موعدنا الآن مع آخر فصل قبل التوقف الاضطراري لبعض الوقت، وقريبًا هعاود الكتابة والنشر ...
الفصل السابع والتسعون
لوقتٍ متأخرٍ بعض الشيء، بقى والده منتظرًا انصــراف جميع العمال بالدكان، ولم يكن هذا من عاداته، للانفراد بابنه للحديث معه حديثًا جادًا، وبعيدًا عن الصخب المحيط بهما. تأكد "تميم" من إغلاق أبواب الدكان الداخلية والخارجية، ثم جر المقعد الخشبي في اتجاه أبيه، أسنده إلى جواره، وأراح جسده عليه متسائلاً في اهتمامٍ وهو يركز بصره عليه:
-خير يابا؟ كنت عايزني في إيه؟
أطلق "بدير" زفرة بطيئة من صدره، استطرد بعدها يخبره على مهلٍ، مستخدمًا تشبيهًا ملائمًا، ليبدو مُقنعًا في حُجته:
-قولي يا "تميم"، لو في مرة كده جيت لاقيت أختك قاعدة هنا مكانك، بتتساير مع واحد من المعلمين حبايبنا، وهو واخد راحته أوي معاها، مش مدي اعتبار لحد، ساعتها هتعمل إيه؟
فهم مقصده، والمغزى من وراء كلامه المُعاتب، دون الحاجة للاستفاضة في الإيضاح؛ كان يقصد طاووسه بتوريته عنها، فأطرق رأسه حرجًا منه، وغمغم في ترددٍ:
-أنا..
قاطعه والده بصوته الرزين:
-متقولش حاجة، ولا تبرر..
ظل "تميم" محنيًا لرأسه، بينما استمر أباه في مخاطبته بنفس الأسلوب المتريث العقلاني:
-أنا بس عايز أفهمك، إن اللي مانرضهوش على بناتنا، مانرضاش بيه على بنات الناس.
هز رأسه يؤيده وهو يرمش بجفنيه:
-معاك حق يابا.
وضع "بدير" راحته على كتف ابنه، وضغط عليه قائلاً:
-لو عينك منها، وعايزها، يبقى بالأصول ...
أحس بتدافع دقاته بعد جملته تلك، وزادت حدة باستكماله:
-وندخل بيوت الناس من بابها، مش ننط زي الحرامية.
حمحم في خفوتٍ، متجنبًا نظراته الكاشفة لأمره:
-حاضر.
أومأ "بدير" برأسه في هزة صغيرة، ومدح أخلاقها قائلاً:
-بس هي بنت حلال، وتستاهل كل خير.
وكأن ما قاله عنها راقه، فابتسم "تميم" بتلقائيةٍ، وأخذ يفرك أصابع كفه في توترٍ. ضحك والده مُضيفًا بتسليةٍ، وقد راقه رؤية ابنه متخبطًا:
-لأ وإنت قايم تجيبلها من التفاح الفاخر.
لازم "تميم" الصمت، ووجهه يكسوه تعابيرًا حرجة، فلكزه والده بقليلٍ من القوة في ذراعه، وهو يتابع:
أنت تقرأ
الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️
Romanceشابة طموحة تحاول شق طريقها بسواعدها؛ لكن تواجهها بعض العقبات أثناء تحقيق حلمها، بداية من ذاك الشاب القوي، ذي الماضي المظلم، والذي خرج لتوه من محبسه، بعد سنوات عجاف قضاها في السجن. ساهم في تحطيم مشروعها، دون أن يتورط شخصيًا في ذلك، كان المتهم الأول ف...