حب أم شهوة؟

3.5K 91 10
                                    

فتحت عينيها و هي ترمش عدة مرات حتى تتضح لها الرؤية لترى والديها ، أخاها الصغير و صديقه و الى جانبها الجد و علي ينظرون اليها بقلق و هي مستلقية على احدى الكنبات اثر اغمائها بحديقة جدها ، سألها جدها بنبرة قلقة:
هل أنت بخير يا صغيرتي؟
ردت و هي تلمس جبينها: بخير لا تقلقوا علي!
كانت تظن أن ذلك الوقح الذي تجرأ و تحرش بها أمام الجميع قد انصرف الى حال سبيله بعدما أغشي عليها و فهم خطأه
اطمأن قلبهم على وضعها ليبتعدوا عن أنظارها و تظهر لها صورته و هو متكئ بكل بنيته الضخمة على احدى الزوايا و هو يأكل أظافره :
الشيطان بنظرات ثاقبة: هل أنت بخير يا ريم؟
انتفض صدرها و تسارعت خفقات قلبها موجهتا السؤال و هي تشير بسبابتها الى الجد:
بتلعثم: م ...مممم ماذ..ا يفعل هذا معنا يا جدي؟
التفتوا اليه و اكتفى بهز كتفيه بعفوية قائلا:
أطمئن على صحتك لقد شغلت بالي!!!
سبق علي جده بغيظ:
و ها هي صحيت  بسلام و الآن ارحل من هنا!!!
أنزل رأسه بسخرية قائلا بخفوت:
ألم يكفيك درس اليوم؟!
تدخل الجد بسرعة قبل هبوب الحرب من جديد
توقفا انتما الإثنان و لريم: عباس سيظل معنا هذا اليومان فقط ثم يعود لمنزله
هتفا ريم و علي معا: ماذا؟ يومان؟؟ لماذا؟؟
كاد رأس الشيطان ان ينفجر من فكرة أنهما تكلما معا
الجد: كمكافاة له على انقاذك و جلب طبيب لك
ريم: طبيب؟؟؟
محمد: اجل ألم تري الضمادة على يدك؟
ريم بعدم تفهم: ضمادة! مالذي جرى معي و انا في الغيبوبة؟
فاطمة: حينما اغمي عليك كان ورائك منحدر سقطت مرورا منه و جرحت يدك.... لم يقدر احد جلبك لان المنحدر كان وعرا و أنقذك حينها ابني عباس
علي لنفسه: هل نادته للتو بابني عباس ام أنا أحلم؟
اسماعيل بضحك: كان عليك ان تري نفسك و انت تسقطين من المنحدر كقطعة قماش🤣🤣🤣

ضحك الجميع لدعابة الصغير و بينهم ريم محمرة من الخجل أمام عدوها الذي يأكلها بعينيه فتحس و كأنها عارية أمامه لتستجمع وقفتها بسرعة و تنزاح من نظراته صاعدة الى غرفتها فوق.
أغلقت الباب وراءها بإحكام و قصدت خزانة الملابس لتضع بها ملابسها الصيفية.... تأملت الغرفة البسيطة باشياق لذكرياتها الطفولية التي أمضتها قبل 8 سنوات في اللعب و الضحك مع جدها و كم كل ليلة كان يستلقي بجانبها جدها هي و أخاها الصغير و يحكي لهم القصص المخيفة و يأخذهم للصيد و يتمشوا في أرجاء القرية حتى يشعروا بالمرح و يتسلوا بوقتهم.....
ابتسمت ريم لتلك الأيام السعيدة
و بمرور شريط الفليم أما عينيها يتوقف لحظات عند ذكريات من نوع آخر سيئة و مزعجة
تضم تعارفها بعباس و هو في عمر 17 سنة ....
شدت خصلات شعرها بغضب:
لالاللبلبل لا ترجعني يا عقلي لتلك الذكريات السخيفة!!!!
لكن الفيلم لم يأبه لها و أكمل .....

فلاش باك

ليتوقف عندما كانت تلعب بدميتها الجميلة و هو يأتي ليعكر مزاجها قائلا:
دووودووو ماذا تفعلين يا ريمو؟
ريم في سن 10 سنوات بعصبية: لقد قلت لك أنا اسمي ليس ريمو بل ريم !!!
عباس: حسنا حسنا اهدأي يا لك من عصبية صغيرة و كتكوتة جميلة!!!
لم تهتم لكلامه و ظلت تمشط شعر الدمية فاقترب اليها بحذر: ريم هل تحبينني؟
ببراءة: لا لأنك سيء و وجهك مخيف!!!
رفع حاجبيه بتعجب: ياه ليس كذلك فأنا لست سيئا
ريم: و كيف تقنعني؟
بخبث: سأحضر لك كل يوم شوكولاطة و حلوى
لمعت عينيها بسعادة: حقا كل يوم؟
عباس: لكن بشرط
ريم: ما هو؟
عباس: أريد قبلة
أطبقت شفتيها الصغيرتين على خده و سرعان ما قال رافضا: لا ليس هنا و أشار لشفتيه: بل هنا !!!
فقالت رافضة: لا مستحيل هناك
بأعين ماكرة : هذا ان أردتي الشيكولاطة!!!
تشجعت و قبلت الطلب لتمد شفتيها اليه و في تلك اللحظة جاء الجد مسرعا حاملا العصا لينزل بها على عباس و يأخذ معه ريم قائلا:
هذا لتتعلم درسا يا حيوان!!!!!

تائهة في قلب الشيطان(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن