الفصل السابع " ندم ! "

36.9K 1.9K 299
                                    

جلست فوق الأريكة تراقبه بتوتر و هو يتحدث بغضب شديد بهاتفه :

- يعني إيه ياعمي مكنش ينفع ؟!!! هو لوي درااع !! أنا رفضته لأسباب و لحد دلوقت مش مرتاح للهبل اللي حصل دااا !! ازاي تخبوا عليااا كداا و تصدرولي أسيف !!! و الهانم مش عارف أوصلها عشان اطمن عليهااا حتى ؟؟!!!

راقبت إنفاعالات جزعه العلوي العاري و هو يزج بقميصه من يده بإهمال فوق الأرضية الرخامية ضغطت بقوة فوق يد الأريكة حين بدأت أنفاسه تُصدر صوت إنفاعلي واضح و كأنه يحارب ، أغمضت عينيها بقوة و رفعت يدها  إلى صدرها تضغط فوقه بهدوء تحاول بث الطمأنينة إلى قلبها حيث بدا بحالة اشتعال تامة !

حالة لم ترَها منذ ما يقرب عام كامل ! اعتادت أن تراه بحالات الوله الخالص و العشق الذي يغدقها به دون انتظار ردة فعل واحدة منها ! اعتادت صفاء الأجواء ، شغف النظرات و الهمسات ، دلاله الدائم و أحضانه الحانية ! لكنه الآن فهد حانق ! فهد إن وُضعت أمامه الفريسة لإلتهمها دون لحظة انتظار واحدة ! أظهرت شقيقته طبعه الشرس الإنفعالي دون أن تقترب منهما ! فتحت عينيها تراقبه و هو يقبض فوق خصلاته بقوة و عضلات ذراعه و ظهره التي تنقبض و تنبسط كأنها تخبرها أن تفر هاربة من أمامه أو تلتزم الصمت التام حتى لا تُشعره بتواجدها ! نظرت أرضاً تحاول أن ترتب حديثها لتُخبره أيضاً بتلك الزيارة الغامضة من طبيبها السابق "يزيد" ! و رغبته بمقابلتها بشكل منفرد حتى يقص على مسامعها ما يعلم من نقاط هامة بقصة إبنه العم !!!

انتفضت و صدرت شهقة خافتة من شفتيها حين أمسك يدها هامساً بهدوء :

- روحي نامي ياأسيف أنا ورايا شغل هخلصه !

تحولت نظرات القلق من غضبه بلحظات حين رفعت مقلتيها و رمقت ملامحه المرهقة و عينيه التي تصرخ بألم واضح يحاول الآن إخفاء ما تسرده عيناه عنها حيث أطبق جفنيه بهدوء و حاول رسم تلك البسمة الزائفة و هو يجاورها بجلستها و يجذبها داخل أحضانه و كأنه يتعمد صرف أنظارها عن ملامحه وضع رأسها فوق صدره الصلب الذي لا زال يرتفع ويهبط بقوة واضحة ابتسمت بحزن حين شعرت به يحاول كبح جماح غضبه عنها بأسوأ حالاته لاحظ توترها و يخشى إخافتها مرة أخرى ! كيف لها أن تفر منه أصبح مفرها منه إليه ! و تبدلت مشاعرها القلقة إلى أخرى حزينة لحالته شغوفة لمحبة و حنان يختصها به ، رفعت ذراعيها تحيط خصره بقوة و ترفع جسدها قليلاً ثم قربت شفتيها إلى صدغه و طبعت قبلة دافئة فوقه تهمس له :

- مش هينفع أنام !

عقد حاجبيه و هدر متعجباً بقلق طفيف :

- ليه أنتِ بخير ياحبيبتي ؟ فيكِ حاجة !!

هزت رأسها بالسلب و ابتسمت هامسة :

- مش هعرف أنام و أنت مش جنبي ..

لحظات انحلت بها عقدة حاجبيه و انفرجت شفتيه بابتسامة رضا أنهت عبث قلبه و عقله ! دس وجهه بتجويف عنقها و قبلها بقوة يستنشق عبيرها الآخذ ثم همس لها بأذنها :

أصفاد مخملية الجزء الثاني من "حصونه المُهلكة" و "لهيب الهوى"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن