" ... حيث تلقت عائلة البراري صباح اليوم أنباء مؤسفة عن سقوط طائرة كانت تحمل على متنها الإبنه و العروس الجديد "ندى البراري" و زوجها أثناء العودة إلى الديار المصرية و كانا العروسين من ضمن الحالات التي لاقت مصرعها حادث أليم كانت نتائجه فادحة .. كما رفض أفراد العائلة التصريح ب.. "
أغلق "تيم" هاتفه و دفع رأسه بقوة إلى الخلف للمرة المائة يستمع إلى تلك المقاطع المتعددة التى مر عليها ثلاث أيام ! هكذا انتهت حياة زوجته السابقة و ابنه العم الصغيرة .. كانت بمثابة الشقيقة بالرغم من جميع ما بدر منها و ما رآه هو و شقيقته ! كيف لها أن تفنى روحها فور أن أصبحت على مايرام ! شخص سوي ! يستطيع أن يحيا حياة طبيعية مثلهم ! ردد بإرهاق حين وصل بتفكيره إلى تلك النقطة :
- لا حول ولا قوة إلا بالله !!
رمقته "فرح" الجالسة داخل السيارة بجانبه بنظرة حزينة لحالته هي تعلم جيداً مدى صدمته و ثقل الخبر على جميع أفراد العائلة هي أيضاً ألجمتها الصدمة حين استمعت إلى ذاك الخبر المؤلم بالرغم من جهلها بتلك الفتاة و أنها لم ترَ أياً من تلك المشاحنات بأم عينيها لا تملك سوى الدعاء لها الآن رفعت يدها تربت فوق كتفه هامسة بهدوء :
- ادعيلها هي محتاجة دعوات دلوقت !
فتح عينيه يراقب ملامحها الهادئة لحظات ثم مد ذراعه لها يحتويها داخل أحضانه بصمت تام و قد أعلنت عينيه عن دمعات وداع كادت تتساقط فوق خصلاتها لكنه تدارك الأمر و أطلق أنفاسه الساخنة إلى الهواء ثم دفع رأسه مرة أخرى إلى الخلف تاركاً ذاك الحريق من الأفكار و القلق نحو شقيقته مرة أخري ينشب داخل صدره وعقله كان يظن الأمور بحالة من التحسن الواضحة لكنه يقر أن عودته تلك سببها الأول "أسيف" ثم الوقوف بجانب العائلة و زوج شقيقته "فهد" ! و آآآه من حزن الفهد !!!
-***-
جلست "أسيف" بجانب عمتها التي أصابها الوهن منذ ذاك الخبر الأليم شردت تتذكر تلك اللحظة التي علمت بها أن زوجها انطلق بجنون من القصر قبل لحظات من عودة ابن عمها بصحبة صديق زوجها و كيف كانت تخشى فقدانه هو أيضاً حيث رأت قيادته الهوجاء للسيارة لولا تواجد صديقه و ابن العم الذين انصرفا بالحال خلفه الله وحده أعلم حال المصير الذي كان ينتظره !! حالة من الإنهيار المؤلم تُسيطر على أجواء القصر ، رغم عودة الجد من رحلته العلاجية إلا أن حالته الصحية بتدهور واضح يجلس بالظلام طوال اليوم داخل غرفته رافضاً العلاج و الطعام إلا حين بكت العمة بقوة أمامه تطالبه بتناول وجبة صغيرة للغاية ! لم تتخيل أن يصافح الموت يد العائلة سالباً روح الابنه الصغيرة هكذا !
تلك الأحزان بكفة و حزنه الصامت بكفة أخرى يتجنب تواجد الجميع يعود متأخراً إلى المنزل صامتاً يدلف حينها إلى غرفة المكتب و يوصد الباب خلفه و هي على يقين أنه يتخير أوقات نومها تحديداً ليكُن وقت عودته ! لا تعلم أين يقضي وقته يغلق هاتفه تاركاً الجميع و كأنه بحالة من الزهد ! بالرغم من أنه يحرمها رؤياه إلا أن أوجاعه الصامته يمزق نياط قلبها و يُهلكها عودة الحصون فلم تخفق حين قالت أن حُصونه مُهلكة حد الإنهاك !!!!
أنت تقرأ
أصفاد مخملية الجزء الثاني من "حصونه المُهلكة" و "لهيب الهوى"
Randomأدركت أن حصونك أشد الحصون هلاكاً و لهيبك يُشعل قلبي و يسلب نبضاتي و كأن خفقان ذلك القلب يصرخ بك في كل لحظة أن لك الحصون و لك اللهيب و ليِ الأصفاد المُقيدة لروحك و قلبك ؛ لتعلم أن داخل تلك الحصون نيران روحي المشتعلة و نهايتها قيود .. بل أصفاد أفرضها...