كل سنة وحضراتكم طيبين وبخير ..يا رب تكونوا في احسن حالرمضان كريم عليكم ..موعدكم الآن مع الفصل الأخير من الجزء الثالث من #الطاووس_الأبيضقبل التوقف حتى نهاية الشهر الفضيلقراءة ممتعة
الفصل مائة وخمسة عشر (الأخير)
سكت كثيرًا حتى نال منه حزنه، فلم يعد يقوى على كتمان ما يُطبق على صدره أكثر من هذا، لكونه يسحبه نحو حافة الانهيار، وهذا ما لم يرغب فيه. تابع "هيثم" بعينيه الكسيرتين زوجته وهي تسير على مهلها حاملة صينية الطعام لتأتي بها إليه في غرفة نومهما، نهض من على الفراش ليحملها عنها، وهتف يشكرها:
-تسلمي يا "همسة".
ردت بوجهها المبتسم لتستحثه على تناول الطعام:
-عايزاك تخلص ده كله، إنت بتتعب طول اليوم.
بادلها الابتسام، وقال مظهرًا طاعته:
-ماشي.
جلسا معًا على جانب الفراش، تفصل بينهما صينية الطعام، وشرعا في تناول لقيمات مما هو موضوع، إلى أن بادر زوجها مستطردًا بنوعٍ من الغموض:
-كنت عاوز أحكي معاكي في حاجة.
قفزت علامات الاستفهام إلى تعبيراتها، ونظرت إليه متسائلة بأسلوبٍ لطيف عكس اهتمامها:
-خير يا حبيبي؟
لفظ الهواء من صدره هاتفًا بملامح شبه عابسة:
-أنا عرفت حقيقة أمي.
زاد الفضول بداخلها، وتابعت ما يقوله باهتمامٍ أكبر؛ لكن التردد ظل بائنًا في صوته عندما قال:
-هي مكانتش صادقة في كل حاجة ...
غلف صوته الاختناق، ووجد صعوبة في بلع الطعام وهو يبوح لها:
-ضحكت علينا من زمان، ومليت نفوسنا غل وحقد ضد جوز خالتنا.
نظرت له في تعاطفٍ شابه الصدمة، بالكاد منع نفسه من البكاء عندما استمر في إخبارها:
-واكتشفت من قريب إني كنت عايش في وهم كبير، وهي أكبر ممثلة استغلتنا كلنا عشان تكوش على الفلوس وتلمها.
رأت العبرات تملأ حدقتيه، فمدت يدها لتربت على كفه المرتجف قليلاً، بثت الطمأنينة في نفسه بقولها:
-سيبك من اللي فات كله، المهم دلوقتي يا "هيثم"، احنا وجودنا مع بعض هو الأهم، وده اللي فارق معايا.
انبعجت شفتاها عن ابتسامة راضية وهي تضيف بتفاؤل:
-خلينا نفكر في مستقبلنا، ومستقبل البيبي اللي جاي.
أنت تقرأ
الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️
عاطفيةشابة طموحة تحاول شق طريقها بسواعدها؛ لكن تواجهها بعض العقبات أثناء تحقيق حلمها، بداية من ذاك الشاب القوي، ذي الماضي المظلم، والذي خرج لتوه من محبسه، بعد سنوات عجاف قضاها في السجن. ساهم في تحطيم مشروعها، دون أن يتورط شخصيًا في ذلك، كان المتهم الأول ف...