و في تلك الدوامة المظلمة ...ينكشف

1.7K 56 4
                                    

كانت تشهق بخوف و تبكي طوال طريقها في البحث عن مخرج اما الخاطف يعلم جيدا انها لن تكون بعيدة لأنها لا تحفظ المكان أكثر منه.
كانت تسرع في خطواتها تكاد تسقط من الفرط في الجري حتى تعثرت رجلها اليمنى بجمجمة صغيرة لحيوان ما استجمعت قواها و تقدمت للأمام بينما هو كان خلفها ببضع اقدام قليلة ليلمح قطرة دمها على تلك الصخرة و ياخذها بين أصبعيه يتذوق طعم الدم بتلذذ ممررا لسانه بين اسنانه .....
فغير مساره تجاهها الى طريق آخر اسفل المكان يختصر المسافة اليها...

توقفت لحظة تسعل بقوة و شعرت بنغزة في حلقها
تجبرها على السعال اكثر لدرجة ان حلقها جف من اللعاب ....
اتكأت على الحائط تستعيد تنفسها المنتظم لتلتفت خلسة الى الوراء و لا تسمع تحركاته ....
فلتت دمعة من عينها و هي تردد بخفوت:
علي الخروج من هذا المكان قبل ان يمسكني ذلك المجرم!!
رأت بالصدفة رجلها تنزف دما لتغلق فمها من الذعر:
يا ربي اخشى الا يكتشف قطرات دمي التي خلفتها
ورائي!!!
حاولت تمزيق الفستان الذي كان ترتديه لكنه خذلها بسبب كونه متينا لتضرب يدها على الحائط بجانبها و تقدمت في السير لعلها تبتعد فقط عنه.

عنده هو:
يمشي بخطوات ثابتة و هادئة كالذئب المتربص بفريسته يسمع تنفسها بينما هي تخال انه اضاعها
لكن الأمر ينقلب عليها تماما هي من اضاعته
و تظن نفسها هاربة من قبضته إنما فقط تمتعه ليس إلا داخل اداة متقنة يستعين بها الشيطان
للإيقاع بضحاياه عبارة عن متاهة اللا متناهية
صعب تحديد غرفها او مخرجها او حتى مدخلها
تظل في الوسط تجري و تحوم على الغرف حتى التعب....و تجلس فاقدة الأمل في البحث عما تحلم به.... ليتها لم تفكر في عصيانه و هذا جزاءها....
كان يتفحص خطوات أقدامها الصغيرة تجري فوق السقف الذي يعلو مسار الشيطان و مقلتا عينيه تتبعان الصوت بديداكتيكية و دقة
نزع القناع من وجهه و صار ينادي أسفل رجليها
بنبرة مخيفة ستسمعها ريم لاول مرة في حياتها

عندها:
تشنجت بمكانها و هي تلتقط الصوت
ريم بارتجاف : يا الله ما هذا الصوت؟؟
هل هو صوت غناء؟؟؟
كانت تسمع شخصا يغني و يدندن بكلمات لم تفهمها
حاولت السيطرة على خوفها و زادت خطوة للأمام
ليرتفع الصوت اكثر و يتضح ماذا يعنيه:
ريم...اين انت يا قطتي....بشبشبشبش
و تنطلق موجة من الضحك الممزوج بصدى المكان الفارغ و يكونان نغمة مرعبة صاخبة
أغلقت أذنيها بيديها و ركضت مغمضة العينين
ريم ببكاء: هذا اللعين لازال يتبعني و ربما هو قريب مني لكن اين؟؟؟
كيف اختفى بسرعة البرق؟؟؟

نظرت فجاة الى خمسة طرق لتختار من اي واحد  للخروج وقفت تفكر مهلة لكن اقتراب الصوت المخيف لم يسمح لها بذلك فاختارت الطريق الأيسر تطمأن نفسها:
انا متأكدة انه لن يعرف ما هو الطريق الذي سلكته!!

تائهة في قلب الشيطان(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن