يركض داخل المشفى و تقبض يده على كل شخص يراه يسأله بفزع عن رقم الغرفة أو الطابق قلبه يقرع بقوة منذ أن أبلغه صديقه عن تواجدهم بها داخل مشفى !!! ماذا حدث لها !! ندم الآن على معاملته الجافة !! على خذلان أُجبر عليه وسط أعباء و أوجاع و طعنة له كرجل يرى إمرأته عارية بأحضان رجل آخر برغم علمه أنه ليس الأول لكن الرؤية بحد ذاتها كانت هلاك له !
قد تعجز الكلمات عن وصف ما يجيش به الصدور ! قد يغتصب الأرواح صمتها الإجباري و يقهر القلوب كتمان شعور يخشى الظهور بين بني البشر و كأنه أدرك أنه مُعرض إلى دعس أقدامهم القاسية بلا أدنى شفقة !!
#أصفاد_مُخملية
#شيماء_الجنديوصل أخيراً و لازال عقله تتقاذفه الأفكار و الندم يجوب خلاياه وثنايا قلبه بلا هوادة ! تتشكل الآن أمامه هيئتها الشاحبة ! حزنها المتواصل ! تساؤلاتها الصامتة و اللوامة ! أمسك مقبض الباب يُديره و يدلف مسرعاً متوجهاً نحوها حيث احتل جسدها الفراش و جلست "أسيف" بجانبها بهدوء وقفت عن المقعد و همست بهدوء له حين وجدته يميل فوق وجهها يستكشفه و يُقبل ملامحها بحنو :
- أنا برا لو احتجتوا حاجة !
كادت تغادر المكان لكن يدها قبضت عليها فجأة تهمس بإرهاق و قد أبعدت عينيها الباكية حد الإنهيار عنه :
- من فضلك خليكِ ساعديني أقوم امشي !
ارتد للخلف يراقب عودة زوجة صديقه و هى ترمقه بطرف عينيها بتوتر قائلة :
- تقومي تمشي !
عقد حاجبيه يقول بإندهاش و هو يشير إلى حالتها :
- تقومي تروحي فين ! إيه وصلك لهنا أصلاً ؟!
أجابته "أسيف" حين آثرت هي الصمت و لم تنظر حياله:
- ده شوية إرهاق متقلقش !
عقد حاجبيه و احتل الحزن ملامحه حيث تبادر إلى عقله أنه المتسبب بحالتها تلك من فرط ضغطه لها و هدر محدقاً بها بقلق :
- إرهاق يوصلها المستشفى ؟
نظرت له بتوتر ثم إلى تلك السيدة الصغيرة التي أمسكت يدها تضغط بقوة فوقها لم تتعجب من أفعالها هى على يقين من تواجد خلاف أسري بينهما و أن تلك الحالة التى أوصلتها إلى المشافي تخص ذاك الزوج غريب الأطوار الذي يعامل زوجته كأنها الجاني بقضيته !
أفاقت من شرودها الصامت حين هدرت "رنيم" بصوت مبحوح :
- ممكن تساعديني أقوم عشان دايخة ولازم أشوف ولادي !
كادت تمد يدها الأخرى تعاونها بالاستقامة لكنه هدر بغضب يشوبه القلق :
- تقومي فين هى لعبة الدكتور لازم يطمني الأول !!
أنت تقرأ
أصفاد مخملية الجزء الثاني من "حصونه المُهلكة" و "لهيب الهوى"
Randomأدركت أن حصونك أشد الحصون هلاكاً و لهيبك يُشعل قلبي و يسلب نبضاتي و كأن خفقان ذلك القلب يصرخ بك في كل لحظة أن لك الحصون و لك اللهيب و ليِ الأصفاد المُقيدة لروحك و قلبك ؛ لتعلم أن داخل تلك الحصون نيران روحي المشتعلة و نهايتها قيود .. بل أصفاد أفرضها...