أنَاتُولي مَاري سيدَارُوس.

4.9K 224 28
                                    

لَم أجِد حلّا أنسَب منَ الهرُوب بتلكَ اللّحظة التّي أدرَكت بهَا حَجم الخَطأ الذّي اقتَرفته، أنبّه ثانيَة أنّ النّدم لَم يتمكّن منّي بَعد.

" لقَد وَضعتِ نَفسُكِ بمَوقف حَرج هَذه المرّة، لَن تَفلتي بدُون عقَاب"

رُبمَا عتَاب فيُولا هُو سَبب نَدمي الوَحيد.

" مَا الصّعب بوَضع لسَانُك الطّويل دَاخل فَمك وإحكَام غَلقه جيّدًا؟ تَعلمين مَا هِي عَاقبة التّحدث للملكَة بهَذه الطّريقَة! "

ملَأت رئتيهَا بالهوَاء ثمّ عَاودت مُعاتبتي مرّة أُخرى.

" بالطّبع لَا تَعلمين! دَعيني أُخبرَك أنّ لولَا مكَانتك عندَ المَلك لكَانت علَامات السّوط عَلي ظَهرك الآن "

أطبقتُ شفتَاي عَلي بعْضَها وشَعرتُ بجدّية الأمر وأنّه بدَأ يأخُذ مَجرى مُختَلف.

" أُريد الإختلَاء بذَاتي، فَلتخرُجي"

___

" لقَد نفّذت طَلبك يا عَزيزي ورَأيت مَا يَكفي، هذِه الفتَاة لَيست صَالحة لك "

وجّهت شَارلُوت كلَامها إلَي هَارفرد، تنهّد مُقتربًا منهَا.

" أنتُم لَا تَعرفونهَا، هيلَانَا لَيست سيّئَة كمَا تَبدُو" قَال

" وَاثقة من أنّ تلكَ المُتعجرفَة سَحرتك، ربّاه! أنتَ لَست بوَعيك " أخَذت فيكتُوريا دَورها بالحَديث سُرعَان مَا أجَابها هَارفرد.

" لَا أسمَح لكِ بإهَانتهَا، وَعدتكِ بأنّي سأُعاقبهَا عَلي مَا فَعلته ولَكن هذَا لَا يَمنحك الحقّ لتتحدّثي عنهَا بتلكَ الطّريقَة " سَاد الصّمت لبضعَة لحظَات قَبل أن تُعاود شَارلوت الحَديث.

" مَاذا عَن الشّعب؟ أتَظنّ أنّهم سيتقبّلون أن تَكون مَلكتهم جَاريَة يُونَانية ؟ " استمرّت بتَحطيم آمَاله ولَم تَحصل عَلي أي إجَابة غَير صَمته الذّي زَاد من تسَاؤُلَاتهم.

-

جَلست أمَام المدفَأة أُحاول استمدَاد بَعض الدّفئ من نيرَانيها وألَم رَأسي يَزدَاد كُلمّا أفكّر بمَا حَدث، أتسَاءل مَاذا ستَكون ردّة فَعله.

أرُيد التّخلص من كُل تلكَ المشَاكل ولكنّني إستمرّ بتكرَار أخطَائي.

انتَظرته لوَقت متَأخّر بتلكَ اللّيلَة ولكنّه لَم يَعُد ليأكّد لِي شكُوكي.

أنتِ حقًّا أفسَدتي كُل شَيئ هَذِه المرّة يَا هيلَانا.

_

جَـاريَـتـه. [ هـَ . سـ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن