على مائدتي العشاء المكونة من ستة عشر مكان جالسة بجانب دعاء و عنبر التي تعرفت عليها بعدما.... جاءت تطمئن عليها في غرفة خالد الطبية.... أحببتها من لحظة رؤيتها ..
و مقابلها في المائدة زوجها المصون الذي ينظر إليها من لحظة جلوسها باشمئزاز فتبادله النظر بنظرات تسلط وكبرياء... تعجمُ انه يتمنى قتلها بعدما سمع بشجارها مع أخته وردها السمج لجدته ..
جاء وسط تفكيرها رجل لا يظهر عليه الكبر سوى بضع شعرات فضية في شعره ولحيته الطويلة المشابهة للحية عابد عيونه زرقاء كذلك...يا الهي هل يوجد فرد من هذه العائلة عيونه ليست زرقاء او خضراء...... جلس على رأس المائدة وسلم كل من الابناء على يده الا آية ودعاء اكتفتا بالنظر من بعيد .... فحدق فيهم بازدراء وحاول تجاهلهم طول العشاء ....ثم سمع صفاء تقول له :
(سلمت يا أبي هل انت بخير هل أحضر لك دوائك ..؟)
هنا عرفت آية من يكون السمج الثاني ذو اللحية المشعتة...فأخرجت هواءا ساخن من صدرها كلهب النار ثم سمعت العجوز يرد عليها :
(هل تريني عاجز على جلبه لنفسي ..بالله عليك اجلسي واصمتي ..فلا أقدر على حماقاتك اليوم بالذات )
عم السكوت المكان الا آية التي أفلتت منها ضحكة صغيرة لمحها الجميع.... فاحمر وجه صفاء من شدة الغضب و الخجل وجلست تكتم غضبها بمقت ... حاولت آية التعرف على البعض من افراد هذه العائلة لكنها عجزت كلهم يتشابهون فحاولت فتح موضوح ليتكلمون عنه علها تتعرف عليهم أكثر ثم تنهدت قائلة الا انها سمعت إمرأة من قبلها تقول :
(إذن أنت هي زوجة عابد يا لحظك يا أبني لكن لا تقلق ..ما هي الا فترة وجيزة يا عزيزي واحضر لك أجمل البنات وأحلاهم ..)
ثم التفتت اليها بنظرة شملتها كلها لتكمل كلامها :
(وأرقاهم..)
لمحت آية ابتسامة عابد الصغيرة وسكونه
فابتسمت لها بالرغم من الغضب الذي ينهش صدرها ثم قالت لها ببرود وابتسامة طفيفة تملأ وجهها :
(أظن أنك أمه يالجمال ونقاء روحك وأنا أقول ممن ورث ولديك الأخلاق والآداب.)
رمت آية بقنبلتها التي زلزلت الأوضاع على المائدة بين الحشود كما ان المرأة تلون وجهها بكل الالوان وارادت الرد عليها بأقصى الألفاظ لكن دخول الطعام منعها ففضلت السكوت لتحاربها فيما بعد
...عمت فرحة الانتصار في قلب آية لكن لم تكتمل الفرحة فقد قطعه صوت إمرأة تقول لها :
( هل تحبين الفجل يا ابنتي أسكب لكي ؟؟)
رفغت آية رأسها لترى من المتكلمة فكانت نفس المرأة التي فتحت لها الباب تلك التي مغطية نصف وجهها لذا ردت عليها بود قائلة:
(لا شكرا ..)
ثم واصلت سؤال الآخرين وعندما وصلت الى عابد سكبت له دون سؤاله فاستغربت آية قليلا لتهمس لها بريبة :
(ألن تسألي السيد عابد عن رأيه يا سيدتي )
استدارت السيدة لترد عليها بحنان:
(انه إبني أعرف ما يأكل وما لا يأكل ..)
قالت آية بصدمة بالغة :
(ماااذا؟؟!)
ضحكت السيدة على ظرافتها ....رغم مكوثها بعض الوقت لكن لم تتعرف على أي فرد ثم ردت عليها السيدة معرفة عن نفسها بهدوء :
(انا السيدة فيروز الزوجة الأولى للسيد أحمد مؤمن وأم عابد وصفاء وراسب و إياد )
أجفلت آية ببطأ على كلامها الذي أدهشها توا لتقول:
(تقصدين ان هناك زوجة ثانية وأنك أمهم... أمهم الحقيقة التي ربيتهم ...بالله عليك من يعرفك ويعرف أولادك يقسم انك لست أمهم بتاتا اختلاف الصفات هذا ليس له تعليل )
وبعد ثواني التفتت على همهمات عابد وصوته العنيف يقول بغضب:
(لما لا تأكلين في صمت ...أزعجتيني بصوتك القريب لصرير الدراجات العالي ...)
إنطلقت عدة ضحكات عالية اولهم ضحكة صفاء المستعارة ....الا عنبر وخالد و فيروز وبعض منهم لم يضحك ....بل بقوا جامدين ينظرون للفراغ
فقالت آية ببرود وقد احتلت ملامح الجفاء وجهها الجذاب:
(روحك الفكاهية أصابتني بالإعياء )
نظر إليها بنظرات حادة ثم تجاهلها كأنها لم تتحدث إطلاقا ..لذا حاولت آية تهدئة نفسها من هذا الوضع المشحون وواصلت أكلها ببطأ
..التفتت الى ابنة خالها الساكنة منذ لحظة وصولها وهمست لها بإسمها عدة مرات لكن لا فائدة كأنها في عالم آخر فهزتها قليلا لتستفيق ونجح بالفعل إن أجفلت دعاء مصدومة..بفزع ...ارتابت آية لأمرها لوهلة فسألتها بحيرة :
(مابكي يا دعاء..كوني قوية حبيبتي ..لست وحدك ... )
ردت عليها :
(لن استطيع العيش معهم سوف يقتلونني ببطء الا ترين اسلوبهم في التعامل ...يمكن ان تنجي بنفسك منهم ..فأنت قوية ...لكنني أنا هالكة لا محالة )
سقطت دمعة خائنة من عيون آية على كلام دعاء الذي قطع قلبها أجزاء أجزاء ...فرغم هذا هي محقةفي الجزء الأول فقط لانها لا تعرف الآن من اين ستستمد هته القوة لذا واصلت أكلها دون الرد عليها ....
........................................................................
بعد العشاء نهض جميع الرجال وبقي فقط النساء جلست آية و دعاء و عنبر وبعض الفتيات الصغار في غرفة لوحدهم علهم يرتاحون من شقاء هذا اليوم ...
لمحت آية تعب دعاء ورغبتها في النوم ..لذا سألت عنبر قائلة :
(هل لديك منامات من فضلك فنحن تعبين للغاية ؟؟)
ظهر على وجه عنبر ملامح التحسر حيث ردت عليها بأسف :
(آسفة جدا انا لا أستطيع ....فكل منكما ستذهب لغرفتها المنفردة مع زوجها ... حيث ان كل غرفة مزودة بعدة منامات ...ملابس نسائية وأدوات التجميل مع حمام مرفق بها ...ستجدن راحتكم بها ...تقاليد العائلة متشددة تمنع الإختلاط حتى لو كان بين أفراد العائلة)
تأففت آية ثم ردت عليها:
(هذا ما كان ينقصنا ....شكرا عنبر ..هل يمكن أن تريني الغرف ؟)
ردت عليها عنبر:
(للأسف أيضا لا أستطيع ...لم يُعَد لكما مفتاحكما لسرعة الأحداث فلا تستطيعا دخولها الا عند مجيء زوجيكما ..)
ضربت آية رأسها بعنف قائلة:
(ياللغباء ..أكره هذا البيت بكل من فيه ..تباا)
أجفلت عنبر باستغراب على كلامها فاستدارت اليها آية مصححة كلامها و موقفها :
(إلا أنت وبعض الأشخاص أستطيع عدهم باليد )
هناك أومأت لها عنبر مع ابتسامة ظريفة لتصحيحها العفوي وأعادت الجلوس بقنوط ...
.........................................................................
جالس بجانبها يحاول ان يوضح لها الأمور لكن لا جدوى فهي لا تصغي ولا تأبه قائلة :
(لن اصدق ...لن أصدق ....خدعتني أيوب تزوجت عليا ...صبرت معك كثيرا ...قلت لي ان عائلتك لا تقبل غير بناتها ....قلت لا بأس سأحارب معك ... قلت لي أن عائلتك مشددة تفرض على كل فرد الزواج مرتين ....قلت لا بأس ضحيت بكرامتي لأجلك يا أيوب .....قلت ان جدتك صارمة ....صبرت معك ...لأنني أعشقك أعشقك أحبك بكل كياني ....ما به قلبك ألا تحس بي ...رفقا بقلبي الذي تقطع جرائك .... )
انفجرت في بكاء وصراخ وعويل عنيف فعانقها ايوب بقوة كسرت عضام صدرها حيث أنها أحست بالإختناق من قوة عناقه ثم قال لها بصوت مخنوق :
(اقسم لكي يا لؤلؤة انها ظروف يا حبيبتي...سأطلقها واتزوجك انتي حبيبتي ستكوني الثانية لن يفرضو عليا شروطهم فقد حققت لهما الصلح فصبرا جميلا )
واصلت لؤلؤة البكاء ثم دفعته لتقول له بانفعال :
(ماذا يضمن لي أنك ستعود ...قل ماذا.... سوف تذهب وتحبها كما احببتني لا يوجد شيء يصلني بك غير حبي لك )
استغرب ايوب من كلامها الغريب ثم قال لها :
(اليس حبي كفيل بعودتي ماذا تريدين بالضبط ليرتاح قلبك وتتأكدي من عودتي )
نظرت اليه لؤلؤة بحدة ثم قالت له :
(اريد طفلا منك يا ايوب ..لا اكترث ان كان حلالا او حراما .....اريد طفلا ...الطفل هو ضمان عودتك ...ليس لي أب او أم لكن طفلك سيسهل علي الحياة ان تركتني وذهبت يوما ما وحتى وان حصل فسأقابل عائلتك بإبني الذي من صلبك وسيرضون به شاؤو أم أبو)
انصدم ايوب من كلامها تريد طفلا في الحرام كيف جاء في عقلها مثل تلك الفكرة لكن أعطاها كل الحق بعد الموقف الذي وضعوه فيه عائلته لم يعطوه فرصة الإختيار بل فرضوها عليه دون استفسار لذا رد عليها باستسلام :
(لكي هذا يا لؤلؤة انتي ربحتي هذه المرة لكن اعلمي انني لست راضي)
وقفت لؤلؤة واتجهت الى غرفة نومها وفي قلبها فرحة مختلطة بحزن موجع على الأقل ستحمل في أحشائها إبنا من عشيقها الوحيد......
لحقها أيوب ثم اغلق الباب خلفه رآها في ظلمة الليل ساحرة بجمالها شعرها الطويل الحر و عيناها السودويتان و جسم....ها اااه !من جسمها الذي يعشقه عشقا .... يحلم به كل ليل لا ينكر تحمسه ليضعها بين أحضانه لكنه يود لو كان حلالا فقط ...كانت سعادة عامرة ستحل محل الحسرة بقلبه الآن ....
منذ كان مراهقا صغيرا وهو يعشقها ولن يفكر في تركها أبدا.... تحرك نحوها فاقتربت منه اكثر حتى التصقت بصدره وهمست له بخفوت :
(أحبك)
ابتسم لها وبدأ بتقبيلها قبلات أشعلت فيهما نار الشهوة لم تستطع منع نفسها .....
فصارت تفك أزرار قميصه وتعانقه ببطأ بحركات رومانسية اخرجته عن طينته...
لذا قام هو بدوره بنزع ثوبها ليحط على الأرض ثم رفعها للسماء ببهلوانية حتى صارت تضحك بهستيرية متجها بها للسرير
يكبل يديها بيديه الحديدتين ويقبل عنقها و كل مكان بجسمها حيث فقد السيطرة على نفسه
لا يسمعان سوى شغف بعضهما ثم قام بما يجب عليه القيام به وفي قلبه الشعور بالندم أما هي فقد طار قلبها من الفرحة وصارت تعانقه بقوة وتقترب منه أكثر لإشعال رغباته فيها
......................................................................... (لقد جاء عابد ...)
استدارت آية بسرعة البرق على صوت عنبر ... فلقد رأته واقفا عند الباب ينتظرها لذا اتجهت إليه تسأله بهدوء :
(ألم ترى زوج دعاء؟؟! )
نظر عابد الى دعاء ثم أعاد النظر إليها ليرد عليها :
(لا لم أره ..لماذا لم يأتي ؟؟)
زفرت آية بملل ثم قالت له :
(لو كنت رأيته لما سألتك يا فهيم )
إستغفر عابد من طريقة كلامها السمج ثم قال بحدة :
(صبرك يا رحيم ...هيا انتِ أمامي إصعدي حالا)
أجفلت آية بحزن ثم قالت له بود مع نبرة رجاء:
(هل يمكن أن....)
قاطعها بصوت حاد وفي كلمة مختصرة غير قابلة للجدال:
(لا)
شتمت آية في أعماق قلبها من هذا السمج ثم ذهبت لتقبل دعاء وتودعها ....
اتجهت الى غرفتها كما أمرها وهي تصعد الدرجات القليلة على بعد التفاتة يمينا ....ثم توقفت تنتظره عند الباي وعند لحظة وصوله اخرج البطاقة الالكترونية الخاصة به مكتوب عليها عابد بالخط العريض ....بعد لحظات فتح الباب لتدخلها ببطأ ثم سكنت تماما مدهوشة هامسة في نفسها :
(ياااااااا الهي ما أجملها وما احلاها وما اروعها )
كانت بسرير كبير لا ترى مثله الى في المسلسلات الأجنبية و جدارها مبني بالزجاج يطل على مسبح وبحر مزودة بحمام كأنك في شهر عسل على متن جزيرة ساحرة .... و من هناك خزانة مطرزة بمنحوتات وقورة ...اتجهت اليها لتفتحها فوجدت مختلف انواع العطور .....
مرفقة بملابس النوم أخرجتهم كلهم تنتقي واحد لكن كل واحد أجرأ من الثاني لا تخفي من الجسد شيئا ...ارتبكت آية ثم اختارت ملابش عشوائية قميص طويل بدانتيل شفاف أسود كان أكثرهم سترة لكن يبين الكثير من الصدر ... ...
حرجت آية من منظرها لكن لم تستطع منع نفسها من الجلوس على كرسي الاحلام ومشط شعرها في غرفة كهذه
.... خرج عابد من الحمام على منظرها الشهي وهي تمشط شعرها الأسود الجميل القصير مرتدية القميص الذي يظهر الكثير من جسمها أكثر مما يخفيه.....ظل يتأملها برفق رقيقة الملامح هادئة من الخارج مستكينة تنظر لنفسها بصمت ...الخالق وحده يعرف قوتها الداخلية وماتستطيع فعله عند اخراج تلك القوة ....
إتجه اليها ووقف ورائها فرأت إنعاكسه في المرآة ..لتلتقي أعينهما في صمت مهيب ............

أنت تقرأ
صدفة قاسية 🔞
Randomوأغار من غريب يرى عينيك صدفة فيغرم بهما ...كيف لا وهو يهيم بعيون الرمل الذهبية ....شرقية اجتمعت فيك الثقافات..... ...... لتكون مثالية في عيوني فقط ......