مُهمة جَديدة.

3.9K 197 25
                                    

" آه عرفتُ أنّك لَن تَفعلينهَا!"

اسنَدتُ ظَهرى عَلى الحَائط، أردتُ أن أخبرهَا عَن صعُوبة مَا سأوَاجهه لكنّها لَن تتفهّم أبدًا.

إنّني هُنا أضطر للإختبَاء بغُرفته خشيّة مِن أن يقتلُوني فمَاذا إن أجبتُ طفلًا؟

مسحتُ دمُوعي الغَزيرة آملَة بأن تتوقّف ولَكن المُحاولة كَانت مُستحيلة بوجُود كلّ تلكَ الأفكَار السّلبية حَول عَقلي.

مَاذا إذَا علمت ڨيكتوريا عَن كُل تلكَ الأسرَار التّي أُخبّأهَا؟ أثِق بأنّها ستُحاول إستغلَال مَا أخفِيه ضدّي، وبأكثَر مِن طَريقة.

فقَط لتتخلّص منّي ويَخلو الجوّ لإبنتهَا.

أسرعتُ عَائدَة إلى الطّبيبة، كَانت جَالسة تلملم أشياءهَا،. اقتربتُ مِنها وهمستُ بتَحذير:" إذَا عَرف أحدٌ بأيّ شَيئ يخصّ هَذه اللّيلة فأنتِ أولّ من سيُقطع رَأسه"

أومَأت بسرعَة واستسلَام، دُون إضَافة كلمَة خرجت نَحو جنَاحه بخطوَاتٍ مُتردّدة.

ببعض الأحيَان أتمنّى لَو لَم أخرُج مِن بَيتي ولَم أُقابلك، لمَا كُنت عشقتَني وأذَقتني مرَارة وألَم ذَلك الُحبّ المُوجع الذّي نتشَاركه.

وثمّ أعُود ألُوم أفكَاري، فرُغم كُل هَذه الصّعُوبات التّي نوَاجهَها لَا يُمكنني إنكَار سعَادتي بوجودك، أعلَم أنّك تعبت وحتّى قَلبك النّقي أخذَ كفَايته مِن الآلَام.

أتمنّى أن أجِد أملًا وَاحدًا يَمنعني مِن الذّهاب، أملًا يَقتل شعُور الذّنب الذّي سيقتلنِي يومًا مَا، مِن الصّعب ألّا أفعَل وأنَا أشعُر بقَلبك المُرهق ، جُهدك المَبذول ومُحاولاتك الدّائمَة بالمُحافظَة عَلى حبّنا الغَير مَقبول.

أرَى خَوفك الذّي نجحت بإخفَائه عَن الجَميع عدَاي، خَوفك مِن أن تَخسرني، أرَى خَوف عينَيك التّي تَبحث كُل صبَاحٍ عنّي.

ولكنّك نسَيت أنّني الوَحيدة القَادرة عَلى رُؤيَته حتّى عندَما تتهرّب مِن النّظر إلى عينيّ،
مُتيقّن أنّني سأكتَشف مَا تُخبّئه دُون حَاجة لسمَاع كلمَاتًا تُثبت ذَلك.

" أينَ كُنتِ؟!" توقّعت أن يَكون صيَاحك المُرتعب وَوجهَك الغَاضب أوّل مَا يستَقبلني، وظنّي لَم يُخيّب.

لَا أعلَم سَبب الرّغبة التّي كَانت ستتمكّن منّي، وتُجبرني عَلى إفصَاح الأمر كُله لكَ.

أردتُ أن أتخلّص مِن هذَا الحِمل الثّقيل ولَكن كَيف وأنتَ تَحمل العَالم عَلى كَتفيك؟

همسَات توسوس لِي، تحثّني وتشجّعني عَلى الهرُوب مِن كُل هذَا، وكلّمَا ألمَح ذَلك الخَوف المُمتزج بالعِشق دَاخل عَينيك.. أترَاجع فَورًا.

" مَللتُ مِن الجلُوس فذهبتُ لـڨيُولا" خلعتُ فُستاني مُتذمّرة مِن حرَارة الجَوّ.

" بالوَاحدة بَعد مُنتصف اللّيل؟!" أومَأتُ دُون أن أنطق بحرفًا، فلَو فَعلت سيَكتشف كذبَتي ويجرّني للإفصَاح عَن البَاقي وثمّ يَنتهي بِه الأمر ميّتًا بجَلطة إثر كُثرة أسرَاري وفظَاعتها.

جَـاريَـتـه. [ هـَ . سـ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن