تائهة في قلب الشيطان(مكتملة)

ولادة ريم

دقت الأجراس و أعلن دخول المؤذن
وقف الحضور أمامه بصدمة
لينظروا الى الحراس الذين أشاروا لهم بالتصفيق

سمع الشيطان أصوات التصفيق المتعالية
سارع بخطواته الى الحديقة
و عيناه تبحثان عن ريم
قلبه يرتجف لأول مرة في حياته
يخشى أن يفوته هذا اليوم المنتظر

شعر بنوع من الخجل و المؤذن يسأله عن العروس
فلم يستطع عباس الإجابة عن شيء

كانت تختلس الأنظار و تتسلل خلف شجيرات القصر
أحيانا ترفع نظراتها الى الشرفة مقابل نظرات شداد
الذي يتأكد أن الشيطان لم يلحظ هروبها
و بيدها آمرأة شابة تساعدها في الخروج و تغطي عنها فريم مزينة بفستان العرس
تلفت الإنتباه بسرعة البرق

مسح على رأسه بعصبية و احتار في أمرها
عاد اليه الحراس و لا أحد يحمل له بشارة
فانقض يفرغ غضبه على الحراس مطلقا ضحكاته المجنونة

انفزع الناس و صاروا يتدافعون للخروج فالقضية بلغت طلق النيران لكن الحراس
كانوا لهم بالمرصاد
صرخ بهم أحد الحراس: إياكم و الذهاب فلا تحاولوا
ستندمون!!!!

تمدد على أرض الباحة التي في قصره يترنح من البكاء و اسمها يدور بلسانه: ريمم
سقطت دمعتان من عينه لتقابل عيناي شداد و هو يحوم حوله بنبرة ساخرة: مسكين يا عباس!!!
كيف هذا؟ مستحيل أن يبكي الشيطان و سيد أسياد العصابات؟؟
و أضاف منحنيا اليه: هذه اللقطة سأسجلها و أبعثها في الفايسبوك الى كل من تفاخرت عليهم بعضلاتك
حتى يشبعوا ضحكا عليك

قبض على رقبته و هو يعتصره بوحشية لكن
شداد تصدى له و سبقه في ارسال ركلة الى أسفل خصره حتى تأوه عباس و سقط على الأرض في وضعية الجنين
اقترب اليه شداد و غضبه يغلي الى القمة
ليعاود ركله من جديد و هو يصيح به:
هذا جراء اغتصابك لريم يا كلب !!
و نزل الى مستواه و الآخر يعتصر من الألم
ليقبضه من شعره:
سأقطع ذلك العضو و أرميه للكلاب أمثالك يا حيوان!!

أعقبه شداد بلكمة أخرى نحو البطن
بعدما وقف عباس محاولا الحديث
ليعم صوته أرجاء القصر

و قدم حراسه يتسرعون نحو مكان مواجهتهما
بأعداد كبيرة و شداد لوحده وسطهم
كالضباع المحيطة بملك الغابة

نهض عباس متكوما ككرة الصوف مستهزءا به:
ماذا بك يا كتكوت؟ هل خفت؟ رأيتك عاجزا؟
شداد بثقة: أنت ضعيف و أحمق تختبئ وراء كلابك
و تدعي القوة؟؟

حرك فمه ليجيبه لكن صوتا أوقفه و غير تفكيره الى ناحية الحديقة

قفز قلبه من الذعر و هو يصيح باسمها لكن فرقة الشيطان تقيد ذراعيه الإثنين

خرج من الباب المؤدي الى حديقته و هو يتتبع بشغف ظلها و شهقات نفسها المتوالية
لقد التقطت مصيدته الفريسة التي يبحث عنها