أغلقت الهاتف و وضعته فوق الفراش ثم رفعت يديها تزيح تلك الدمعات عن وجنتيها و انتصبت واقفة تتجه إلى الخارج بخطوات متزنة هادئة ، توقفت أمام تلك السيدة التى تبسمت لها بلطف و هدرت حين وجدتها تركت عزلتها و أطلت عليها أخيراً حيث التزمت تلك الغرفة منذ استضافتها لها :
- رنيم ! صباح الخير !!
هزت رأسها بالإيجاب و ابتسمت هامسة بصوت متحشرج بعض الشيئ :
- صباح النور !
حدقت "فريال" بوجهها لحظات قبل أن تهدر بهدوء :
- تحبي تفطري هنا ؟ و لا برا في ال. آآ
قاطع استرسالها بالحديث تلك الطرقات المتعجلة فوق باب المنزل ، اتسعت أعين "رنيم" وتشبثت بيدها فجأة تمنع اتجاهها ناحية الباب عقدت "فريال" حاجبيها و هدرت بلطف :
- متقلقيش ياحبيبتي مفيش حد يعرف إنك هنا ..
رفعت مقلتيها تنظر إلى "فرح" التي هرولت نحو والدتها بخطوات متعجلة ثم اندست داخل أحضانها تطوقها بذراعيها و تهتف بإشتياق غلف نبرتها :
- وحشتيني ..
عادت خطوات إلى الخلف تُفسح لهما المجال ثم رفعت يديها تلملم خصلاتها بهدوء حين وجدت "فريال" تعانقها بقوة و تهتف بضحكة صغيرة :
- و أنتِ كمان ياقلب ماما خضتينا يافرح حد يخبط كدا .. !!
انسلت من أحضانها تهتف وهي تمد يدها إلى تلك الضيفة المألوفة لها و هدرت بلطف :
- آسفة أنا بقالي فترة مشوفتش ماما مقصدش اخضك كدا ..
ابتسمت لها "رنيم" بشحوب واضح و صافحتها قائلة :
- حصل خير حمدلله على سلامتك ..
عقدت فريال حاجبيها باندهاش تقول بهدوء :
- هو فين تيم يافرح ! مش معاكِ ؟!!
هزت رأسها بالسلب تقول بحزن :
- لالا هو معايا .. بس معاه مكالمة عشان حب يطمن على أسيف و مرضيش نروح على هناك على طول قال أجي اشوفك و اسلم عليكِ الأول ..
راقبت "فريال" ملامحها بقلق واضح و همست بهدوء :
- غريبة كنت فاكرة هتروحوا ترتاحوا الأول !!
عقدت "فرح" حاجبيها ورددت بانزعاج طفيف :
- ومش هنرتاح هنا ولا إيه تيم أعصابه تعبانه من اللي حصل ياماما و أنا شايفة إن تفكيره كدا أحسن أنتِ على طول قلقانه منه كدا ؟!!
انسحب "رنيم" من النقاش الدائرة بين الأم و ابنتها تاركة لهم مساحتهم الخاصة حيث لاحظت انزعاج الابنه من حديث الأم القلق وفي الغالب تواجدها قد يُزيد من تحسسها لتلك اللحظات .. استمعت إلى "فريال" تنهرها بقلق :
أنت تقرأ
أصفاد مخملية الجزء الثاني من "حصونه المُهلكة" و "لهيب الهوى"
Randomأدركت أن حصونك أشد الحصون هلاكاً و لهيبك يُشعل قلبي و يسلب نبضاتي و كأن خفقان ذلك القلب يصرخ بك في كل لحظة أن لك الحصون و لك اللهيب و ليِ الأصفاد المُقيدة لروحك و قلبك ؛ لتعلم أن داخل تلك الحصون نيران روحي المشتعلة و نهايتها قيود .. بل أصفاد أفرضها...