زيارة شخص عزيز

6K 117 3
                                    

قفزت ريم من سرير على صوت منبه هاتفها المزعج لتأخذه و تطفأ ذاك اللعين ثم تعود للنوم الا أن يمر عبر ذاكرتها أن يوم السبت هو الويك آند و سيكون أجمل يوم لأنها ستبتعد قليلا عن أجواء المدينة المملة و تذهب الى القرية بل أكثر من ذلك ستزور أغلى شخص في حياتها و هو جدها ابراهيم ...
هتفت قائلة بسعادة:
يا سلام اليوم سأرى جدي اشتقت اليه كثييييرا!!!
نهضت من الفراش و رتبت الأغطية ثم أزاحت الستائر لتطل عليها الشمس المشرقة و تبتسم ريم بشوق لهذا اليوم
خرجت من غرفة نومها و توجهت مباشرة الى المطبخ لتجد والدها مصطفى يساعد زوجته عائشة و هما يتبادلان الكلمات الرومانسية لتخرب عليهم ريم الأجواء بدخولها:
صباح الخير!!!
و ردا عليها بابتسامة واسعة:
صباح النور يا حبيبتي!!
و سألتها الأم:
هل استيقظ أخاك ؟
ريم: لا ليس بعد سأذهب لأوقظه
توجهت الى غرفة أخيها الصغير الذي يبلغ من العمر 7 سنوات و أدرات مقبض الباب بهدوء ثم أطلت من الباب لتجده غارقا في سباته و رائحة بوله حولت الغرفة الى مكب النفايات
ريم تغلق أنفها بتقزز و تسحب أذنه: استيقظ أيها الكسول انظر ماذا فعلت!!!
فتح عينيه بضجر و هو يحكهما : ماذا بك لقد أفزعتني بصوتك يا حمارة
فتحت فاهها بذهول: ماذا ؟؟ الحمار الحقيقي فينا هو من بلل فراشه
حمل وسادة و ضربها بها : أنا لست حمارا
و ردت عليه: اذا كنت حمارة فأنت حمار ايضا لأنك أخي بكل بساطة و ضحكت بسخرية ليشتد غضبه و أكمل ضربها لتسقط حلقة من أذنها و تصرخ به بغضب:
انظر ماذا فعلت لقد أضعت حلقة أعطاها لي جدي!!!
قال بمرح طفولي:
اوه حقا اليوم سأرى جدي ويييي
خرج من غرفته تاركا أخته تعيد الحلقة الى أذنها بنرفزة.

لحق بوالديه و هما يضعان الأطباق على المائدة و قبلهما ثم أخذ مكانه و ريم بجانبه ، قال اسماعيل بحيوية:
أنا سعيد لأنني سأرى جدي لقد اشتقت اليه للغاية!
ضحكت العائلة على حماسية ابنهما الصغير و سألت ريم:
العطلة بها أسبوع يا بابا و هذا يعني سنبقى هناك أسبوعا كاملا؟!!
اكتفى الأب بالقول: ان شاء الله!!
و شرعا في الأكل ....

استيقظ باكرا و هو يجهز لهذه الإستضافة فحفيداه سيصلان الى القرية و يجلسا معه مدة من الوقت التي بالنسبة له الحياة كلها، تناول فطوره و هو متحمس للقاءهما شاردا في الكراسي الفارغة التي تحيط بالطاولة و هو يتخيل أنهما معه، يتناولون معه الطعام و يطلقون النكات معا و يمضون الوقت معا
أحس بسعادة ملأت صدره فأكمل فطوره و وقف ببطء مسندا جسده على عصاه و حمل الأطباق ليغسلها و ينظف المطبخ.....
رن جرس الباب فترك ما عنده و ذهب ليفتح الباب فوجد ابن جيرانه علي و أخاه الصغير محمد ذو 10 سنوات ، سلم عليهما بحب و أدخلهما الى منزله الصغير الخشبي المتواضع و عرض عليهما الجلوس لكنهما رفضا احتراما لكبر سنه و عوض ذلك قرروا مساعدة الجد ابراهيم في ترتيب أثاث البيت و التجهيز لاستقبال حفيديه كان علي الأخ الأكبر سعيدا للقاء ريم فهو لطالما عشقها و تمنى التواصل معها مباشرة لكن بسبب بعد المسافة لم يتوصل الى ذلك و هو اليوم يريد التحدث معها حول موضوع الزواج في أسرع وقت ممكن و يسمع موافقتها.
أما محمد الشقي فهو يشتاق لاسماعيل و يرغب في اللعب معه خارج الدار و يتسليا معا ....

تائهة في قلب الشيطان(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن