها نكون قد أخرجنا كل شيء دفعة واحدة ونهدئ وننسى ويمكننا أن نبدأ من جديد، في كل لحظة عليكي البدء من الصفر في كل مرة تشعري بأنك ندمتي على فعل شيء عليكي نسيانه والبدء من جديد، أنتي ستتخرجين وستكونين أكبر طبيبة نفسية أتريدي أن يقولو لا تعلم كيف تعالج نفسها وتريد معالجة الناس؟ إبدي بنفسك وتذكري دائما أنني بجانبك ولن أتخلى عنكِ أبدآ.
ميلا: لا أعلم ماذا أقول لديكي حق في كل كلمة نطقتي بها أنا التي سأصبح أعالج الكثير من الناس وأستمع لمشاكلهم وأساعدهم بها لا يمكنني مساعدة نفسي؟ سأبدا من اليوم بكل شيئ جديد وسأتغير ولكن الآن يجب أن أذهب إلى الجامعة وبعدها أذهب لأسجل بلسكن الجامعي.

                                                           يُتبَعْ..

بين النعيم والجحيم.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن