شغف للقتال أخيرا

897 34 4
                                    

بين غمضات عين قفزت من الشرفة متدليتا نحو الأسفل و يد عباس لم تستطع الإمساك بفستانها فقط خيط منه تدلى بين أصابعه

تمركز كالسهم في مكانه يمد ذراعيه نحوها
أغمضت عينيها بحزن بارد تستقبل ظلمات الموت
و إذا بخصرها يلمس يدين تحاوطانه

فتحت عينيها على نور وجهه و هو يقبل شفتيها المطليتين باللون الأحمر الآجوري تستوعب أنها
لا زالت على قيد الحياة بقبلة طويلة أعادت بها الروح من جديد

أطل عباس من شرفة البلكونة ليجد عروسته
فوق عدوه اللدود يتعانقان و هما يغمران بعضهما
قبلات الشوق

تأججت الغيرة في كيانه لينفجر من بركان غضبه:
شدااااااااد
التقت الأعين لتشتعل نارا و حقدا و تحدي

نزع ربطة عنقه و رماها على الارض بعنف
ليفتح خزانة ملابسه و فتح بعدها صندوقا ذهبيا يحتوي عشرة أنواع من الأسلحة
اختار الأكبر بينهم و ملأه بعشرين رصاصة ثم انصرف
مصفقا الباب ليقتلع من مكانه

أما شداد ظل راكضا و متشبثا بيد ريم نحو الباب الخارجي للقصر لكنه تذكر أنه مغلق
فغير مساره و تشجع في الظهور أمام المعزومون لحفل الزفاف

خرج اليهم شداد ممسكا بريم بفستانها الأبيض
وقف أصحاب القرية بهلع و منهم من خاف من
تشوه وجهه

توقف برهة يحدق الى وجوههم الخائفة و الأخرى المشمئزة ليحس بشوكة في قلبه
لأنه بعد سنوات في الظلمة 
تعهد الانعزال و العيش لوحده بعد ارتياح من
التعليقات السخيفة و النظرات المؤلمة
و ها هم يجرحونه من جديد
لأنه طيب
فلماذا لا يستهزئون من الشيطان؟؟
لأنه شيطان و من يسخر منه؟؟؟

انطلقت رصاصة من جنود عباس صوبه
فخشي على ريم و حملها بين ذراعيه
ليغطسا معا في المسبح ذو العمق الواسع

انطلقت رصاصة من جنود عباس صوبهفخشي على ريم و حملها بين ذراعيهليغطسا معا في المسبح ذو العمق الواسع

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

امتزجت أنفاسهما تحت الماء و فوقهما رصاصات متطايرة في السماء

شعرت بالبكاء ليسبح نحوها شداد و يقرب فخذيها
اليه ثم يقبلها قبلة شهدها البر و الماء

سارع الشيطان الى القاعة فلم يجدهما
التفت الى الضيوف بجهر: أين هما؟؟
لم يجب أحد فالشيخ أمرهم بالصمت قبل قدومه

أطلق أنفاسه الحارة التي تحيل الى قمة الحرارة داخله
و قلب طريقه نحو الجهة الخارجية للقصر

خرج شداد و أمسك بريم فنظروا اليهما بعمق
سألهم شداد: لم أنقذتمانا؟
نهض الشيخ بفارغ الصبر اليه و عقد أصابعه متوسلا:
أرجوك يا ابني أنت السبيل لنا من الشيطان....
ارتفعت حاجبيه بدهشة ليجد أتباعه يحملقون فيه بنظرات ضعف و رجاء

حدقت به ريم تحاول معرفة ما يدور برأسه وهي تنهج بشدة: ما الذي تفكر فيه يا شداد؟؟

أحس لأول مرة باضطراب نفسي...
مشاعر مختلطة لم يسبق أن أحس بها
منذ متى يطلب الناس العون منه؟؟
دائما كان يتلقى جميع أنواع الإهانات
و تصل به الى العنف كذلك
دار حوار بين عقله و قلبه:
هل أنقذهم أم أتبع حبي؟

نظر الى عيون ريم كأنه يطلب العون و الدعم
فأجابته ريم مطلعة على أفكاره: أنقذنا يا شداد
و أصرت على يديه بقوة: أنقذني أنا و ملاك يا شداد
جملتها زرعت به الروح و القوة

فتركها و تقدم أمامهم جميعا عريض المنكبين
و عاقد الحاجبين لمواجهة آخر و أخطر خصم له
و هذه المرة ليست على الأموال و المخدرات
بل القرية و ريم

اذا فستكون معركة شرسة بينهما......

تائهة في قلب الشيطان(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن