تائهة في قلب الشيطان(مكتملة)

يوم مع شيطان آخر

ها هي ذي تستيقظ من نومها بتألم بسبب الجرح برجلها لكن سرعان مع تفرك عينيها بسرعة و تعيد النظر الى رجلها لتجدها مكومة بضمادات ....
وزعت نظرها الكامل الى الغرفة العجيبة التي نامت فيها و دققت التحديق فيها لقد كانت مظلمة في الجانب المقابل لها و لا يبعد ريم عن تلك الظلمة سوى مصباح صغير ينير المحيط الذي به سريرها المنزل امتلك طابع بسيط و مخيف كانها بمنزل مهجور منذ مئات السنين
الحيطان مشققة و السقف بالكاد سيهدم اما الأثاث لونه داكن و تفوح منه روائح الغبار....

اعتدلت في جلستها بعدما قربت رجلها لتفحصها و حدثت نفسها بصوت عال:
ما هذا المكان؟ من جلبني الى هذا المبنى القديم؟
قطع سؤالها وطأة قدم حذاء رجولي تضرب الأرض بتدرج ضربة تلو ضربة اخرى دون توقف
هذه الحركة اخافت ريم و جعلتها تزحف للوراء حتى التصقت بالحائط ناسيتا جرح رجلها فطوال الوقت و رجل غريب يراقبها عن قرب و هي تطلق الشخير و تنام بوضعيات محرجة فلذلك كان احساس الخجل عندها يرغمها على الخوف اكثر من تواجدها بمنزل رجل .

تمتمت بكلمات خرجت بتضييق من فمها:
من انت؟ و ماذا تريد مني؟ ماهذا المكان و اين انا الآن؟؟؟
لم يتحرك الرجل او بالأحرى الخيال الاسود الذي يجلس قبالتها و لم يجيب عن اي سؤال من أسئلتها
فقط يكتفي بضرب كعب حذائه الأسود الظاهر لها  على الارض بين الفينة و الأخرى

ظلت مدة طويلة تحاول التخفيف من خوفها و رؤية ملامحه لكن لم تقدر فلم تتحقق لا من شكل وجهه او جسمه كان عبارة فقط عن ظل اسود جالس على كرسي لا غير ....
ريم مع نفسها:
معقول هل انا في كابوس ام في قبضة جن خاطفي لا يتكلم و لا يتحرك؟؟؟؟؟ هل يمكن ان يكون روبوت فقط كي يحرسني و اظن انه رجل حتى اخاف و لا اتحرك ان الحركات التي يقوم بها تشبه تلك لروبوت المعطل
امممم كل الإحتمالات ممكنة!!!
سأجرب الإقتراب اليه لكن ماذا إن ضربني او عضني او قام بأذيتي لا انا خائفة سأداهيه بكلامي اولا ثم اتأكد ان كان رجلا او روبوت

توقف تفكيرها فجاة بوقوف ذلك الظل من الكرسي و الإتجاه صوب باب الغرفة ، نظرت اليه و هو يغادر الغرفة لتقف على رجلها محاولة الذهاب اليها لكن رجلها التويت و سقطت على الأرض متأوهة
استدار الظل اليها لتسمع ريم خطوات الحذاء قادمة نحوها...

هتفت ريم في نفسها:
خطتي نجحت....
كان كلما يقترب الظل ينكشف شيئا فشيئا فاستطاعت معرفة شكل جسمه و يظهر انه قوي و حديدي متصلب بحيث ان ذراعيه العاريتين كانتا تبرزان كتلا ضخمة من العضلات عليهما أما صدره فكان عريضا و صدره خرج عن جسمه فشكل هضبة لا صدرا بشريا

انتاب ريم شعور بالإعجاب و الخوف في آن واحد من هذا الغريب فإن تصرفت بحماقة معه لن يرحمها فهي الآن ليست مع عباس حتى تتدلع عليه
و قد تاكدت ريم انها مخطوفة من قبل رجل ليس عاديا ربما يكون رجل عصابة مثلا
لذا عليها توخي الحذر و تنتبه لتصرفاتها معه
انحنى على ركبتيه و شرع في إعادة تعديل الضمادة التي مزقت لها لم يتضح وجهه بعد
و اثناء تركيزه في العملية رغبت ان تقترب اليه اكثر حتى ترى وجهه لكنه انتبه الى حركتها و اسرع في حملها و هي ترمقه بغموض شديد و استغراب
ثم وجدت نفسها و هو يضعها فوق سريرها
و بينما على وضعيتهما هاذه اذ بها تمرر يدها بغتة على وجهه لتلمس قماشا يخبأ وجها
ابعد الطرف الآخر وجهه مسرعا نحو الخارج و اغلق ورائه الباب بالمفتاح
كل هذا حدث في لمح البصر و قد ظلت ريم على حالها و يدها ممدودة الى الاعلى.