الفصل الثالث والسبعون

40.4K 2.3K 637
                                    


معذرة إن كان الفصل قصير إلى حد ما .. الظروف العائلية الحالية تحول دون العودة للكتابة بذهنٍ صافٍ..

رجاء شخصي من حضراتكم قبل الشروع في قراءة الفصل، الدعاء بالشفاء لأخي، عل الله يستجيب لدعواتكم ويرفع الابتلاء عنه


قراءة طيبة مع الأحداث


الفصل الثالث والسبعون

صراخها الحاد المصحوب بعويلٍ غير مفهوم، اخترق سكونه الإجباري، ليحفزه على إسكاتها، فاستعاد تدريجيًا وعيه؛ لكنها لم تدرك هذا وسط نوبة هياجها، استجمع فكره الضائع، وبدأ عقله التائه في منحه تفسيرًا سريعًا لما يدور حوله؛ وإن لم يلم بالصورة الكاملة بعد، نفس الكلمات المستهلكة، والعبارات الباعثة على النفور تتردد بقوة من حوله، لتذكره بواقعه المؤذي معها، الاهتزازات العنيفة التي أصابت بها جسده، جعلته أكثر يقظة، وتنبهًا لتصرفاتها الخرقاء. شحن "تميم" كامل طاقته الخامدة، ليصل إلى يدها، قبل أن تتمكن من لمسه، لم يفتح جفنيه بعد، فقد كان رافضًا بشدة، أن تحظى بأفضلية أول من تبصره عيناه، بعد انقطاعٍ عن عالمه المألوف، وإن كان لم يدرك بعد، كم مضى عليه في هذا الخمول المرهق.

ارتخت أصابعه عنها، فسحبت "خلود" يدها وهي تكاد لا تصدق نبذه الكريه لاقترابها، تملكها المزيد من الغضب الأهوج، وارتفعت نبرة الحقد في صوتها، فسألته:

-يعني إيه متحرمة عليك؟

لم يفتح عينيه بعد، وأجاب بصوته الهادئ، فأظهر وهنه:

-زي ما سمعتي.

آلام عنيفة اجتاحت جسده وهو يحاول تحريك أطرافه، كتم بصعوبة تأويهاته، حتى لا يظهر بالضعف أمامها، تخلى عن تلك المحاولة ريثما يشحن طاقاته المفقودة؛ لكن صوتها المزعج ضاعف من صداع رأسه، وهي تلومه:

-ليه يا "تميم" كده؟ ده أنا مراتك، أنا...

قاطعها بعصبيةٍ بذل جهدًا كبيرًا خلال ذلك، حتى لا ينعكس في صوته؛ لكنه فشل:

-أنا لسه بعقلي، وأنا طلقتك، اللي بينا خلص من زمان، وكفاية بقى تعبت من الأسطوانة دي.

رنة الصراخ باتت مؤذية أكثر له عن ذي قبل وهي تواصل معاتبته ببكائها:

-حرام عليك، بتعمل فيا كده ليه؟

إكرامًا للماضي، منحها فرصة أخيرة، قبل أن يندفع في تجريحها، بقوله الصارم:

-لو لسه عندك شوية احترام لنفسك امشي من هنا.

كورت قبضتها، وضغطت على أناملها حتى ابيضت مفاصلها، عندما سألته بغيظٍ:

-عايزيني أمشي عشان تفضل تفكر فيها براحتك؟

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن