مننساش التفاعل بڤوت وكومنتس على الفصل ♥️"و لنــا في الخيال حياة ! "
أحيانًا يلوذ المرء بالعزلة مؤمنًا أن قوته تكمن داخل عالمه الخاص ، حيث تلك الروايات اليومية التي يضع لها نهاية و تلك الأحاديث التي طالما خاضها بينه وبين حاله مخبرًا نفسه أن الوحدة خير جليس ، ماذا إن دمرت أرواحنا تلك الأحاديث و سرقت واقعنا تلك الروايات ، تراقص داخل خيالك كما أردت وكيفما شئت لكن لا تغفل عن أنغام واقعك !!
#أصفاد_مُخملية
#شيماء_الجنديجلس أمام الطبيبة النفسية و هو يراقب رد فعلها الهادئ فور أن رأت بعض المقاطع المصورة لأفعال "رنيم" التي تعايشت مع المواقف بشكل مبالغ به من وجهة نظر زوجته "أسيف" و التي أخبرته أمس أن إجهاشها بالبكاء داخل السيارة معها فور خروجها من المشفى كان حقيقي بعيد تمام البعد عن الأداء التمثيلي !!
Flash back ..
لاذت بالصمت منذ أن جلست هادئة بجانبها داخل السيارة ترى تلك الدمعات فوق وجنتيها باستسلام لتعقد "أسيف" حاجبيها قائلة بهدوء :
- أنا محبش أدخل بينكم بس تقدري تحكيلي أو تفضفضي معايا و أنا أوعدك مش هتكلم مع أي حد كأنك كنتِ بتكلمي نفسك لكن إنك تفضلي ساكتة كدا و أنا ملاحظة إنك من وقت ماجيتي مش بتتعاملي مع صحاب أو قرايب مثلاً ده هيتعبك !
مالت "رنيم" بوجهها تصرف أنظارها عن مراقبة السيارات بشرود و اجابتها بصوت مبحوح :
- سكوتي مش كتمان ده عجز ! عمرك قبل كدا حسيتي إن اللي جواكِ مش ممكن يتوصف حتى لأقرب الناس ! الوجع مش بيتوصف ياأسيف خصوصاً لو كان من حد آمنتيه على روحك و قلبك ! و أنا موجوعة أوي !!! و لسه هدفع تمن أغلى من روحي كمان ولادي ؟!
أنهت حديثها و أجهشت ببكاء مرير تضع يديها أعلى وجهها تحجب رؤية لحظات انهيارها عن تلك التى أوقفت السيارة تراقب بذهول وتوتر ما يحدث و كأنها كانت تنتظر كلماتها لتحاول الأخرى إخراج ما تحويه جعبتها لكنها لم تُخرج لها سوى بعض الألغاز القاتلة ! ماذا سوف يحدث للأبناء أيضاً ! لماذا ترتعب هكذا و جدها تحيط جسدها بذراعيها و تضم ساقيها نحو صدرها بقوة تحاول السيطرة على ذلك الإرتعاش الذي أصاب جسدها من فرط بكائها ! إندفعت الدماء نحو وجهها بقوة و بدأت عروقها تبرز و كأنها تصارع إفلات روحها لتقترب منها "أسيف" و عقلها يحمل خوف من تدهور حالتها مرة أخرى !! احتضنها بقوة و ظلت تربت بلطف فوق جسدها و هي تهمس بحنو قائلة :
- كل حاجه هتتصلح اهدي !
أغمضت "رنيم" عينيها بإنهاك لدقائق معدودة قبل أن تفتح مقلتيها فجأة و تهمس بخفوت :
- أسيف انا لو سمعت كلامه هخسر ولادي !!
........
أغلقت الصنبور بهدوء و استقامت واقفة تنظر إلى ملامحها الشاحبة نظرت إلى انعكاس حدقتيها الغارقة بين طيات الألم عاجزة عن الإستغاثة ! إلى أين المفر الآن !!!! تكاد تلك الكلمات تتحول إلى مقطوعة موسيقية لحنها بائس حزين ! كيف لدرعها القاسي أن ينصهر و يسمح لرماح الخذلان أن تخترق قلبها هكذا ! و كأنه عدو ! ليتها تفقد ذاكرتها و ينتهي كل ذاك العبث !! رفعت يدها تكتم تلك الشهقات التي تحارب لتُعلن عن مدى قهرها ! كيف له أن يرَها هكذا !! يصفها بالرخص ! عن أي رخص يتحدث الأبله !! هل يعنفها لعلاقتها الشرعية به !! هل فعلت ما يشين لها !! كيف لها أن تصمت أمام ذاك السيل الجارف من إهاناته ! إلى أي مدى يصل بها ضعفها !!!
أنت تقرأ
أصفاد مخملية الجزء الثاني من "حصونه المُهلكة" و "لهيب الهوى"
Randomأدركت أن حصونك أشد الحصون هلاكاً و لهيبك يُشعل قلبي و يسلب نبضاتي و كأن خفقان ذلك القلب يصرخ بك في كل لحظة أن لك الحصون و لك اللهيب و ليِ الأصفاد المُقيدة لروحك و قلبك ؛ لتعلم أن داخل تلك الحصون نيران روحي المشتعلة و نهايتها قيود .. بل أصفاد أفرضها...