<<< سكوتها عن الكلام ضاعف من انتفاضة قلبها الملتاع، وبصوتٍ شبه لاهث، مليء بالجزع، سألتها "فيروزة":
-ماما جرالها حاجة؟
حبست أنفاسها، منتظرة ردها المحمل بالأخبار غير السارة؛ لكن توأمتها خيبت توقعاتها السيئة بشأن والدتها، بقولها الهادئ:
-لأ، هي الحمدلله بخير.
عادت لتتنفس الصعداء بشكلٍ طبيعي، كما تخلل تعبيراتها القليل من الارتياح، فأرتخت كثيرًا عن الأول؛ لكن ما لبث أن بدأ القلق يغزو عقلها، مع صمتها المتكرر، لذا بلعت ريقها بصعوبةٍ، وتساءلت بحذرٍ:
-أومال في إيه؟
سكون مخيف ساد بينهما لثوانٍ، إلى أن جاوبتها "همسة"، بغصةٍ خانقة غطت على صوتها:
-دكان المعلم "تميم" اتحرق، وهو فيه.
موجة كاسحة من المشاعر المرعوبة، الخائفة، والمصدومة جرفت روحها المنهكة دفعة واحدة، لمجرد سماعها بالفاجعة الأليمة، أحست "فيروزة" بقلبها يهوي بين قدميها بارتياعٍ عظيم، لم تشعر به من قبل تجاهه. تلقائيًا تجسدت نصب عينيها مشاهد الحريق القديمة، بكل ما فيها من أوجاع مهلكة، وأحزان ثقيلة، ذكريات أبت ألا تتركها حتى في غربتها الموحشة، تحرك فكها لينطق بلهاثٍ، وكأن صدرها يستجدي الهواء ليتنفس، بعد انقطاعه عن رئتيها:
-مين؟!!! >>>
بدء النشر من الجمعة القادمة 7 نوفمبر 2020
أنت تقرأ
الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️
Romanceشابة طموحة تحاول شق طريقها بسواعدها؛ لكن تواجهها بعض العقبات أثناء تحقيق حلمها، بداية من ذاك الشاب القوي، ذي الماضي المظلم، والذي خرج لتوه من محبسه، بعد سنوات عجاف قضاها في السجن. ساهم في تحطيم مشروعها، دون أن يتورط شخصيًا في ذلك، كان المتهم الأول ف...