مطاردة ريم

962 44 5
                                    

استعاد الشيطان صحته و عافيته من جديد كما لو أن مكروها لم يصبه
واقفة عليه و قلب الأم يتآكل شوقا لسماع صوت ابنها و ابراهيم بجانبها
ليبدأ في فتح عينه تدريجيا و تتضح صورة أمه العجوز الخائفة عليه كطفل صغير
تنهد بصوت مضمحل مناديا بأمه
لتحاوط يديها المنكمشتين ذراعيه الرجوليتين و هو احتضنها مشتاقا لحنان امرأة
كانت نظرات المارين من غرفته تمث بالاستغراب:
يا الهي أرأيتم الوحش كيف ينقلب كتكوتا في الآخر؟؟
أحسوا بقبضة قوية تدفعهم بعيدا عن الغرفة و صاحبها يصرخ:
نور: اذهبوا من هنا قبل ان ينهض اليكم السيد!!
فزعوا من طريقة كلامه فرحلوا.
ابراهيم بجمود: كيف تشعر يا عباس؟
بتفاؤل: بخير و قريبا سأخرج
زهرة بمعارضة: لن تخرج لا زلت مريضا و الجرح لم يشفى بعد....اصبر يا بني
اعتدل في جلسته متألما: أنا شيطان يا أمي و الشيطان لا يضعف و لا يمرض....سيأخذ عني اولائك الجراد نظرة احتقار و نقص و أنا أكره هذا!!! (ليضرب يده على طاولة خشبية بجانبه)
طبطبت على يده بانكسار: ألن تخبرني من قام بفقد عينك؟
بعدم مبالاة: لا يهم يا أمي أنا سأتدبر أمر العين...انسي و لا تذكريني
شعر ابراهيم بالخوف ناحية جملة الشيطان فهو يعرف تفكيره أكثر من أمه التي توهم نفسها انه مهما ارتكب يظل ابنها و تنسى جرائمه الشنيعة


تثاقل بطنها الذي زاد كبره و ظهر للعامة لقد انكشف امرها و أصبحت حامل في الشهر الثامن
رمت يدها على الأريكة حتى تساعدها في النهوض
ليأتي شداد و هو يمسح قطرات الماء على وجهه

ريم و الخوف يسيطر عليها: أنا مرتعبة يا شداد و الله ان وجدني عباس في هذه الحالة سيقتلني بل سيذبحني
شداد: اهدأي على الأقل هو لا زال طريح الفراش
اتصلت بسليم و حجز لنا تذكرتين الى بلد آخر
ريم بصدمة: لكنني لا استطيع الابتعاد عن عائلتي فما عساي أن أرحل الى بلد آخر؟؟
شداد: مجبران يا ريم علينا الذهاب على الأقل أن أحافظ عليك انت و طفلنا( مداعبا لبطنها)
تذكرت ريم فجأة: نحن لا زلنا جاهلين عن جنس الجنين علينا اجراء تحليل له يا شداد
أومأ برأسه بالموافقة و أمسك يدا بعضهما متحمسين للذهاب الى الطبيب


دلف الطبيب الى غرفة عباس مبتسما:
الحمد لله على سلامتك يا سيد عباس!!!
لم يكترث له و أدار عينه بعدم اهتمام لترد عليه الأم ببشاشة
خرج ابراهيم يستنشق الهواء و إذا به يفزع حينما يلحظ ريم ببطنها و هي تتجه نحو شداد الى غرفة طبيبة النساء
التفت الى عباس حتى يتأكد أنه غير منتبه الى ما يدور حوله فهو شاغل باله في  تناول حساء أمه
التي تطعمه بيدها

تسلل بحذر خلفهما و هما يبعدان عنه بمسافة بين المشاة و أصحاب الكراسي المتحركة
لكنهما سبقه و تعثر في طريقه برجل عجوز
فاعتذر منه و عاد الى الغرفة تحت مراقبة نور له
نور: اذا السيد ابراهيم يعلم أيضا تواجد المدام ريم بالمستشفى و كيف علم ذلك؟ و كيف تقبل عدا هذا حمل حفيدته من رجل آخر دون زواج؟

تائهة في قلب الشيطان(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن