الفصل الرابع والتسعون

41.2K 2.6K 1K
                                    



مساءكم ورد ...

في البداية وجب الإعلان عن انطلاق الرواية الورقية الجديدة المشتركة مع الجميلة ياسمين عادل (لتكن لي غفرانًا) ..

هاتكون مع بداية الشهر القادم متاحة في المكتبات بأمر الله ...

دعواتكم بقى ...


الفصل الرابع والتسعون

مثلما اتفق معها مسبقًا، على القدوم في هذا التوقيت تحديدًا، استقبلت "آمنة" ضيفها في صالون منزلها بعد اطمئنانه على شقيقها، رحبت به بتقديرٍ غير مبدية استغرابها لعدم تواجد ابنه الفظ، فالأخير قد أحدث القليل من الفوضى، ولولا حنكة ضيوفها لكان الآن يرقد بين المصابين بالمشفى. لحسن نيتها، توقعت أن يظهر الحاج "اسماعيل" أسفه على تصرفاته غير المقبولة؛ لكنها تفاجأت به يسألها عن طبيعة تلك الزيارات الغريبة من رجال المنطقة لمنزلها، وللمرة الأولى اتخذت موقفًا حادًا معه، فهبت واقفة، وأخبرته بلهجةٍ صارمة، وتعبيراتها تعكس سخطها:

-شوف يا حاج "اسماعيل"، إن كنت جاي تعزي بنتي في جوزها، فأهلاً وسهلاً بيك، غير كده هتمسوا سمعة بنتي بحرف فأنا مش هسمح بده.

رد مبررًا كلامه السخيف المبني على ادعاءات ابنه الباطلة:

-احنا بنتكلم في الأصول.

صاحت بتشنجٍ استغرب كثيرًا منه:

-الأصول طول عمري ماشية بيها من زمان، من وقت ما جوزي الله يرحمه مات وأنا جمب الحيطة، قافلة على نفسي وعلى بناتي، وإنت أكتر واحد عارف الكلام ده يا حاج، عيب أوي لما تصدقه على طول مهما كان مين اللي قالك.

حمحم في خفوتٍ، وقال مُختلقًا الأعذار ليحسن من مظهره، ويحفظ ماء وجه ابنه:

-كل الحكاية إني مش عايز آ....

قاطعته بعصبيةٍ، وقد اِربد وجهها بالغضب:

-يا حاج ده إنت ناقص بتتهم بنتي علني، والجماعة اللي شرفوا البيت معروفين في الحتة كلهم أهل مروءة وشهامة، وعارفين الأصول أكتر مني ومنك.

نظر لها بعينين ضيقتين، بينما تابعت عصبيتها المزعوجة:

-مش هايجي على آخر الزمن اللي يطعن في شرف بنتي وأنا أسكتله.

أطلق زفرة بطيئة وهو ينهض من جلسته، ثم عقب بصوته الهادئ:

-عمومًا يا "آمنة"، ده مش وقته، بنتك تخلص عدتها، وبعد كده نتكلم.

قطعت عليه التطرق لتلك المسألة بقرارها الفوري والصارم:

-لا بعدين ولا قبلين، الموضوع ده مرفوض فيه الكلام.

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن