الفصل الرابع والعشرون "فرصة !"

26.1K 1.2K 172
                                    

وقف "أيهم" بتأفف حين تم طرق الباب بخفة عدة مرات دون أن يدلف الطارق ، تحرك نحو الباب بتعجب لتتسع عينيه حين قام بفتحه و أردف مستنكرًا :

- عمر !!! جيت مع مين ؟!

رفع الطفل رأسه و أردف مبتسمًا :

- مامي و أنا قولتلها أنا عارف مكان أوضة بابي و هروحله !

جعد جبينه و أدخله مُغلقًا الباب خلفه ثم سأله :

- رنيم وصلتك لحد هنا ومشيت ؟!!!

هز رأسه بالسلب وتوجه إلى مقعد مكتب أبيه يحاول الصعود فوقه قائلًا :

- لا ، مع انكل نائل بيتكلموا و آنطي ريناد مشيت بعد ما وصلتنا و مامي قالت هنستنى نروح مع بابي  !!

توقف عن جمع متعلقاته و فرغ فاهه يحدق به بصدمة واضحة و أردف مستنكرًا :

- لحظة يعني رنيم راحت أوضة نائل تستناني هناك ؟!!! وأنت جيت تقعد معايا هنا ؟!!!! فين إخواتك !

بدأ الصبي بالعبث الطفولي بالأوراق و أجابه في حين تعلقت عينيه بالأوراق بفضول واضح :

- معرفش ! مامي تعرف ..

ضيق عينيه لحظات و همس لحاله بخفوت :

- مامي اللي قاعدة مع نائل في اوضته عشان تحرق دمي ، ناوية على إيه يارنيم !!

توجه "أيهم" إلى الصغير و أمسك الأوراق من بين يديه يضعها داخل حقيبته ثم جمع ما تبقى من متعلقاته و عاون "عمر"  بالهبوط أرضًا يقول بهدوء :

- بما إني خلصت خلاص يبقا المفروض نروح لنائل عشان ناخد مامي ونروح مش كدا ؟!!

على الجانب الآخر بغرفة "نائل" ..

هدر "نائل" معارضًا محدثه بالهاتف :

- يافهد ده مش عقاب أنا كنت اتضربت منك أرحم على الأقل أنت ابن عمي لكن اللي أنت ورطتني معاه دا مجنون حرام علييييك !!!

ألقى نظرة خاطفة نحو "رنيم" التي جلست فوق الأريكة تخفي بسمتها و تنظر إلى المنضدة الزجاجية تستمع إليه حين أردف مستنكرًا :

- أنا جبان ؟!!!!! هو المفروض إنك لما تبعت عيل صغير لواحد مجنونننن يقوله مراتك اللي قاعدة بتضحك دي في أوضة واحد تاني اللي هو أناااا ، يحصل ايه ياترى ؟!! اقعد مبسوط مستني القتل مش كداااا أننتتت بتعمل معايااا كدا ليييييه ؟!

انفجرت "رنيم" ضاحكة بصوت مرتفع فور أن أنهى وصفه و نظرت إليه لتجده يحدق بها بأعين متسعة فور أن أغلق ابن العم بوجهه و انفتح باب الغرفة يطل منه زوجها بأعين مشتعلة ، تحرك من مكانه حين وقفت تقترب من صغيرها تقبله بلطف و تردف بنبرة تحمل بقايا ضحكاتها :

- حقيقي يانائل بقالي فترة كبيرة مضحكتش كدا !!

لم تنظر إلى زوجها لكن صوت طرقعة أنامله اخترق أذنيها و أذن "نائل" الذي استقرت مقلتيه فوق يدي "أيهم" في حين تسلطت نظرات "أيهم" الغاضبة نحوه لتتسع عينيه و يتقهقهر إلى الخلف بتوتر واضح هامسًا لها حين استقر خلفها :

أصفاد مخملية الجزء الثاني من "حصونه المُهلكة" و "لهيب الهوى"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن