الفصل التاسع والثمانون

39.2K 2.6K 788
                                    


مساءكم ورد ..

باعتذر في البداية عن تأخيري في نشر الفصل وكذلك لقصره، أنا كنت هاجله النهاردة لانشغالي طول اليوم بحاجات مهمة مشتتة طاقتي وذهني، وللأسف مكانش في وقت نهائي للكتابة ..

باعتذر عن تقصيري ده، لكن حقيقي حاولت أكتب حاجة بسيطة، وإن شاءالله هاعوضكم ..

دعواتكم


الفصل التاسع والثمانون

في مشورته الحكيمة كانت المساعدة الخبيرة التي تحتاجها، للتعامل مع حالته العنيدة، لجأت بعد تفكيرٍ مضنٍ إلى الجد "سلطان" طالبة منه الوقوف بجوارها، لإخراج زوجها من حالة الاكتئاب المستبد به مؤخرًا، خاصة بعد انعزاله عن الجميع، وعزوفه عن البوح بما يعتريه من مشاعر مثقلة بالهموم، خشيت من تدهور وضعه، وربما حدوث الأسوأ، فبدا ذلك الاختيار الملائم حاليًا، وعلى طرف الفراش جلست "همسة" في مواجهة مقعده الجالس عليه، ثم سألته بتوترٍ، وهي تتطلع إليه:

-يعني هتكلمه يا حاج؟

أكد عليها بصوته الهادئ:

-أيوه يا بنتي، هاطلعه، ومعايا "بدير" كمان.

شكرته بامتنانٍ شديد:

-ربنا يخليك ليا، أنا مش عارفة من غيركم كنت هاتصرف إزاي.

بابتسامةٍ صافية تعكس حنانه الأبوي أخبرها:

-ده ابننا، واللي مر بيه مش سهل، ولولا إن الواد ربنا بيحبه مكانش اتجوز واحدة بنت أصول زيك.

قالت ببسمةٍ بدت شبه باهتة:

-الله يكرمك.

رد مؤكدًا من جديد ليشد من أزرها، فلا تستسلم أمام عناده العقيم:

-دي الحقيقة، الست اللي بجد هي اللي بتبقى في ضهر جوزها، تاخد بإيده وقت ما يكون عاجز، تفهمه من غير ما يتكلم.

زفرت ببطءٍ، وعقبت:

-ربنا يصلح حاله.

......................................................

على نحوٍ غير مسبوقٍ أو متوقع، باتت الآمال المستحيلة قيد التحقيق، مجرد رؤيتها أمام ناظريه كان مُرضيًا له، مشبعًا لجوع قلبه الشغوف لذاك الدفء الناعم الذي خلا منه. ربكتها البائنة، نظراتها التائهة، لمحات الحزن الظاهرة، حفزت كامل حواسه على التركيز معها، لتتضاءل أكبر همومه وتندمل في حَضرتها الآسرة. ابتسامة صادقة عذبة عرفت الطريق إلى شفتيه، عندما نطقت بصوتٍ يشوبه الخجل:

-سلامو عليكم يا معلم.

القليل منها يكفيه، بل ويغنيه عن أوجــاع ما قساه. رد "تميم" بقلبٍ يرقص غبطةً على أنشودة العاشقين:

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن