الفصل الثالث والثمانون

44.2K 2.4K 720
                                    


معذرة على التأخير يا غاليين ..


الفصل الثالث والثمانون

المواجهة، هي الخطوة الأخيرة المتبقية في تحقيقه، لتكتمل كافة الأركان، ويتم إثبات التهمة على المذنبة الحقيقية، قبل إرسال الأوراق الرسمية إلى الجهة القضائية، للنظر في تلك الدعوى، لهذا في الموعد المتفق عليه، وبعد استدعاء الأطراف المنوطة بالشهادة، انتظر المحقق قدوم كلاً من "حمدية" و"آمنة" من غرفة الاحتجاز للالتقاء بالشهود، وكانت البداية مع المرأة التي التقت بها "حمدية" مصادفة عند البقالة، حيث استدرجتها في الحديث لتخرج منها بمعلوماتٍ عن "خليل" مدعية آنذاك أنها قريبته. تعرفت عليها تلك السيدة على الفور، وهتفت مستخدمة سبابتها في الإشارة نحوها:

-هي دي اللي قابلتها يا سعات الباشا.

تنفست "آمنة" الصعداء، ورفعت بصرها للسماء تشكر المولى سرًا، فدلائل براءتها تظهر تدريجيًا، في حين صرخت "حمدية" ناكرة معرفتها بهذه السيدة:

-إنتي كدابة، هو أنا شوفتك قبل كده؟

أكدت المرأة بشدة، وعيناها تشتعلان في غضبٍ لكذبها الواضح:

-أيوه شوفتيني، واتكلمت معاكي، بأمارة ما قولتيلي إنك معرفة الأستاذ "خليل" من البلد، ووريتك مكان بيته، ده أنا كان ناقصني شوية وأطلع شقتي تقعدي معايا.

التفتت "حمدية" ناظرة نحو المحقق، وأصرت على كذبها بقولها:

-محصلش.

صاحت بها المرأة؛ وكأنها على وشك مهاجمتها:

-إنتي كدابة...

ثم نظرت إلى المحقق، وتابعت باقي جملتها، موجهة أصابع الاتهام نحوها:

-يا بيه هي نفس الست اللي اتكلمت معاها، وأنا مابنساش حد شوفته.

هز رأسه بهدوءٍ، بينما واصلت "حمدية" هتافها المليء بالإنكار:

-دول بيفتروا عليا، أنا واحدة ولادي ماتوا، وراحوا مني، إزاي هـ....

قاطعها المحقق بصرامةٍ:

-مالوش لازمة الكلام ده.

ثم أمر المعاون الجالس إلى جواره بتدوين ما حدث، وأخذ توقيع المرأة على أقوالها، لينتقل بعدها للشاهدة التالية؛ وكانت الجارة "أم دعاء"، والتي بدورها تعرفت أيضًا على "حمدية"، لتؤكد هي الأخرى، وكامل نظراتها عليها:

-أيوه يا باشا، دي الست اللي شوفتها عند "سماح" اللي يرحمها، وقت ما سبت مفتاح الشقة معاها

احتقن وجه "حمدية"، وصرخت مستنكرة اعترافها بعصبيةٍ شديدة:

-هو إنتي جاية ترمي بلاكي عليا؟

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن