الفصل التاسع " ثقة ! "

38K 1.9K 157
                                    



أغلقت الهاتف و وضعته فوق الفراش ثم رفعت يديها تزيح تلك الدمعات عن وجنتيها و انتصبت واقفة تتجه إلى الخارج بخطوات متزنة هادئة ، توقفت أمام تلك السيدة التى تبسمت لها بلطف و هدرت حين وجدتها تركت عزلتها و أطلت عليها أخيراً حيث التزمت تلك الغرفة منذ استضافتها لها  :

- رنيم ! صباح الخير !!

هزت رأسها بالإيجاب و ابتسمت هامسة بصوت متحشرج بعض الشيئ :

- صباح النور ! 

حدقت "فريال" بوجهها لحظات قبل أن تهدر بهدوء :

- تحبي تفطري هنا ؟ و لا برا في ال. آآ

قاطع استرسالها بالحديث تلك الطرقات المتعجلة فوق باب المنزل ، اتسعت أعين "رنيم" وتشبثت بيدها فجأة تمنع اتجاهها ناحية الباب عقدت "فريال" حاجبيها و هدرت بلطف :

- متقلقيش ياحبيبتي مفيش حد يعرف إنك هنا ..

رفعت مقلتيها تنظر إلى "فرح" التي هرولت نحو والدتها بخطوات متعجلة ثم اندست داخل أحضانها تطوقها بذراعيها و تهتف بإشتياق غلف نبرتها :

- وحشتيني ..

عادت خطوات إلى الخلف تُفسح لهما المجال ثم رفعت يديها تلملم خصلاتها بهدوء حين وجدت "فريال" تعانقها بقوة و تهتف بضحكة صغيرة :

- و أنتِ كمان ياقلب ماما خضتينا يافرح حد يخبط كدا .. !!

انسلت من أحضانها تهتف وهي تمد يدها إلى تلك الضيفة المألوفة لها و هدرت بلطف :

- آسفة أنا بقالي فترة مشوفتش ماما مقصدش اخضك كدا ..

ابتسمت لها "رنيم" بشحوب واضح و صافحتها قائلة :

- حصل خير حمدلله على سلامتك ..

عقدت فريال حاجبيها باندهاش تقول بهدوء :

- هو فين تيم يافرح ! مش معاكِ ؟!!

هزت رأسها بالسلب تقول بحزن :

- لالا هو معايا .. بس معاه مكالمة عشان حب يطمن على أسيف و مرضيش نروح على هناك على طول قال أجي اشوفك و اسلم عليكِ الأول ..

راقبت "فريال" ملامحها بقلق واضح و همست بهدوء :

- غريبة كنت فاكرة هتروحوا ترتاحوا الأول !!

عقدت "فرح" حاجبيها ورددت بانزعاج طفيف :

- ومش هنرتاح هنا ولا إيه تيم أعصابه تعبانه من اللي حصل ياماما و أنا شايفة إن تفكيره كدا أحسن أنتِ على طول قلقانه منه كدا ؟!!

انسحب "رنيم" من النقاش الدائرة بين الأم و ابنتها تاركة لهم مساحتهم الخاصة حيث لاحظت انزعاج الابنه من حديث الأم القلق وفي الغالب تواجدها قد يُزيد من تحسسها لتلك اللحظات .. استمعت إلى "فريال" تنهرها بقلق :

أصفاد مخملية الجزء الثاني من "حصونه المُهلكة" و "لهيب الهوى"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن