الفصل الثامن والسبعون

39.6K 2.3K 442
                                    


في البداية باعتذر عن تأخيري بسبب انشغالي طول اليوم ..

تاني شيء، هتواجد على جروب الروايات (محبي الكاتبة منال سالم) لأول مرة في لايف صوتي للإجابة على أسئلة حضراتكم يوم الخميس الجاي إن شاءالله الساعة 10 ..

وربنا يستر من الفضايح


الفصل الثامن والسبعون

محادثة غير مقصودة بين اثنتين من الممرضــات أثناء تجولهما بالردهة، بجوارها، دون أن تنتبه أيًا منهما، لكونها الوالدة المكلومة. تكلمت كلتاهما بعفويةٍ عن وفاة الأخوة الثلاثة جراء تلك المادة المسممة، حينها استقامت "حمدية" في وقتها، وقد أرهفت السمع لحديثهما العابر، اندفعت نحوهما تعترض طريقهما، وهتفت متسائلة بقلبٍ مفجوعٍ، ويدها تتشبث بذراع الأقرب إليها:

-إيه اللي بتقوليه ده؟

انزعجت الممرضة من طريقة إمساكها القاسية، نفضت قبضتها عنها، وعلقت متسائلة بقليلٍ من الحدة:

-في إيه يا مدام؟

صرخت بها "حمدية" بوجهٍ تضاعفت حمرته الحانقة:

-هو عيالي ماتوا؟ ردي عليا، عيالي ماتوا؟

شعرت الممرضتان بالأسف عليها، والحرج من تماديهما غير المحسوب في الحوار عن الضحايا، بادرت زميلتها تواسيها:

-ربنا يصبر قلبك.

وجهت أنظارها نحوها، وحدجتها بنظرة أشد شراسةٍ، قبل أن تشتبك معها بالأيدي، وصوت صراخها يجلجل في الردهة:

-إنتي بتقولي إيه؟ عيالي لسه عايشين.

تعاملت كلتاهما برأفةٍ وحذرٍ معها، وحاولتا تهدئتها قدر المستطاع، وهما تتفهمان أن للخبر الصادم وقعًا قاسيًا على أعصابها، أردفت الأولى تدعو بحزنٍ لصغارها، والكلمات في تلك المواقف لا معنى لها:

-لا حول ولا قوة إلا بالله، ربنا يرحمهم.

نهج صدرها، وانسابت دموعها المحترقة تغرق كامل وجهها، وزعت نظراتها الملتاعة بينهما، وصرخت في إنكارٍ شديد، رافضة تصديق حقيقة خسارتهم للأبد:

-أكيد إنتو غلطانين، عيالي بخير، محصلهمش حاجة، أنا سيباهم بيلعبوا وبيجروا ورا بعض...

قاطعتها الممرضة تقول في أسى:

-دي مشيئة ربنا.

تبدلت نبرة "حمدية" للغلظة، ونفضت الأيادي الرابتة عليها، لتهدر بهما بخشونةٍ:

-"خليل" جوزي هيجي يعرفكم مقامكم، إنتو عالم ملاوعة!

وقبل أن تفكر الممرضة في الرد عليها، مالت عليها زميلتها تطلب منها:

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن