جُزءٌ مِنكَ.

4.7K 220 43
                                    


" ءأنتِ بخَير؟ وَجهك يبدُو شاحبًا" اقتَربت فيُولا ثمّ وَضعت يَدها عَلى جَبيني تتحسّس حرَارتي، أبعدتُ عنّي بعُنف بينَما أعَاود صبّ تَركيزي عَلى تَطريز قطعَة القُماش التّي بيَدي.

فبصعُوبة تمكّنتُ مِن شَغل عَقلي عَن التّفكير.

ثلاثَة أسَابيع مرّت وهُو يستمرّ بتجَاهلي ومُعاملتي بجفَاء، حتّى أنّني صرتُ أتهرّب مِن رُؤيَته فلَا أتلقّى أسلُوبه البَارد.

" ومَا ذَنبي أنّه يتجَاهلك!" لا أعلَم! رُبمَا لأنّني عالقَة بينَ الكَثير مِن المشَاكل بهَذه الفَترة.

وأكبرهَا كَانت ليم التّي لَم تتخلّى عَن خطّتها بإيذَاء هَاري، صرتُ أركض خَلفه بكلّ مكَان خَوفًا مِن أن تسبب لَه بالأذيّة.

" ظَهرك لَازَال يُؤلم؟ أتُريدينَ أن أضَع لكِ المَرهم؟ " عَادت تسَأل، أعلَم أنّها تَفعل هذَا لتجرّني للحَديث معهَا.

حرّكتُ رَأسي نَافيَة فسَألت مرّة أُخرَى.

" تأخّرت دَورتك الشّهرية هَذه المرّة، تَرغبين بأن أطلُب الطّبيبة لتَفحصك؟"

" هَل لكِ أن تتوقّفي عَن السؤَال حَول هذَا المَوضوع، أكدّتُ لكِ أكثَر مِن مرّة أنّني لستُ بحَامل"

بهَذه اللّحظَة مرّ سُؤالٌ عَلى عَقلي.

" هَاري جَعلها وَاضحَة وأخبَرني أنّ شَعبه لَن يتقبّل أبدًا أن أكُون ملكَة عَليهم، هُم يَستحقِروننَي "

" هُو قَال لكِ هذَا؟ " توسّعت عينَاها.

فبررّتُ " لَا لَا،. أعنِي لَم يَقُولها بهَذه الطّريقَة بكلّ تأكيد ولَكن هذَا مَا فهمتَه"

" هُو لَا يُريد أن يَجعل طفلكمَا مَنبوذ، مجرّد تَفكيره بالأمر ومُحاولَاته ليَجعل مِن علاقتكمَا نَاجحة يَدلّ عَلى حبّة الشّديد لكِ.. بَعيدًا عَن مُعاملته الجافّة بهَذه الفَترة "

وهذَا تمَامًا مَا وَددتُ الوصُول إلَيه، مَا الذّي تَعنيه بطفلٍ مَنبوذ؟!.

" طِفل مَنبُوذ؟! لَا أفهَم "

" طِفل مَنبُوذ تَعني طِفل غَير شرعيّ، إذَا أنجبتِ طفلًا مِن المَلك دُون زوَاج فيُطلق عَليه إبنًا غَير شَرعي.. تمَامًا مِثل الأمير جُورج "

تَابعت بينَما تُعيد بشَعرها إلَى الخَلف " صَحيح أنّه مِن نَسل العَائلة الملكيّة ولَكنّه لَا يُعامل نَفس مُعاملة الأميرة آربيلّا الصّغيرَة حتّى وهذَا تمامًا سَبب رَفض المَلك هَارفرد إنجَاب وَريثًا منكِ أعنِي هُو يَخشى عَلى طِفله مِن أن يُنبذ ويُستحقر.. اعتقدتُ أنّه أخبَرك بكلّ هذَا ألَم يَفعل؟ "

" لَا! أقصد هُو لَم يفسّر الأمر بهذَا الوُضوح" أنَا عَلى حافّة البُكاء مِن شعُور النّدم الذّي يكبُر دَاخلي الآن.

جَـاريَـتـه. [ هـَ . سـ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن