جزء16

2.6K 29 2
                                    

لم يكن.توقع هذا التغيير....نقص.....نقص كبير اتجاه أمه ....لا يعرف سببه .....يحاسبها على تركها له ......كأنه هدية إشتروها من أقرب بائع هدايا ليسلموها لطفل لم يعهد هدية من قبل ....يلعب بها يحبها ....ثم يرميها عندما يرزق بألعاب أخرى....لن يكذب على نفسه .....لطالما ولطالما كان يحب فيروز أكثر من مريم لكن قلبه المجروح أبى أن يبين ذلك الحب المتستر.....يمقت عليها لتركه لها .....إستغنت عنه .....يتمنى ...وأغلب ما يتمنى لو لم يولد ...أو لما أعطته لإمرأة لا صلة له به ....عقدة عاشها منذ صغره....أربع خطوات لا تتغير .....تفتح الباب تحضر الفطور والعشاء وتغلق الباب ...هذه هي زوجة أبيه ......بعض الحب الذي غرس في قلبها اتجاهه في الأيام الأولى حنان طفى على قلبه وكأنها أم بحق لتتحول بدرجة كبيرة الى ساحرة القصص التي كان يقرأها ..... فنتيجة العلاج المكثف وعملية زرع البويضات المخصبة.....استطاعت بعد انجابها إبنتها الأولى..أخته الغير الشقيقة سوسن .....وعصى من يمسها بسوء حتى أبيه لا يتعرف عليه مع أخته الصغيرة عكس معاملته مع صفاء .....شيء آخر ...أينجذب للقوة.... للسلطة أم للحنان ...هو فقط شخص معقد نفسي ينتقم من أمه الحقيقية ببطأ .....زفر نفسا حادا ثم همس لنفسه :
(أمي .....ياليتني أنسى فعلتك الشنيعة بحقي فأريك حبي المخبأ بين ضلوعي.....صدري الذي يهيج بنار الإشتياق لحضنك
..لكي نفسك ....لم يقدر على تجاوز شعلة إنتقامي ضدكي ....حربي مع نفسي لم تعرف هدنة حتى وعلى يدك ....عيوني الموروثة لعينيك أمسي أن أرى بالمرآة فأتذكرك.....فأتذكرك....لتهلك بي نيران عشق ...نيران حب تحرق عقلي.....أمي لو بقى يوم أخير لي ....لو بقى نفس أخير يتجلى بصدري فلتعلمي ...فقط لتعلمي أنك كنتي الأم المثالية بحق)
ضرب المكتب بقبضته القوية ...عنف تجلى جسده الصلب .....يحدق للمدى البعيد ماذا يفعل الآن ....قاطع تفكيره ضوضاء صغيرة عند الباب ليستدير بسرعة البرق يلمح مصدرها ....لم يستطع تمييز سوى أنها فتاة ترتدي نظارات بيضاء البشرة ....عدا أنها غريبة الشكل ....نهض بسرعة متجها اليها لكنها كانت قد أفلحت بنفسها من مصيبة قد تكون سببا في موتها .....تجري بسرعة لا تعرف وجهتها ....تلتفت يمينا ويسارا لتتوقف فجأة ....صادفها وجود الحمام أمامها ...لتغمض عينيها براحة تهرول إليه ....أغلقت على نفسها باب الحمام ثم استندت عليه بذعر ....هي لم تقصد ان تتجسس عليه ففط أخطئت المكتب وشدها الفضول لمعرفة حواره مع نفسه خاصة أنه كان يبدو متحسرا وحزينا بعض الشيء ......آلمها قلبها بأسى عليه ....رغم مظهر السيد راسب الفض وأسلوبه الفج ....الا ان قلبه المكسور يعمه الهموم والحزن .....انتفضت برعب على صوت الهاتف الذي يرن .....صرخت باستسلام لتتناوله بغضب قائلة بحدة:
(هذه المرة الثالثة يا فادي أنا لا أستطيع التحدث في أوقات العمل )
رد عليها باقتضاب:
(مابها جميلتي غاضبة ؟!)
إستغفرت إبتهال في نفسها.....لما لا يعتقها ويعتق نفسها المهمشة ...لترد عليه بتثاقل:
(جميلتك تعبت فقط ....انها تعبة )
سمعت ضحكته الخشنة ليقول بود وحنان:
(لما لا تكفين عن ذلك العمل المقرف وتأتين إلي ....حتى إنني أعدك أن أنسيك تعبك )
ذكريات راودتها في مخيلتها ....مخيفة ...تزورها بنومها في كوابيسها حتى في صحوتها لا تتركها .....شدت على تنورتها بقوة ...لتسقط دمعة خائنة ...هذه هي إبتهال حساسة بدرجة كبيرة لا تستطيع السيطرة على مشاعرها ......سمعته يقول بتحير:
(ما بك حبيبتي لما أنت صامتة بهذا الشكل ؟)
أجفلت على صوته السائل ....لترد بخفوت:
(نعم بالتأكيد ....ماذا تتوقع من عاهرة كانت تعمل بالدعارة مثلا ....عندما تجد عملا شريف لأول مرة في حياتها ......عندما تجد من يحترمها ومن لا ينعتها بأفظع العبارات طوال يومها ...)
قاطعها بقوة يقول بحدة:
(إنسي الماضي حبيبتي .....أنا هنا ولا يهمني ما حدث لكي ....فقط إنسي ما مر عليكي ....لم أطلب ترك عملك إلا لشوقي لكي..... كل ثانية من حياتي ....حتى ساعات الدوام اللعينة لا تنتهي )
ابتسمت بضعف لكلامه الحنون....يبقى فادي منقذها في أوقات ضعفها .....السيد فادي من أغنى الزبائن بدار الفسق التي كانت تعمل به .....لم تكن تنوي أن توقعه في أحبالها لكنه عشقها دون قيود .....حتى اشتراها من البيت كأنها شيء رخيص الثمن ....ثم تزوجها مرغما عنها .....لتصبح ملكه حقه له وحده .....عانت الكثير ففادي ليس الشخص الحنون اللطيف كما يبدو ...تعمه مشاعر الغضب دون سبب ....لا تعرف مالذي حدث له...حتى هو لم يتطوع بسرد قصته لها .....تأوهت بصمت تخرج من رأسها تلك الأفكار السلبية لقد اكتفت منها بما فيه الكفاية لترد عليه باستسلام :
(ساعة وينتهي دوامي هل ستقلني أم أذهب بنفسي ؟)
أحست بإبتسامته بالرغم من عدم رؤيتها لها ثم سمعته يقول:
(سآتي وأقلك بكل تأكيد)
تنهدت لتخرج من الحمام بخطوات متثاقلة ....حتى أنها نست السيد راسب وتجسسها عليه .....جلست على مكتبها ببطئ تنزع نظاراتها ...تنتظر دقائق دوامها الأخير بتثاقل فهي تعمل نصف نهار كونها لا زالت متدربة .....
............حملت حقيبتها بضعف متجهة نحو الباب العملاق وفي خطواتها البطيئة   إرتطم بها شخص ضخم لم تلمح وجهه حتى ليوقع بنظاراتها على الأرض متهمشة بأسى....شتمت في نفسها ببطئ لترفع عينيها بثقل لذلك الشخص المتجهم ...ثم ابتلعت كلماتها بحنق والصدمة تستوليها هامسة دون وعي :
(يا إلهي السيد عابد)
ثم قالت له بخفوت:
(آسفة آسفة آسفة سيد عابد لم أقصد ...فقط كنت شاردة الوعي )
لاحظ عابد توترها وتعلثمها في الكلمات لذا اكتفى بقول:
(لا بأس سيدة حاولي التركيز أكثر ليس إلا)
تنهدت بارتياح انه لطيف حقا عكس مظهره وقول الناس عليه ........أومأت له مع ابتسامة لطيفة ثم اتجهت للباب مكملة طريقها بروية متحسرة على بقايا نظاراتها البرتقالية...ثم واصلت طريقها بحذر....لا تنوي الإرتطام بشخص آخر على الأقل .
....كان هناك ينتظرها بسيارته الفخمة يرتدي حلته الأنيقة فيبدو  في أبهى صورة ....ركبت السيارة ...لا تقدر على رؤية عينيه ثم سمعته يقول :
(لا سلام ولا كلام )
ابتسمت ببطئ لتهمس له :
(مساء النور )
رفع يده ليلمس وجنتها بحنان ثم قال لها :
(لنترك الأنوار في المنزل تنتظرنا... شوقي لكي لا يتحمل أكثر )
إمتقع وجهها وشحب لكلامه ....لا تنوي خوض علاقة الآن هي تعبة نفسيا و جسديا ...لا لا لا تقدر الآن ....تنحنحت قليلا على تحركات السيارة بسرعة شديدة فاكتفت بالنظر للمدى البعيد تفكر أي سبب سيبعده عنها عند وصولهم للبيت الأسود ....
نزلت بخطوات متثاقلة للباب اللعين يتبعها فادي ويده على خصرها محكم عليه بقوة ...كأنه ينوي حملها وأخذها في لحظتها ليفترسها ....دق على الجرس بقوة....ثواني مرت لم يستطع الصبر فيها ليخرج المفتاح ...يفتحه بسرعة ....كل هذا وابتهال بين يديه مستكينة لا تقوى على الحركة....دخلوا ببطئ صدفة مع الخادمة وهي تهبط من الدرج مهرولة ....صرخ فيها فادي بشدة على تأخرها في فتح الباب ...وتوعد فيها ان يطردها ان تهاونت في عملها مرة أخرى.....جذب إبتهال عنده نحو غرفتهما.....صفق الباب بقوة  حتى انها لم تستطع فهم مشاعره أهو غاضب أم سعيد أم مشتاق فقط نظرت لحركاته وهو يقبل عنقها بعنف شديد ...يعتصر قلبها بيديه ثم يلقيها على السرير القاسي يمزق ملابسها الى أشلاء للمرة الألف.....شرعت في البكاء....ليتوقف يتمعن بملامحها ثم يبتسم بانتصار مكملا عمله باتقان وقوة .......
مستلقية بألم على سريرهما يعانق ظهرها بشوق ...لم تتوقف عن البكاء حتى ان كل ما تتمناه بعض الحنان في علاقتهما أو تفاصيل تشرح له لماذا يعنفها بهذا الشكل ....لماذا تبكي في كل دقيقة من تلك العلاقة المريرة وهو مستمتع بأنينها وافلاتاتها منه ....وكم حاولت الهرب وسط علاقتهما ....تنتظر حتى يتعب قليلا لتجري مهرولة نحو الحمام تتوعد في نفسها أن تبقى الليل كله فيه ولا ثانية مع فادي على ذلك السرير القاسي ....لكن أبت محاولاتها بالفشل حتى أنه ربط يديها على جانبي السرير ...يضربها على جسدها العاري بيدية القاسيتين...سادي ...مريض نفسي ...سادي يهوى تعذيبها ليستمتع .....واصلت بكائها بصمت وهو لازال معانقا إياها ثم تحرك قليلا يلمس أجزائها بخبث فتغمض عينيها بألم كل عنصر من جسمها يؤلمها ولمساته تزيدها ألما .....استقامت من على السرير واقفة تذهب بتعثر لتتناول ملابسها ببطئ....لاحظ حركاتها وهي تتمايل بضعف لا يمنع على عينيه شيء من ذلك الجسد المهلك .....إبتهال وردة حياته ...كافح بنفسه للحصول عليها واجه العصابات ومختلف الرؤساء ليثبت ملكيته بها .....فتنته بالرغم من بساطتها وبرائتها فتنته بصفاء قلبها ...بطفولتها وسط الوحوش من بينها ....لم يتحمل أن تبقى أكثر بجانب الفسقاء ....ليهجم دون سابق إنذار خاطفا إياها معه ....لمنزله ....لغرفته ....لحضنه .....لتصبح له ... لن يأخذها غيره .....
.........................................................................
ينقر على مكتبه بغضب ....لازالت المرأة تثرثر من ما يقرب ربع ساعة لا تتوقف عن الكلام ....أعصابه تالفة ....هو طبيب للأعضاء لا لهموم الناس ...لكن قلبه أبى أن يقاطع حديثها لذا اكتفى بسماع قولها على مضض....
(إنهم لا يسمعون كلامي وكأني لست أمهم أيام سهرت أعمل وأعمل يا ليت الزمان يعود وأنا طفلة لما تزوجت ولا أنجبت ولا واجهت مرض الهم حتى في ضرتي لا أجد من يعينني إبنتي بعد محاولاتها المريرة قد حملت وتريد أن تجلس فوق رؤوسنا كالملكة خوفا على الطفل الم.....)
قاطعها خالد بحدة قائلا:
(كيف حملت إبنتك؟؟؟)
إستغربت المرأة من مقاطعته لها ظلت تتمعن فيه بدقة لاحظ خالد استغرابها لذا أعاد سؤالها بلطف:
(زوجتي تحاول الحمل منذ سنتين ....لعلك تفيدينا بطريقتك فنرزق بأبن من خيرات معلوماتك)
ابتسمت المرأة تدريجيا لكلامه ثم قالت بتحسر:
(أسالها بإذن الله وأخبرك لم تطلعني على الطريقة لم تكن مهمة بالنسبة لخبر المولود ....الموعد القادم سأطلعك بالتفاصيل).
شاركها الإبتسام بضعف ثم رافقها للباب يدعو في قلبه ان تحضر له طرق لم يجربها معها من تلك التي أبت بالفشل ...استند الى مكتبه يفكر بعمق .....ألن يرتاح من هذا العذاب ...كأنه مراهق عاشق للمرة الأولى توعد أن ينساها....لكن عقله لا يسمح أيام قضاها وهو يفكر هل ينام الى جانبها هل لمسها .... بالطبع لمسها وتفنن في جسمها الطفولي ..ضرب سطح المكتب بقبضته حتى سقطت بعض من أوراقه ثم استدار بغضب يحدق في الحائط المقابل له لن يستطيع المجازفة ....فهو إن عشق فتاة صارت له ويعترف لنفسه انه يعشقها بكل ذرة في كيانه حتى زوجته صار لا يأبه بها وناداها مرات عديدة يإسم غيرها بإسم من تسكن قلبه ....ناداها آية ........طرق على الباب أزعج تفكيره .....ليأذن له بالدخول يرى من يقتحم خلوته ...وفجأة طلعت له ابنة عمه ....استغرب قليلا  ليهمس  ببطئ :
(صفاء ؟)
عيناها اللاهبتان تنظران اليه بلهفة ردائها الأزرق المنعكس على لون عينيها بالمثل كالبحر الهائج الذي يعصف بهما فيزيد منها جمالا وجهها البهي ...تورد وجنتاها الخجل ....كانت آسرة للعين بحق ....تقدمت نحوه جالسة بجانبه....وهي حاملة بعض الأغراض لا يعرف محتواها ....شاهدها وهي تناوله الأغراض فاستغرب في نفسه يسألها بحيرة :
(ماهذا ؟)
إبتسمت له بحنان لتقول بخفوت:
(حلويات تنسيك بعض التعب من يومك الشاق فكرت في المرور عليك وإعطائك البعض منها كوني حضرتها مسبقا هذا اليوم ....أظنني أزعجتك )
بادلها الإبتسام بمودة ليرد عليها بود:
(صدقتي هذا اليوم كان شاقا فعلا وأتيتي في وقتك كما كنتي تأتين دائما )
فتح تلك العلبة الوردية بداخلها مأكولات مما يشتهي القلب ابتسم في نفسه ليتناول واحدة ببطأ ثم أغمض عينيه قليلا ليفتحهما يتمعن فيها بإندهاش قائلا:
(أنت طباخة ماهرة فعلا ورثت يدي أمك ....يا إلهي إنها لذيذة بشكل لا يصدق )
لاحظ خجلها وتورد وجهها اللطيف ثم لمحها وهي تقول:
(شكرا أحرجني لسانك العذب )
ربت على يديها بلطف قائلا:
(كل هذا الخجل مني أنا )
رفعت عينيها عن الأرض تنظر إليه بعمق ويده لازالت تلمس يدها بحنان ....همست في نفسها بتحسر :
(يا الهي يا خالد متى كانت آخر مرة لمستني فيها بعد زواجك من الغبية )
ثم قالت له:
(أنا لا أخجل منك فذكريات كانت لنا سويا نمضيها بالفرح ما نرتوي )
ثم ضحكت بلطف ....لم يبعد يده ولم يتحرك فقط اكتفى بالنظر الى تفاصيلها نعم لم ينس أية ذكرى له معها ..عندما تحضر لها الألعاب و تخبز له أشهى المأكولات تلعب معه لا غيره فكل عائلته تنبذه يعجم أن أبناء عمه كانوا يكرهونه غير القليل منهم وأولهم صفاء أبعد يده ببطىء ليستقيم مكملا حلوياته بشهية ....لاحظت صفاء ابتعاده بشكل مفاجئ فشحب وجهها بعض الشيء لكن لم تزل ابتسامتها العفوية ثم نهضت ببطئ متجهة نحو الباب ....التفت على ملمحها ليقول بحدة:
(هل سئمت مني بهذه السرعة؟!)
استدارت على مسمعه تحدق به بعشق متستر لتقول :
(لا إطلاقا ما هذا الكلام فقط ظننت أني أزعجك بوجودي فأردت الرحيل لا غير )
استقام خالد واقفا ليتجه إليها قائلا :
(وأنا إنزعجت من عدم وجودك ...لما لا نأخذ جولة خارجا فيومي كان شاقا بالفعل)
إبتسمت له بهوى لترد عليه بخفوت :
(هذا أفضل بكثير )
.........................................................................
خرجت من المستشفى بحسرة تعتلي وجهها خيبة أمل بعد خيبة أمل أخرى لا تعرف الجدوى مرات عديدة حاولت بطرق لم تجربها مرأة غيرها لكن لا نتيجة ...قررت أن تتجه لزوجها تقص عليه تخبره تشكو اه من الألم بقلبها عله يستطيع أن يداوي جروحها ...
(لا لت يشاعدني في شيء بروده ولن يتغير عنه ..ظيا إلهي ماذا أفعل حتى يلتفت إلي يحس بحبي له ....إكتفيت بحق إنه لا يعيرني أي اهتمام وأنا ظائما من ألجئ إليه)
ساقاتها رجلاها نحوه لم تنتبه لنفسها حت رفعت رأسها ببطئ تتأمل تلك العيادة وكم عان للحصول عليها ...ساعدته بكل الطرق ...سرقت المال من أبسها لتعينه ....عملت مختلف الوظائف حتى يفتحها ...فلم تساعده العائلة كونها وظيفة غير مرحب بها ....فتحها بعرق جبينه و كان ذلك بفضلها أيضا ....لا تريد تذكر الماضي فقط تريد النضب للمستقبل إتجهت فتح الباب بحماس لكنه كان مغلق ....هل ذهب ....لكنه يخبرها بموعد خروجه ....همست لنفسها بحيرة :
(يا إلهي لماذا يتهرب مني ؟ )
هل تتصل به هل تبحث عنه ....لا لا ..تحتاج للراحة مع نفسها بعد هذا اليوم الشاق ...واصلت المشي بضياع تفكر أين ذهب تفكر في سبب تغيره ......قاطع تفكيرها صوت بكاء طفيف فأجفلت على صوته مستديرة باستفهام كانت فتاة جالسة على الأرض تبكي بحرقة لا تعرف سبب بكائها لكنه كان قويا أن جعلها تبكي بهذا الشكل استغربت لحالها فاقتربت منها تسألها علها تساعدها جلست بجانبها تربت على ظهرها ففزعت الفتاة مبتعدة بهلع لتقول عنبر بحنان:
(لا تقلقي فقط قلقت لحالك هل أنت بخير ؟)
لاحظت ملامح الإرتياح إذ سكنت الفتاة لحظات مستجيبة لكلامها ...كانت تحدق بها بعمق عينيها محمرتين من شدة الكباء وآثار حمراء اللون تملئ وجهها الطفولي الجميل ..شهقت بصمت ثم نهضت تنوي الهروب نحو أقرب مكان بعيد عن هذه المرأة إلا أن صوت عنبر كان قاطع خطتها وهي قائلة:
(كلنا مر بيوم صعب فما رأيك أن تقصي علي مشكلتك وأنا بالمثل)
رفعت الفتاة عينيها المحمرتين الجميلتين ثم قالت بضعف:
(إبدئي أنتي )
ارتابت عنبر لجوابها المفاجئ والبسيط.لذا اكتفت بقص ما لديها عله ينسيها من الألم بداخل قلبها:
(كلمة من حرفين .....قلبت حياتي رأسا على عقب .....أم .....ليس أنا من تنوي الأمومة ....بل الأم نفسها هي من غيرت حياتي نحو الأسوء ....هناك من يقول الوالدين منفعة ونجاة .....لكن أنا أرى العكس تماما .....إذ كانت أمي سبب دخولي نار العشق التي تحرق بي كل يوم .....تستغربين ....قولا كيف لأمها دخل في شيء تجسد بمشاعر قلبها....صدقتي في استغرابك فلها قصة طويلة .....أطلعتك تفاصيل سطحية.....والآن تغيرت الأحذاث إذ  أنا أنوي أن أكون أم ...اتكلم عن نفسي الآن ....هل يعاقبني القدر ....على أفعالي ...لكن ما هي أفعالي مجرد زوجة مطيعة فعلت المستحيل لإرضاء زوجها )
ثم تنهدت بأسى لتكمل كلامها قائلة:
(لكنه لم يرض .....وإذ كانت في مسألة النفس لم يمل هل في مسألة الأطفال لن يمل أيضا ....)
سقطت دمعة خائنة من وجنتيها الدافئتين لتمسحها بسرعة معيدة الابتسام ببطئ...ثم شعرت بيد تلامس ظهرها برفق لتلتفت على منظر الفتاة التي تحاول تهدئتها وكأنها هي من كانت منهارة على الأرض  وتحتاج للمساواة ....
همست عنبر بتحسر وهي تبتسم ببطئ:
(هيا دورك)

صدفة قاسية 🔞 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن