الفصل الثاني "قهر!"

69.9K 2.6K 377
                                    

هل سمع أحدكم يوماً عن استغلال البراءة ؟! هل رأى أحدكم يوماً ما رجل يعشق إلى درجه الجنون ؟! هكذا فعل و يفعل سليل البراري الماكر !!

راقب ملامحها الجميلة أثناء غفوتها بجانبه داخل الملحق الخاص بهم بالقصر حيث رفض أن يعود إلى جناحه أو جناحها و بعد إتفاق مع ابن العم أثناء تواجدهم بالمشفى كان قد أنهى له جميع التجديدات لم تُبدِ جميلته اعتراض حول تواجدها معه بشكل منفرد لقد كان شعورها بالذنب حيال ما تسببت به له يطغى على جميع تصرفاتها حيث رفضت تركه وحيداً بالمشفى بل قررت الإقامه معه إلى أن تعود له عافيته فضلت أن تتخذ الأريكة مضجع لها و أن تُشرف على نظام علاجه بنفسها على أن تعود مع أخيها إلى القصر بتلك الفترة ...

قرر أبناء العم إقامه حفل صغير كانت مبادرة من شقيقها الحبيب إحتفالاً بسلامتهم معاً و كان ذلك أقصى ما يمكنه فعله حيث استمر على معاملته الجافة بعض الشيئ لزوجها و لم تتطلع "أسيف" إلى معاهدة صُلح بتلك الفترة بينهم بل إكتفت بتقبل أخيها تواجدها معه حتى و إن كانت زيارته لا تعد ولا تُحصى لهم ، لم يحاول "فهد" إثارة الجدل كثيراً حيث لم يُلمح إلى عدم ثقته به و كثره زياراته لهم بالرغم أنه لم يبتعد عن القصر لأجل راحة الجميع حيث قرر أن ينفرد بها و بذات الوقت ألا يفصلها عن أخيها بالوقت الحالى هى تحاول من أجل سلامته حتى و إن كانت لا تُصارحه بمشاعرها و لا تُظهر له سوى شعورها بالذنب و عليه هو أيضاً المحاولة لأجلها !

أطلق تنهيدة حارة ثم طفت ابتسامة صغيرة فوق ثغره حين تذكر محاولاتها بتجنبه و التى كانت تبوء بالفشل بفضله حيث استغل مرضه أفضل استغلال بالعبث معها و تعمد التقرب منها بجميع الوسائل الممكنة ...

اتسعت ابتسامته تدريجياً حيث لاحت له هيئتها فائقة البهاء حين تتوتر من أفعاله أو همساته اللطيفه لها أغمض عينيه و دس جسدها بأحضانه و هو يتذكر كيف وصلت إلى فراشه دون عناء يذكر بعد إصرار بالغ منها بالنوم بغرفة منفصلة عنه حيث أنها لم تستجمع شتات أمرها معه إلى الآن و هو لم يمارس ضغطه عليها بل تركها و هو على يقين أنها لن تحقق أياً مما رغبت طالما هو بذلك القرب منها !

Flash Back

وقف يستند إلى الحائط بجانبه حتى لا يفقد توازنه و يسقط إذ أنه إلى الآن لا يمكنه السير دون تلك العصا السخيفة بعينيه لكنها تنفعه كثيراً فى حالات مشاكسته لها و إدعاء سقوطها بالخطأ مثل الآن تماماً ألقى العصا أرضاً لتصدر صوت واضح لكن صوت صرخته التى أطلقها و هو يلقى بثقله إلى الحائط بجانبه كانت أقوى من أى شيئ سوف تدلف إليه الآن بحالتها البريئة المذعورة لأجله تلك هى أحب الأوقات إلى قلبه حين يرى ذاك القلق لأجله بمُقلتيها حين يشعر بتلك البراءة النادرة اعتدل حين وصل إلى مسامعه صرختها تهتف بإسمه و كادت تفلت تلك البسمة اللعوب من ثغره :

أصفاد مخملية الجزء الثاني من "حصونه المُهلكة" و "لهيب الهوى"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن