بذرات العشق تظهر بعد اختفاء....

1.7K 56 5
                                    

تأففت بملل و هي تعقد تكشيرة من الغضب جالسة على الأرض و تتأمل الفراغ بعمق :
ما مصير الزفت هذا؟ هل انا فأر لأعيش تحت الارض بين الحيطان؟؟؟ اووف ما الذنب الذي ارتكبته في حياتي؟؟ اولا خرج لي عباس من جهة و اوداني الى قصره ثم رماني في غرفة كحشرة ثم الآن مصيري في هذا الضيق.....خبأت وجهها بين يديها تبكي ليدلف شداد و يجدها على تلك الحالة.....لم يعلم سبب حزنها لكن قلبه تأثر لحالها و ظهر عليه القلق .

انتبهت لحركاته لتمسح دموعها و ينزل الى مستواها جاثيا على ركبتيه فسألها :
ماذا بكي؟
بنبرة طفولية: مللت من هذا المكان المرعب ارجوك اخرجني قليلا الى الغابة اشتقت الى مناظر الرحمان!
بصوت محذر : و ماذا ان هربت مجددا؟
اقتربت منه و عقدت بين أصابع يديها: اقسم لك انني لن افر منك و الله العظيم
بتفكير: و لم قررت البقاء معي فجأة؟
رمشت عدة مرات ثم نطقت: لا اعرف أشعر انني بأمان معك
أخذ يتأمل تحركات عينيها الخضراوتين بشرود لتقاطع شروده بسؤالها:
هل تسمح لي ؟؟؟
اومأ برأسه و اعتدل في وقفته ليمسكها من يدها و يساعدها على الوقوف....التقت نظراتهما بضع لحظات كلما تطلع شداد اليهما أحس بذوبان جليد متصلب في قلبه.

خرجت من الغرفة و هي تدقق النظر في تفاصيل البيت المظلم....
لحقت به الى المطبخ لتراه يحمل سكينا و يتجه به اليها اتسعت عينيها من الخوف :
بارتجاف و هي ترجع للوراء: ما الذي تفعله؟
ليضع السكين بيدها : ساعديني في تقطيع الجزر....
زفرت بعمق و اريحية: حرام عليك كدت تقتلني...
انضمت اليه ليدخل قطعة جبن بفمها:
الم تقولي انك تجدين الأمان معي؟ فلم خفت الآن؟
ريم بمرح: خايلتك ستقتلني...هههه
التفت اليها قائلا : مستحيل أن افكر بذلك...

وقفت طويلا تحملق فيه....
ريم: انت رجل عصابة صحيح؟
ببرود: اجل
ريم بارتباك: يلقبونك بالشيطان....هل سبق لك ان قتلت شخصا ما؟
اجاب بتلقائية: نعم سبق لي ان قتلت
و استدار اليها ليجدها مصدومة و مرعوبة...
ريم: لماذا؟
رفع حاجبيه متجاهلا سؤالها: ماذا تريدين على الإفطار؟
ريم بإصرار: ارجوك اجبني...
اصر على اسنانه: لست مضطرا لأجيب على سؤالك
خافت من نبرة صوته الغاضبة لتحني راسها: أنا آسفة

أتما احضار وجبة الفطور ليتصل بخادم له و يأتيه على الفور ليحمل الأطباق الى الحديقة التي تطل على الجبال و الغابة....
صعدت ريم يتبعها شداد خلفها و جلسا على كراسي الطاولة ليباشرا في تناول الطعام...

كان الجو جميلا مشمسا و السماء صافية ...
اخذت رياح تهب و تلعب بشعرها المموج ....
كانت مستمتعة بالمنظر و الجو الخلاب لتضحك حينما تشعر بقط صغير يتحسس قدمها و يموء لتعطيه قطعة صغيرة من الجبن ....
ابتسمت لمرح القط و وضعته فوق ركبتها تلعب معه و تداعب رأسه....

ظل يتابع ضحكتها و تحركات جسدها المرحة ....
احس بالسعادة التي فقدها طويلا و بدأت البسمة تنفلت من وجهه...
بعدها، نهضت من الكرسي و اتكات على اليابسة برفقة القط و جلس بقربها شداد مسندا راسه على العشب الأخضر

تائهة في قلب الشيطان(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن