الفصل المائة

39.4K 2.3K 578
                                    


مساءكم زي الورد ..


يا رب يكون الجميع بخير ..

في البداية كان في بنوتة وعدتها أهنئها بعيد ميلادها اسمها (روئا) قبل أسبوعين، وللأسف الأسبوع الماضي معرفتش أكتب ده عشان مكنش اللاب معايا أعمل أي تعديل أو إضافة ..

فأنا حابة أقولها كل سنة وإنتي طيبة، وكل حد عيد ميلاده الفترة دي أو اللي فاتت يكون طيب وبخير وفي أحسن حال ..

ميعادكم مع الفصل الـ 100 من الطاووس الأبيض ..

ملحوظة على السريع في تكملة هتنزل متأخر، أنا هبدأ فيها، بس عشان اللي عندهم امتحان يلحقوا يقروا حاجة قبل ما يناموا ..

وربنا يوفق الجميع






الفصل المائة

مع التفافة رأسها السريعة، تطاير طرف وشاحها الأسود غير المربوط، والمصنوع من قماش الشيفون، حيث كانت تطرحه على شعرها لتغطيته قليلاً، لتنظر في نفس الاتجاه المحدق به الحاج "بدير"، وضعها له اعتبرته أولى خطواتها نحو الاعتياد على ارتداء ما يغطي رأسها، رغم كونها تضع في أغلب الأوقات منديل الرأس؛ لكنها أرادت أن يكون التزامها بارتداء الحجاب كاملاً، وليس كما اعتادت سابقًا مجرد حجب لشعرها.

التقت الأعين ببعضها البعض، فتلبكت "فيروزة" من النظرات التي غمرتها كليًا، وأشعرتها أنها حقًا محور الاهتمام، وإن لم يصرح "تميم" بهذا علنًا! كانت قد علمت بمحض الصدفة عن غيابه بحجة السفر، وتجاهلت التفكير في الأمر، مؤكدة لنفسها أن شأنه لا يعنيها، لا داعي لمنحه أهمية أكثر من اللازم، فما جمعهما من مواقف لا يستدعي كل هذا التضخيم؛ لكن مع حضوره تبخر ما ظنت أنه الأصح لها. أحنت رأسها على صدرها، متحاشية طريقة تطلعه إليها، لتمد يدها ساحبة الوشاح من جديد على رأسها، وملقية بطرفه المحلول على جانب كتفها.

استرعت حركتها العفوية انتباه "تميم"، فلم يلحظ ما تضعه في البداية، ربما لكونه ملفوفًا حول عنقها، ومع هذا انتابته حالة من الفضول الشديدة، للتأكد من نواياها إن أقبلت حقًا على ارتداء الحجاب، تمنى باشتياق أن تفعلها، فلا يتمتع الغريب عنها بما هو محرم عليه، لمعت عيناه في توقٍ لرؤية تلك الأمنية تتحقق على أرض الواقع، ليحظى وحده بكامل سمات جمالها الفطرية، فقط إن شاء المولى ويسر له الزواج بها. تقدم "بدير" نحو ابنه، واستقبله في أحضانه، رابتًا على ظهره وهو يُحييه:

-منور يا ابني، طولت الغيبة المرادي.

رغمًا عنه، خالف "تميم" وعده لأبيه، واستمر في تحديقه لها من زاوية رؤيته، تلك التي منحته المزيد من الفرص المغرية لتأملها عن كثب. ابتسم في بهجةٍ، وقال:

-الحمدلله يابا، أنا رجعت خلاص.

وبجهدٍ مضاعف عن ذي قبل أبعد نظراته المتشوقة عنها، ليركز بصره على والده، وتابع حديثه له:

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن