الفصل مائة وسبعة

54.4K 2.8K 1.9K
                                    


مساء الفل على القراء الغاليين في كل مكان

موعدكم مع الفصل الجديد

قراءة ممتعة


الفصل مائة وسبعة

عند تلك المنطقة النائية، وتحديدًا على الشاطئ الرملي الفاصل بين الحيد الصخري، الذي تتكسر عليه الأمواج العتية، والطريق السريع للسيارات، وقف عدد من العمال متأهبين أمام إحدى العشش المصنوعة من البوص، من يتطلع إليهم من مسافة بعيدة يظن أنهم قد جاءوا صحبةً، للقيام برحلة صيدٍ للأسماك، خاصة أن الأكواخ في تلك المنطقة مهجورة من ساكنيها، فلن تثير الريبة. انتظر العمال الجديد من الأوامر لتنفيذها في التو، خرج أحدهم من الداخل، وتساءل وهو يفرك كفيه معًا:

-هنعمل إيه في الأشولة اللي جوا؟ هنسفرهم ولا إيه النظام؟

أجابه آخر وهو ينفخ في يده ليبعث الدفء في راحته المتجمدة:

-مافيش جديد لسه، مش إنت سايبهم في الطل؟

قال وهو يستحضر في ذهنه تجريدهم من معظم ثيابهم الخارجية:

-أيوه، مروق عليهم، ده غير إن الهواء هنا ملتم، مخليهم يرصرصوا من البرد.

هتف في استحسانٍ:

-زي الفل.

أضاف ثالث بلهجة آمرة:

-جهز شوال الملح، جايز المعلم يحتاجه.

أدار رأسه ناحيته، وقال:

-محطوط جوا...

سعل قليلاً ثم تابع في سخرية:

-عيب البهايم دول إنهم لعبوا مع الناس الغلط.

ضحك رفيقه، وعلق:

-على رأيك، صحيح عملت إيه في البأف إياه؟

شاركه الضحك الهازئ قبل أن يجيبه:

-مش قادر أقولك بقى عامل إزاي، خرقة! معدتش نافع ببصلة.

أخبرهما الثالث بتحمسٍ:

-ولسه لما المعلم "تميم" يجيله، ده هياخده على الرايق رايح جاي.

تبدلت تعابير الأول للتوتر وهو يعقب عليه:

-ربنا يكفينا شره لما بيقلب.

أيده في رأيه قائلاً:

-أه والله، الوش التاني بيطلع، ومحدش بيعرف يوقفه.

صفق الثالث بكفيه يستحثهما:

-كفاية كلام يا رجالة، وراقبوا بس الطريق، مش عايزين لبش.

أخبره الأول بثقةٍ وهو يومئ برأسه:

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن