الفصل المائة واثنان

44.8K 2.5K 887
                                    

باعتذر عن التأخير ..

الفصل متاح للقراءة

الفصل المائة واثنان

بكفين مرفوعين للأعلى، ولسانٍ يلهج بالشكر، اختتم "تميم" صلاة الجماعة مع جده، حيث قام بتأدية فرضه الرئيسي كعادته في غرفة الأخير كلما سنحت له الفرصة بذلك، خاصة بعد عودته من العمل. كانت الحجرة ملجأه المؤقت ريثما يتم نقل خالته من غرفته للمشفى النفسي. نهض من مكانه ساحبًا مصليته من أسفله، ليطويها بعد ذلك، ويضعها في مكانها المعتاد على التسريحة. التفت ناظرًا إلى جده الذي بادر قائلاً بنبرة خاشعة:

-تقبل الله.

رد مبتسمًا:

-منا ومنكم إن شاءالله ...

شعر بوخزة طفيفة في ركبته، فانحنى قليلاً ليدعكها بيده، وهو يتابع كلامه معه:

-متأخذنيش يا جدي، بقالي كام يوم مزاحمك في الأوضة...

ثم تنهد ببطءٍ، وأضاف:

-ربنا يسهل على "هيثم" ويودي أمه المصحة.

جاءه تعليق جده مؤيدًا انتقالها للمشفى النفسي، وقد ضاقت نظراته:

-أيوه، خلي الكل يرتاح.

تحدث "تميم" معقبًا على تأجيل ابن خالته تنفيذه للأمر:

-غصب عنه يا جدي، مهما كان دي أمه، مش هيرميها.

لمحة من الضيق ضهرت على وجهه وهو يكمل كذلك:

-ده غير جو الصعبنيات اللي كل شوية تعمله، وده مأخر الحكاية.

رد عليه جده بتعابيره الهادئة:

-ومين قالك إني مضايق من قعدتك معايا؟

ببساطةٍ أخبره مستخدمًا يده في الإشارة:

-برضوه عشان تاخد راحتك.

عاتبه "سلطان" بنوعٍ من المزاح اللطيف:

-دي فرشتك يا واد من زمان، ولا نسيت كنت بتعمل إيه وإنت صغير؟

وكأنه شرد في ماضٍ كان الأفضل على الإطلاق، فأخذ يشاركه في الاسترسال متحدثًا عنه:

-فاكر يا جدي، كنت باستنى أما أمي تنام، وأطلع من أوضتي أتسحب عشان أنام مكانك قبل ما ترجع من الدكان.

اتسعت بسمته وهو يواصل سرد المميز في طفولته:

-وكيس الحلويات، كنت أقوم من النوم ألاقيه محطوط جمبي على المخدة.

علق جده في حبورٍ، مبديًا سعادته باستعادة تلك الأحداث الطيبة:

-يــاه، ذكريات فات عليها زمن.

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن