الفصل مائة وثمانية

44.1K 2.6K 767
                                    


مساءكم زي الورد ..
في البداية وجب الاعتذار عن التأجيل الاضطراري للفصل يوم الجمعة ..

موعدكم دلوقتي مع الفصل

بس قبلها بذكر حضراتكم إن معرض الأسكندرية للكتاب هيبدأ من يوم الخميس، كل أعمالي هاتكون متاحة في جناحنا #إبداع بأسعار مخفضة وفي المتناول


أسيبكم مع الأحداث


الفصل مائة وثمانية

أمضت ثلاثة ليالٍ حبيسة منزلها، انطوت في ركنٍ فيه غالبية وقتها، لا تخرج من غرفتها إلا قليلاً، تقضي نهارها صامتة، وليلها ساهدة، حتى والدتها فشلت في إخراجها من حالة الحزن المسيطرة عليها، كذلك لم تشفع محاولات توأمتها وابنة خالها في الترويح عنها، تجاوبت "فيروزة" معهما بالكاد، وحافظت على ذلك الجمود المستبد بمشاعرها؛ لكن الليل بساعاته التي لا تنقضي بسهولة، كان يمنحها الفسحة للتفكير بإمعانٍ في كل ما خاضته بتفاصيله المستنزفة للروح، فما زادها ذلك إلا حزنًا وغمًا! وفي اليوم الرابع كانت قد حسمت أمرها كليًا لإنهاء الصراع الدائر بداخلها، لعلها تنشد بهذا سلامًا لم تنعم به إلا نادرًا.

أمام شباك غرفتها الخشبي الموارب، وقفت "فيروزة" تتطلع للمارة على الطريق، أرادت أن يسطع النهار عليها لتنتهي من المهام التي ألزمت نفسها بتنفيذها اليوم، لتغلق كافة أبواب النميمة والقيل والقال عنها، استدارت محدقة نحو والدتها التي تفاجأت بها ترتدي كامل ثيابها وهي تناديها:

-"فيروزة"، الفطار جاهز يا حبيبتي، تعالي آ...

لم تكمل "آمنة" جملتها للنهاية، وسألتها باستغرابٍ ظاهر على تعبيراتها:

-هو إنتي خارجة ولا إيه؟

أجابت بملامح جادة غير مرتخية:

-أيوه يا ماما.

سألتها مستفهمة وقد تقطب جبينها:

-رايحة فين كده على الصبح؟ ده لسه النهار في أوله؟

بنفس الأسلوب الغامض قالت:

-ورايا مشاوير.

دنت منها متسائلة باعتراضٍ وبحاجبين معقودين:

-ضروري يعني النهاردة؟ ده إنتي لسه شكلك تعبان من اللي حصل...

وقفت قبالتها، وتفحصت ملامحها الذابلة قبل أن تتم جملتها:

-وحتى وشك باين عليه الإجهاد، وإيدك كمان مخفتش.

ردت "فيروزة" بهدوءٍ مريب وهي تخفض عينيها لتحدق في الضمادة الطبية الملفوفة بها رسغها:

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن