اكمال البارت

897 38 5
                                    

دحرج عينيه بلا مبالاة :
لا يهمني اذهبوا للحفل فأنتم معزومون و ان لم تحضروا فحياتكم ستنتهي قبل طلوع الفجر
ختم كلامه بتهديده ثم غادر القرية

تهافت الناس على الزعيم :
هل سنذهب يا سيدنا؟
زفر بقلة حيلة: علينا ذلك حفاظا على حياتنا فأنتم تعلمون الشيطان
هزوا رؤوسهم باستسلام و توجهوا الى بيوتهم كل يحضر نفسه لتلك الحفلة

صعد الدرج و دخل الغرفة حيث النساء قد انتهين من تجهيز العروس
توقف برهة يستطلع جمالها وسط ذلك الفستان الأبيض الضيق من الاعلى يبرز انوثة صدرها
و واسع من الأسفل تزينه لألئ من العقيق المحيط
بمحيط خصرها

التصق بجسمها و هو ينفث نفسه المشتعل برقبتها
مزيحا خصلات شعرها المتناثرة
لتهم بالبكاء....

شد كتفيها و أدارها اليه عاقدا حاجبيه بتأثر:
أرجوك لا تبكي أنت تمزقين قلبي الى أشلاء...هذا يوم فرحنا ستخربين المايكب عندك...
ازداد هجيج بكاءها
جذبها الى حضنه: اووه لالا أتوسل اليك لا
هاجت بغضب و دفعته الى جانب الباب: ابتعد عني أخرج....اللعنة عليك أكرهك منذ اليوم الذي فتحت عيناي على صورتك يا مريض اذهب و اللعنة الى الجحيم....هااااااه

همس بأذنها كفحيح الأفعى:
لا تبكي يا عروستي ليلة و تنساي الكلب شداد
أيامك معك اعتبريها مجرد أحلام و المستقبل هو
الذي سيجمعنا معا

قاطعته بصفعة احمرت له خده
و كشرت أنيابه كلبوة مواجهة لأسد
تجرأ على الهز بشرفها
: اياك و ان تخرج اسم شداد على لسانك القذر
ذاك من تدعوه بالكلب أشرف منك و من وساختك

ظل متصنما أمامها جامد الملامح
أنت تعذبين قلبي و لكني سأصبر
تركها تتلوى من الغضب و تكسر كل ما وجدته في طريقها شبه شداد تماما فهما توأم حب
تطلعت الى نفسها بالمرآة و هي عازمة على الهرب من القصر
استجمعت شجاعتها و هزت تلابيب فستانها الطويلة
ثم خرجت من الغرفة تختبئ بين الغرف كلما صادفت
عينيها شخصا مارا من أمامها

بدأ المعزومون في الحضور و امتلأ مكان الحفل بالناس شيئا فشيئا....كما رغب الشيطان

أثناء ترقبه عبر نافذة غرفته السوداء
ارتدى البذلة الرسمية التي أظهرت بنيته الوحشية
الضخمة ....رش عطره الفاخر و أخذ ربطة العنق
قاصدا ريم لتظبط له اياها

كان يعدل من بذلته و عينه على باب المطبخ للقصر
اشتدت رغبته في التخفي بين المزعومين لكن للأسف الحراسة كانت مشددة
فكل حارس ترأس صفا من الناس ليترقب دعوات
العرس
فحص حجم الباب الحديدي و ضخامته الذي يعيقه
عن الدلوف الى جحيم عباس

وضع رجله على الباب محاولا تسلق درجاته لكن المحاولة باءت بالفشل
استاء و لطم رأسه على الباب بتفكير طويل :
كيف سينقذ ريم من ذلك العرس؟ ترى ما حالها الآن؟
لا شك أنه لم يتركها و لو لحظة واحدة؟؟
شداد بضعف: يا رب ساعدني احميها من شر ذلك المجرم الحقير!!!
سرعان ما انتبه شداد الى كم من الحراس و هو يتسابقون الى القصر
شداد بخوف: ما الذي يجري؟ ريم؟؟

عم صراخه الأرجاء ليظهر الحراس أمامه
شداد مكسرا كوبا زجاجيا و موجهها به نحوهم:
اين كنتم يا أغبياء؟؟؟
نطق واحد ببلاهة: سيدي كنا نترقب المعزومين
نكزه واحد بالقرب منه و دون سابق انذار
غرز قطعة الكوب المكسورة في رقبة الحارس لتقطع
توقف قلبهم عن الخفقان و تمنوا الموت في ذلك الحين
عباس: خذوا العبرة و اذهبوا للبحث عن زو...
سمع طرق كعبها الخفيف يتسارع نحو الباب الخارجي للقصر
ادرك صاحبته و ترك حراسه المهلوعين متتبعا خطاها
وصلت للباب لتمسك بقبضته و ترى عباس بجانبها
يبعد عنها بمسافة قصيرة

ترنحت ببطء لتخلع حذاءها و ترمي به عليه
همت هاربة مغيرة لطريقها وسط قهقهات الشيطان
محاورا اياها: أتريدين اللعب يا ريم؟؟ عروستي تحب اللعب الآن وقت عرسنا ... تنتظرنا ليلة بأكملها حتى نلعب يا حلوتي

صعدت الى الطابق العلوي لتعترضها فرقة من حراس الشيطان و رغم فستان العرس الذي كان يعيق حركتها
استطاعت الافلات منه و لم تلقى نجاة منهم غير أبواب البلكونة
ظلت محاصرة وسطهم غير قادرة على التحرك

و تلحظ نصف جسده العلوي ظاهرا و هو يصعد الدرج
عباس بحزن: ليتك تفهمين حبي لك يا ريم ألهذه الدرجة تفرين مني؟؟
ريم بتراجع : لا أريد حبك افهم حبنا مستحيييل
أنت مجنون و تظن ان كل ما رأيته تمتلكه
عباس بتقدم: تعالي الي و اعدك انني سأكون عبدك الخاضع لك
ريم بحدة: انا لا أريدك...ما الذي جعلك مهووسا بي؟؟
لمعت عينيه بحب: أنت جميلة يا ريم و صغيرة و عينيك بهما جنة خضراء سحرتني...و أنا أحب الجمال
ريم: مثلك لا يستحقون الجمال و رائحة الجنة يا سيد  عباس
عباس بعصبية: اه منك يا ريم انت تغضبينني لا تفقدي أعصابي
ريم: افعل ما شئت أنا لم أعد أخاف منك مثل كلابك هاته
نظر الحراس لبعضهم .
فتحت بوابة البلكونة و صعدت فوق الدرج
ليقترب منها عباس بذعر:
ريم...اياكي تعالي
ريم: ابتعد عني و أامر رجالك بالابتعاد
أشار لهم بعنف على الرحيل
عباس: انظري هاهم رحلوا هيا انزلي

بين مواجهتما شداد تسبقه قدماه الى أسفل البلكونة
ريم: سأقفز الآن لأنني أخيرا سأتخلص منك فأنا أفضل الموت على جحيمك يا مريض
عباس: اسمعيني فقط افتحي قلبك لي و اللعنة أنا من أحبك و انتظر طفولتك كلها حتى يكبر عودك و تصبحي زوجتي....
ريم: الوداااع يا عباس
عباس: ريييييييم

تائهة في قلب الشيطان(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن