تائهة في قلب الشيطان(مكتملة)

إكمال للبارت

ظل الطريق بأكمله يتفرس في وجه ريم و يتوعد لسائقه متصورا مشهد تعذيبه .....الى وصوله للقصر خرج السائق بعدم توازن و هو يسارع لفتح باب السيارة لسيده... خرج الأخير يحمل تلك المخلوقة النائمة و هو يتجه صوبه و الحراس أمامه معلنين بحضورهم قدوم سيد المملكة المعزولة عن القرويين

التفت الخدام للشيطان و هو مطل ببنيته الضخمة المرتدية لباس اسود كما يحب، في حين انشغالهم بالضحك و الثرثرة بينهم اذ توقفن على ذلك و عدن للعمل حتى لا يسخط غضبه عليهن ....

أسرعت واحدة من الخدم تدعى لينا و هي سمراء البشرة قصيرة القامة لكنها تتمتع بحس الدعابة رغم حلولها بمشاكل عديدة و ذهبت الى المطبخ تخبر سيدة الخدم بعودة الشيطان و معه فتاة  لتظهر ملامح الخوف عليها و هي تتذكر كم من فتاة أحضرها الى قصره و كانت سجينة عنده يعذبها و يمررها بكل مقاسي الحجيم حتى ترضي نزواته فتساءلت:
ترى من الضحية التالية؟؟؟
ردت عليها لينا: لا أعلم لكن من مظهرها يبدو أنها فتاة حضرية
استغربت من جملتها لتأمرها بالانصراف و قصدت  فورا غرفة سيدتها و هي أم الشيطان....

صعد الدرجات بثقة و انتصار يعد كل درجة من أدراج السلم بدقة حتى وصل الى غرفته في الطابق العلوي بعد ثلاث طبقات بغرفة مخبأة ليست خاصته لكنه يركن فيها كل الأشياء التي يحبها في حياته و لا يريد أن يكتشفها أحد و لا حتى أمه و من بين تلك الأشياء ريم كأحلاها...

تأفف بتعب نظرا لثقل وزنها واضعا اياها فوق السرير
ظلت تتململ أثناء نومها و هو لا يكاد من كثرة شوقه للإنقضاض عليها لكن هذا لا يجوز فهو بهذا التصرف سيخسرها و ستكرهه للأبد لذلك قرر الابتعاد عنها عسى ان يكبت وساوس نفسه...ليغلق الباب بمفتاح مطلي باللون الذهبي و يخبئه في جيبه ....

اقتحمت الغرفة على تلك السيدة العجوز التي رغم شيخوختها الا أن جمالها لا زال محفورا بملامحها و يبث بالنور و الطيبوبة ، وضعت الكتاب الذي بين يديها الى جانب مكتبها و ازالت نظارتيها باستفهام قلق:
ماذا بك يا فتون؟ لم وجهك شاحب هكذا؟
وقفت تستعيد تنفسها ببطء ثم اجابت:
لقد احضر سيدي فتاة اخرى و هذه المرة مدنية و ليست قروية....
نهضت بفزع اثر ما سمعت و اتكأت على عصاها لتستقيم تحركاتها و دون كلام اضافي تعرف الى أين تذهب لتلقنه درسا....

في منزل ابراهيم....
اشتعل فتيل الغضب لدى علي و سهر الليل كله يفكر في انقاذ ريم من أيدي ذلك الشيطان ...
الكل يغط في سبات عميق الا هو ، يرفض تخيل ان حبيبته الآن في حضن عباس عاريين مع بعضهما يمارسان اللهو و ينتهي ذلك بطفل صغير....
صاح بحنق : لالالالالا مستحيل ريم لي انا لا يمكن بعد كل تلك السنوات من الانتظار تصبح له بكل بساطة
ان  كنت اضعف قوة منه فهذا لا يعني انني ضعيف الشخصية أيضا!!!!
دق على طاولة الكرسي بتفكير طويل ثم تشجع و خرج من البيت متسللا في عتمة الظلام بين العشب الأخضر و الاشجار الكثيفة التي تخبأ وراءها قصر الشيطان الشبيه بقصر دراكولا ...