الفصل السادس و العشرون " سراب ! "

23.2K 1.2K 127
                                    

يومًا ما و جسدي يتراقص على ألحان أمنيات عالمي الخاص وجدت حالي أهوى من فوق قمم جبال آمالي إلى قاع الواقع ، بينما عيناي تتسع من فرط الرهبة و قلبي يصرخ برعب من قسوة الموقف همس لي عقلي أن روحي سوف تتهشم حين أسقط على أرض الواقع و أن لحظاتي السابقة كانت مجرد سراب !!!!!

#أصفاد_مُخملية
#شيماء_الجندي

قبضت "فرح" على ذراع "تيم" فجأة حين أردفت الطبيبة بإعتذار مهذب :

- أسفه يامدام فرح دا حملك خارج الرحم !
عقدت حاجبيها و أجابتها بتوتر :

- مش فاهمة آسفة ليه .. يعني إيه خارج الرحم هو فيه إيه ؟
نظرت إلى زوجها الذي لم تختلف حالته كثيرًا عنها حيث وضع يده فوق يدها و ربت عليها ثم همس لها :

- أهدي يافرح !
بللت الطبيبة شفتيها بهدوء و أردف بحزن :

- أسفه بس حمل حضرتك لازم ينتهي لأنه خطر على حياتك !
اتسعت عينيها شيئًا فشيء و كأن أحدهم اعتصر قلبها بشكل فُجائي تجمعت الدموع بمقلتيها و نظرت إليه بأعين زائغة تهمس بصوت مبحوح :

- حملي ! ينتهي ؟! تيم !!! سامعها !!!!!!

سأل "تيم" بدهشة و قد أحاط يدها ذات الأطراف المتجمدة بين راحتي يديه :

- حمل خارج الرحم إزاي !
أجابته الطبيبة بهدوء :

- الحمل خارج الرحم معروف بالحمل المنتبذ و بيحصل لما  البويضة المخصبة بتنمو خارج تجويف الرحم ، غالباً في قناة فالوب ! وصعب التعامل مع الحمل دا لأنه بيهدد حياة الأم بالخطر !
ألقت الطبيبة نظرة خاطفة على وجه "فرح" الشاحب ثم أكملت بنبرة مليئة بالتفاؤل :

- بس ده مش معناه أن المدام مش هتحمل بشكل سليم وطبيعي في المستقبل بالعكس تمامًا !!
مرت نصف ساعة و هي تجلس بجانبه صامته فوق تلك الصخور تراقب تلاطم الأمواج و دموع عينيها تسري فوق خديها بهدوء بينما أردف "تيم" بهدوء هادمًا حاجز الصمت :

- فرح حبيبتي ! الدكتور قالت إن الحمل بيحصل عادي بعدها و الحمدلله أننا عرفنا من دلوقت مش متأخر مكنتش هفرح لو كان حصلك حاجة أو بقيتي في خطر الحمل هيحصل غيره لكن أنتِ متتعوضيش !!

صمتت تراقب ملامحه المُتأثرة بأعين دامية من فرط الإجهاد ثم أردفت بصوت بالغ الأسى :

- فاكر ياتيم في بداية جوازنا لما حلمت بيزيد أخويا اللي مات وأنا صغيرة وقولتلك أنه كان أكبر مني و كان شبهك ومعاملتك لأسيف فكرتني بيه !
تنهد بهدوء و هز رأسه بالإيجاب يردف بلطف :

- أيوه فاكر ، إيه اللي فكرك بده دلوقت ؟
أجابته بتلقائية تامة :

- خايفة !!!
عقد حاجبيه بدهشة و كاد يتحدث لكنها قاطعته حين أجهشت بالبكاء و أكملت :

- خايفة يحصل بينا زي بابا وماما ! خايفة ميحصلش حمل تاني زيها و تسيبني و تبعد زيه !! أنا دايمًا خايفة وببالغ في نظرك !!! بس أنا معنديش استعداد اخسرك ، كنت بقول الطفل هيربط بينا أكثر هقرب منك أكتر و مخاوفي كلها هتتبخر هنسى بيه غيرتي من ندى و أنها كانت قبل مني في حياتك هنسى خوف زرعته جوا نفسي ومش عارفة اتخلص منه !!!!
نظر إليها بحزن لتهمس بإنهاك و ألم :

أصفاد مخملية الجزء الثاني من "حصونه المُهلكة" و "لهيب الهوى"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن