محاولة فرار

2.4K 68 12
                                    

وضعها على كرسي الطاولة مباشرة أمام والدته
و قد استغربت من ابتسامة الام الواسعة الموجهة اليها كذلك خجلت من هبوطها بين ذراعي الشيطان تحت انظار جميع خدام قصره....

شعرت برجفة تسري بداخلها و هي محور الحديث بين الألسن لم يكن الشيطان يكترث لثرثرتهم فاكتفى برئاسة مائدة العشاء كل لقمة يتناولها الا و كانت تحت انظاره عليها حتى لم تعرف كيف تأكل و من اين ستبدأ الاكل فالطاولة واسعة و الطعام عليها منوع و كثير عجبا أيأكل الشيطان كل هذا القدر؟
ربما أظن ان معدته شبه برميل: قالت ريم في نفسها و هي تضحك بخفوت
لتقاطعها امه ببشاشة:
واخيرا يا ابنتي رأينا ابتسامتك...
ردت عليها ريم بمرح يشوبه التوتر:
اههه كنت مرتبكة فأنا آتي لهذا المكان اول مرة!!
أعادت طرح سؤال آخر بفضول:
الم يخبرك ابني من قبل عن مسكنه؟؟
وقفت لقمة بحنجرتها لتبدأ بالسعال الشديد فزع الشيطان من رؤيتها على ذلك الحال فنهض بسرعة من كرسيه و ناولها كأس الماء جالسا بقربها ليحدث امه بتأنيب:
امي ليس وقت التحدث الآن !!

رفعت حاجبيها بتأسف و اكملت طبقها لتنطق ريم بصوت متحشرج:
شكرا !!!

عم مؤقتا سكوت بين الأفراد لكن الأم قاطعته بسؤالها الذي أخرج ريم عن تفكيرها:
بحماسة: بني متى عقد القران؟
ريم في نفسها: ماذا قالت لا تقلي أن ابنها الشيطان سيتزوج ترى من سيئة الحظ هاته؟
أجاب و بفمه الطعام: غدا
كانت ترفع يديها للسماء حامدة الله على قبوله دعواتها أخيرا لتقاطعها ريم ببلاهة:
من سيتزوج يا خالتي؟
الأم: هههه من الآن فصاعدا ناديني بماما يا حبيبتي
لتطبطب على يدها
ظلت مصدومة مما سمعته فالتفتت الى وجه الشيطان و ليتها لم تفعل ضحكته المنتصرة الخبيثة
ذكرتها بجملة عهدت قولها له:
سأتزوجك في أحلامك أيها المعتوه!!!
ليت كان هذا حلما مرعبا تستيقظ منه بعد قليل !!

تجمدت يداها عن الحركة و هبت واقفة من الكرسي هاربة الى غرفتها مغلقة وراءها الباب بإحكام ثم النافذة أيضا جلست على السرير

تفكر في الهروب من هذا القصر بأقصى سرعة فعقلها لم يتحمل ما صفعته به أذناها.

مسح عباس يديه بسرعة ليتبعها و في رأسه لعبة يود تطبيقها على فريسته لكن أمه منعته قائلة:
اياك و التمادي في فرحك اتركها قليلا فهذا الخبر سيصدمها أكيد
ظل يراقب ملامح وجه أمه ليلغي اللعبة لكن فكر الانتظار حتى تنام ليستمتع براحته....

عند الخدام....
لمياء بغيرة: و أخيرا السيد سيتزوج و يجلب امرأة تآمر فينا ما كان ينقصنا غير هي في الحساب
سمية و هي تنكزها بارتعاب: اخفضي صوتك سيسمعنا أحد
لوت فمها بغيظ و هي تكمل غسل الأطباق
سمية بتأثر: المسكينة قولي احسن الله في عونها
من تتقبل وحشية رجل كالسيد عباس
ألم تري كيف كانت ردة فعلها حينما سمعت الخبر
هبت هاربة !!!
لمياء: و من اجبرها على الزواج منه أصلا اليست فتاة المدينة و تعرف الدفاع عن حقوقها؟
سمية:الرجل يبقى رجل و المراة اضعف من الرجل
لا تنسي هذا!!
لمياء: لا يهم أين اسماء على كل حال؟؟
سمية: تجدينها مع حبيب القلب

خلف شجيرات الحديقة، كانت اسماء و شعيب يتسليان مع بعضهما و يتحدثان بصوت مرتفع:
أسماء فوق صدر شعيب بدلال: متى سنتزوج يا ابو شلب مللت العمل بهذا القصر خادمة
شعيب بهيام: اصبري علي فقط و سأوفر لك كل ما تشتهي
أشارت أصبعها بتنبيه:
احذر هااا لديك وقت محدد ان لم تفي بوعدك فابن عمي ينتظر قطاره
تغير صوته : ماذا قلتي؟
لاحظت غضبه لتغير الموضوع:
انا أمزح متى ستتلقى المدخول؟
نهاية الشهر و تعرفين لك اجمل هدية مني!!
اسماء بحماسة: ما هي؟
شعيب: سآتي مع والداي لخطبتك موافقة؟
صرخت معبرة عن سعادتها ليغلق فمها بفزغ:
اششش يا مجنونة سيقطع الشيطان رأسنا !!
أسماء: حسنا هييي

أشارت الساعة للواحدة صباحا ، القصر مظلم و هادئ
لولا نظافة القصر لسمي مهجورا...
أغلق عباس باب غرفته بهدوء و تقدم بتسلل نحو غرفة امه ليسمع شخيرها
تنفس الصعداء: وأخيرا نامت
أعاد غلق الباب و فرك يديه بابتسامة:
أخيرا حان الوقت لبدء اللعبة!!


كانت تجوب الغرفة ذهابا و ايابا لتفتح باب غرفتها و تغلقه بحذر نزلت الدرجات خطوة خطوة و هي تدعو في خاطرها الا يسمعها احد او ينتبه لها
مرت دقائق لتصل للأسفل تزفر بتعب :
يا لهذا الويل!!

كان رواق القصر واسعا بالكاد تلمح الباب الخارجي أمامها على بعد ركضت تجاهه لتجده مغلق ثم ذهبت للمطبخ صدفة فكان هناك باب خارجي مفتوح فهربت منه دون أن يلحظها الشيطان فكانت سعيدة بفرارها من جحيمه.

أما هو وقف أمام بابها ينتظر اجابتها بفارغ الصبر بعد ان طرق عدة مرات على الباب
نفذ صبره قائلا: لا تريدين فتح الباب حسنا
و أخرج من جيبه مفاتيح الغرفة ليدخل عليها
لكنه يتفاجأ بمن كان بالغرفة

بين أحضان شعيب تذكرت انها نسيت باب المطبخ مفتوحا لتنهم بخوف راكضة اليه و شعيب يتبعها:
ماذا هناك يا أسماء؟
بخوف: يا الله نسيت غلق باب المطبخ ان علم سيدي فسيقتلني
شعيب: لا بأس هوني عليك ها انت أغلقته و انتهى الأمر

عباس : ما الذي تفعله بغرفة ريم يا كلب؟
علي بغضب: انت ماذا فعلت بريم يا حيوان؟
عباس: كيف دخلت الى القصر أصلا؟
علي: ليس من شأنك جئت لأنقذ ريم منك لكنني لم أجدها اين هي؟
هم يبحث عنها في اركان الغرفة فلم يجدها
ليهم بصفع علي حتى سقط على الأرض:
أين هي ريم؟
علي: أنت من عليك اجابتي اين ريم؟ انت من خطفتها!
نزل الادراج بلهفة غضب و خوف يبحث عنها في كل زاوية من البيت لكن لا أثر لها ليهم بطلق زأيره الذي كان كافيا لإيقاظ الجميع من نومه
جاءت امه بعيون مغمضة: ماذا هناك يا عباس؟
الشيطان محمرا من الغضب: امي علمت انها ستهرب
فوكلت احدى الخادمات بغلق باب المطبخ لكن يبدو أنها غبية و لا تفهم
نادى على احدى خدامه لإحضارها.
علي متدخلا: بالطبع ستهرب أنت خطفتها و تريدها البقاء معك
أخرج الشيطان عينيه محملقا بعلي لتسأله أمه :
هل كلام علي صحيح يا عباس؟
زفر كأنه حبس نفسه طويلا: أجل خطفتها
و أكمل علي: لقد خطفها من العم ابراهيم و هو الآن يبحث عنها المسكين
جملته جعلت ينقض عليه و يبرحه ضربا قويا حتى كاد علي ان يرحل عن العالم ليوقفه أحد خدامه بينما امه تذكرت اسمه و صورته أمامها لقد اشتاقت اليه و لم تره منذ زمان و فهمت ان ريم حفيدته.

أنهى ملاكمته و خرج فورا لتظهر امامه أسماء مرتجفة من الخوف فدفعها بعنف و ركب سيارته متجها نحو الغابة المحيطة بالقصر...



تائهة في قلب الشيطان(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن