أنقذني يا ....شيطاني

2.2K 76 9
                                    

اشتد الظلام على الغابة المجاورة لقصر الشيطان و كما عرف عنها انها مقر اللصوص و عباس الآن يشعر بحبات العرق تسيل من جبينه خوفا على ريم قائلا بصوت يمزجه غضب شديد:
ريم الغبية لا تعلم أنها ببادية و ليس المدينة أخشى ان تقع بين شخص ما!!!!

وبين الأشجار العملاقة المخيفة ، تقفز ريم كالغزال بين جهة و أخرى و هي تركض و تركض دون توقف لتتوقف مدة و هي متكئة على غصن شجرة بجانبها
تلتفت وراءها لتجد انها ابتعدت مسافة ليست بقصيرة عن قصر الشيطان ، تفوهت بسعادة واضعة يدها على صدرها:
الحمد لله نجوت من جبروته و بطشه أخيرا سأعود لعائلتي و بعدما أحكي لهم ما جرى لي و زواجه الغصب مني أكيد سنعود للمدينة و أنسى وجهه للأبد
كم انا ذكية!!!!
توقفت لحظة عن الضحك و هي تفكر:
لكن علي الآن أن أختبئ في مكان ما فهذه الغابة معتومة تشبه غابة أفلام الرعب

كان الجد إبراهيم متكئا يضع يده على خده بتفكير
في حفيدته ، كيف سيأخذها من عند عباس؟
فهو يتذكر كيف ثبت الشيطان عينيه على ريم و كيف أحبها بل عشقها بجنون لقد أتعب حارس والده العجوز و هو يركض وراءه كي يفلته من حضن ريم
و قد هدأ له البال حينما سافرت مع والديها للمدينة و تركته بالقرية لكن الآن عادت المهمة من جديد
لم يتوقع أن عباس الشيطان لازال بداخله ذاك الطفل العاشق المهووس بريم التي تصغره بعشر سنوات.

استغرق ابراهيم دقائق في العودة للماضي اذ باتصال هاتفي يقطع خيط تفكيره فينهض بتثاقل و يجيب على هاتفه ليأتيه صوت والدة عباس الرقيق الذي اشتاق سماعه:
سيد ابراهيم هل هذا انت....أجبني أرجوك!
بلع ريقه ثم أجابها و قلبه يخفق بقوة من فراق طويل:
أجل يا زهرة...أقصد سيدة زهرة أنا هو ابراهيم
كيف حالك؟
ظهرت الفرحة على نبرة صوتها و كم أذاقها حلو السعادة لتذكره إياها:
أنا بخير....كنت أريد أن أخبرك بشيء مهم
اتخذ وضعية الجلوس المناسبة على الأريكة ثم قال:
ما هو؟....أخبريني...
جلست هي ايضا على كرسي مقابل لها و كأنها ستلقي قصيدة على أستاذها :
ابني عباس ذهب يبحث عن ريم حفيدتك!!
اجابها بعدم فهم:
لماذا أليست معه أين ذهبت... ما الذي فعله لها؟
زهرة: اهدأ يا ابراهيم سأحكي لك ما جرى و سبب هروبها من القصر
.
.
.
.

وجد علي نفسه دون وسيلة نقل تساعده لإيجاد ريم قبل الشيطان حتى تكبر قيمته عندها فماذا فعل؟
لمح عند منزل صغير دراجة نارية مربوطة بسلسلة
على شجرة غصنها ممتلئ بالشوك
اقترب منها علي بحذر خشية ان يسمعه صاحب المنزل الذي لا زال مسيقظا نظرا لأنوار بيته المشتعلة
وصل الى الدراجة فوجدها مقيدة بإحكام ليضرب يديه على الأرض لاعنا حظه الذي يخذله دوما ...

الخادمات بينهن بانشغال :
صفاء: ماذا سنفعل؟ هل سنقف مكتوفي الايدي أم ماذا؟
اسماء ببكاء و عويل: انا السبب و الله سيقتلني السيد بعد رجوعه و ان لم يجدها فادعوا لي بالرحمة بعد جنازتي
لمياء بغل: ليست نهايتك وحدك بل كلنا سنعاقب بسبب حبك لذلك الأحمق شعيب
شعيب بنرفزة : انا لست احمق انت تغارين منا لأنك بشعة و لا أحد يعبرك
اسماء بتفاخر من رد حبيبها: شكرا يا قلبي خففت عني وجعي
لمياء بصراخ: ماذا؟ أغار منكما يا فأرين حاشا و الله
سمية بعتاب: اصمتوا كلكم شعيب ماذا تفعل مع النساء اذهب الى عملك و اخبر شيخ القرية بما يحصل...
صفية بقلق: لكن ماذا ان وبخنا الشيطان ... ارجوك يا سمية لا نريد ذنبا آخر وراءه عقاب ثاني
سمية: انا الأقرب الى والدة السيد و الأكبر بينكن لذلك اعلم ما افعل أخشى ان يصادف سيدي قطاع طرق او لصوص على الاقل يجد مساعدة من الأمن
شعيب: معك حق ساذهب فورا لإعلام الشيخ

بعدما أنهت سردها لكل ما حصل بالقصر ، دار الحوار التالي بينهما:
ابراهيم: اذا هكذا الأمر!!
زهرة بقلق: ريم خائفة من ابني عباس فمظهره يخضعها و تعلم ابني منذ طفولته يموت على حفيدتك ارجوك اريدك ان تساعدني لتغير نظرة ريم على عباس فهو يحبها و يريدها بالحلال لو كان سيئا لما عرض عليها الزواج....انت تفهمين صحيح؟
زفر ابراهيم طويلا : حسنا سأحاول مع انها مهمة صعبة فشخصية ريم مختلفة تماما عن شخصية عباس وانت تعلمين هذا؟
أغمضت عينيها متفقة على كلامه: أعلم ذلك جيدا لكن لا اقدر على اسعاد ابني لوحدي
لان كلام ابراهيم اليها: انت لست بمفردك و انا بجانبك أجابته بلباقة و نبرة تميل للإعجاب:
لطالما كنت بجانبي في كل أوقاتي العصيبة يا ابراهيم و لم انسى تلك اللحظات الجميلة....ليتها تعود!!

كان والد ريم نازلا للأسفل فسمع خلسة جزء من محادثة ابراهيم على الهاتف الخلوي يقول:
سأخبر والديها بالأمر لكن ليس الآن فالوقت متأخر من الليل!!
تقدم اليه بخطوات سريعة قائلا:
ما الموضوع؟ هل عن ريم؟؟
قطع ابراهيم اتصاله مع زهرة مودعا اياه ثم اجاب ابنه بتردد: ريم فرت من قصر الشيطان ...
بقلق: ماذا و في هذا الوقت المتأخر من الليل؟؟
الجد: أجل لأنه عرض عليها الزواج فلم تتقبل الامر
و خرجت بعد خلود الجميع للنوم....
لطم الأب راسه: ابنتي سيأكلها الذئاب لن اقف ساكنا هنا...تحملت الانتظار لأني ظننت انها بمأمن عند عباس لكنني كنت مخطئا....
خرج من البيت و ابراهيم يتبعه مغلقا باب منزله .

بعد بحثها الطويل على مخبأ ، اذ تعثرت قدمها على صخرة صغيرة لم ترها بسبب الظلمة لتسقط على حافة مائلة للأسفل و تقع في حفرة واسعة عميقة
تأوهت بوجع شديد لأن رجلها انغرز بها غصن صغير
فنزفت الدم منها حتى تشكلت بركة صغيرة من الدماء بجانب رجلها
شعرت ان الألم يزداد كلما حاولت تخليص نفسها من ذلك المأزق فارتفع صوت بكاءها اكثر دون ان تشعر لتجذب انتباه مجموعة من الرجال الملثمين بزي اسود أدمجهم مع ظلمة الليل و هم واقفون فوق يتطلعون اليها تحت في الحفرة.

ا

لأحداث متواصلة و إكمال البارت غذا إن شاء الله😁 شكرا على دعمكم و تشجيعكم لي كثيرا😍😘😘😘😘😘

تائهة في قلب الشيطان(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن