يرن الجرس باستمرار تكاد تحرقها من شدة ما ضغطت عليها وهو واقف بجانبها يراقب توترها بغموض يفكر في نفسه من اللحظة التي دخلت بها مكتبه كانت متوهجة ...متشوقة ...سحر ملئ عينيها البنيتان فجعلهما يبرقان بعجب ...لم تعطه فرصة الكلام أو الاستفسار حتى وهي تهجم عليه قائلة بانفعال :
(أريد مصارحتك حبيبي)
تنحنح فادي بهدوء على كرسيه رافعا عينيه ببطأ يحدق فيها ثم قال:
(ماذا قولي ؟)
زالت إبتسامة إبتهال في لحظة ضعف ثم ردت بخفوت شديد:
(تعرفت على صديقة )
ضيق فادي عيونه باستغراب وأخذ يقترب منها ثم همس بفحيح يلهب :
(من هي أتعمل معك ؟)
أخذ القلق يتزايد تدريجيا فبلعت ريقها بهدوء ثم قالت بتوتر:
(نعم شيء من هذا القبيل )
التفت ببطأ يغمض عينيه ...قد حصل ما كان يخاف منه كل يوم ... كل دقيقة...كان يمنعها عن الخروج من المنزل حتى لا تتأقلم وتتعرف على الآخرين فيتغير تفكيرها وتهرب منه ...تنهد فادي بكبت ثم قال :
(مبارك لكي صديقة جديده )
ابتسمت بارتجاف وهي تعرف تلك النبرة تحوي الحماس لكن ورائها غضب كبير وقالت بخفوت :
(شكرا حبيبي أصبحنا أصدقاء منذ مدة )
حدق فيها فادي بعمق ثم تنهد ليرد :
(وحتى الآن تخبريني )
تنهدت إبتهال بخوف ثم قالت وهي تحدق فيه :
(في الحقيقة ليس هذا ما كنت أود ان اخبرك إياه )
تنحنح فادي ببطأ ليرد عليها وصوته يعلوه نبرة غموض :
(إذا ماذا تودين ؟)
أغمضت إبتهال عينيها بتعب ومال رأسها بحزن لتقول بخفوت :
(لم أكن أريد اخبارك لأنني أعرف تلك ردة الفعل الزائفة و الابتسامة الباردة أحفظهما عن ظهر قلب ...تعرف يا فادي ...كانت إحدى أحلامي الصغيرة....بيت...عائلة....عمل شريف....وصديقة لا تعرف ما عشت به أبدا .....فقط تنظر لابتهال الجديده المرأة المتزوجة التي تعمل عملا شريفا ...كانت هذه أحلامي الصغيرة أما حلمي الكبير فكان إبنا منك لم أستطع تحقيق أيا منهم لذا لا تكن عائقا في تحقيق أحلامي حتى اذ كنت لا تريد مني تحقيقها )
لبث فادي بثبات يراقب دموعها الغزيرة المنجرفة وهو شبه مصدوم مما سمع توا هل كانت أكبر أحلامها طفلا منه ....تكوين عائلة و أطفال كان آخر ما يفكر به ....
فهو لم يستطع تخيل أن يكون أب لبرعمة صغيرة لا يرى نفسه سوى مسؤول وعاجز .... ربما ظالم ومستهتر فتجربته مع الأطفال سيئة جدا منذ الصغر لا يريد تكرار المعاناة من جديد يكفيه ما جرى له في الماضي المرير ......
(هل سمعت ما قلت ؟ )
استيقظ من شروده على صوتها ليتنهد بثقل قائلا:
(وأنا لن أحرمك من السعادة أبدا )
إبتسمت إبتهال بارتجاف لتقترب منه تضع يدها ببطأ على ذلك الفك الخشن تعبث بخده وهي تحدق في عيونه بعشق هامسة بخفوت :
(حقا!)
ابتسم فادي للفراغ بعيدا عن عيونها لأنها ستعرف وقتها أنه يكذب ولا يستطيع المجازفة بشيء يبعدها عنه.....
كانت تراقب ابتسامته بشغف و غمازته الوحيدة تظهر شيءا فشيء لكنها لم تكن متغمقة....كانت كظل خفيف ...كثقب صغير مرتكز على ذلك الخد بجمال ....
اقتربت تقبل تلك الغمازة ببطأ ....وأنفاسهما تختلج ببعضها... تستنشق نفسه بعذاب ....لتقترب تقبله بجنون ....جنون لم تعهده قبلا.... كان كالجوع الطائش يمتلكها .....حتى أنها لم تتعرف على نفسها
... نست كل ما كان الحديث يدور حوله و واصلت تقبيله بكل شغف ....حتى تغمقت قبلتهما بشكل مثير.. ثم توقفت تلهث بوجع وهو يمسك شعرها بيده الأولى .... أصابعه تتخلله بنعومة
واليد الأخرى تتجول على خصرها بتفنن مستغرب من ردة فعلها الغير المتوقعة .... تلك المرأة الساكنة التي لا يعرف الحياة بدونها ..تحولت الى هائجة في لحظة فورية
....ثم سمع صوتها يقول بانقباض:
(إذا تستطيع اصطحابني عندها )
........................استيقظ من أفكاره على الباب وهو يفتح ....كانت إمرأة جميلة ....لكن ملامحها كانت حزينة .....وهالات تملأ عينيها الحانيتين ....حدق بها مدققا في تفاصيلها.... وكأنه رآها من قبل .....لكن لم يستطع التعرف عليها .....تقدمت ابتهال بحماس لتقول لها بلهفة :
(هل هذه شقة عنبر مؤمن)
رفعت نجلاء عيونها لتلك السيدة الجميلة بيضاء البشرة بشعرها البني عيونها الحادة وملابسها الراقية .....كانت تتمنى يوما أن تبدو امرأة راقية مثلها ولو حتى مرة في حياتها ...ستكون أجمل تجربة على الإطلاق .....تنحنحت نجلاء فجأة لترد :
(نعم تفضلي من أقول لها )
ابتسمت إبتهال ببطأ لترد عليها بخفوت :
(إبتهال هي تنتظرني أصلا )
التفتت نجلاء لوهلة تبحث عنها لتناديها لكن عيونها تريثت ا فجأة على باب المطبخ
....حيث كانت هناك عنبر نائمة على الطاولة بشكل جعلها مضحكة وفمها مفتوح مستندة على يديها..... لعابها ينزل بسلاسة من ثغرها مشكلا خيطا رفيعا ...منزلق على الطاولة بسلاسة .....
ضحكت نجلاء لوهلة فهي لم تستطع منعها بكل الأحوال لتزداد ضحكاتها شيءا فشيء دون السيطرة عليها
......ضيقت إبتهال عينيها بريبة على تصرفات هذه الفتاة المجنونة لتلتفت لفادي تسأله ما خطبها لكنه كان شاردا في ضحكتها وكأنه يعيش بعالم آخر لم يكن يفكر بل كان يحاول تذكر صاحبة هذه الضحكة والغمازات الجميلة هذه الملامح التي يعرفها قبلا لكن أين .....
تهزه للمرة الثانية لا تجاوب لتقرصه بقوة على يده فتأوه مستجيبا وهو يحدق فيها بغضب ......ثم هدر فيها بحدة:
(هل كان الأمر يستحق أصابعك التي تشبه السكين في قرصتها )
تمهلت نجلاء في ضحكاتها حتى توقفت ....وهي تسمع صوت غريبا قريب منها ....فاتجهت الى الباب جانب تلك المرأة الراقية بحذر ...لتلمح رجل طويل أسمر لم تنتبه لوجوده بداية ..... وسيم بلحية خفيفة..... يرتدي ملابس رسمية تحوي.... كنزة سوداء زادته وسامة ....شردت نجلاء في ملامحه الوقورة وصوت إبتهال يتصدى بينهما قائلة بنفاذ صبر :
(إذا هل أستطيع الدخول ؟)
لم تلتفت لها نجلاء حتى ....وكأنها لم تسمعها بتاتا....كانت متمعنة في ذلك الرجل الذي لا تنكر جاذبيته وهو يبادلها النظرات بأغرب منها...بعد أن شعر بها تنظر إليه... مدقق في عيونها ذات الشكل البيضوي.... سوداء اللون جميلة كالقمر .....
كان غضب إبتهال يزداد شيء فشيء حتى أنها تكاد تضربها على رأسها .....لما ينظران لبعضهما بهذه الطريقة.....لا وألف لا إلا فادي زوجها ...ظلذا فردت يدها هلى خصرها قائلة بنبرة مرتفعة :
(أرى أنني أتحدث مع الجدار يا سيدتي....كما وأنني أقف مع زوجي ما يقرب النصف الساعه منتظرين جلالتك لتناديها بدلا من التحديق فينا هكذا ... )
رفعت نجلاء رأسها فجأة مستجيبة لكلام إبتهال إذا هو زوجها .....يالحظها ....فعلا ....ينتميان لبعضهما فعلا ....
بعد لحظات ابتسمت بهدوء لتبتعد عن الباب تاركة لهما مجال الدخول قائلة بلطف :
(إعذريني سيدتي شردت قليلا ....تفضلا لقاعة الضيوف السيدة عنبر موجودة لأناديها يعد دخولكما من فضلك )
تنهدت إبتهال بغضب وأخيرا .... لتستدير هامسة لفادي بخفوت :
(حسنا حبيبي لا تقلق ساعتين وتعال لأخذي سأكون هنا)
أومأ فادي ببطأ ليرد عليها بريبة وعيونه على نجلاء :
(لأدخل أتأكد من وجود هذه الصديقة التي لم تتكفل بفتح الباب حتى )
تنفست إبتهال بانقباض لتتقدم وبدأ الإحمرار يزور وجنتها يتبعها فادي وهو يراقب ذلك البيت البسيط والجميل في نفس الوقت ....
و في طريقهما للقاعة على خطوات قريبة خرجت فتاة من الغرفة المقابلة لهما .....رشيقة بشعر طويل و بشرة خمرية كانت تبتسم وهي تفتح الباب وكأنها متمحسة لكن ابتسامتها زالت وتحولت لقناع من جليد صاقع ....لم تعرها إبتهال الاهتمام كثيرا بضع لحظات لتكمل طريقها بينما فادي كان ينظر مصدوم ثم همس دون صوت :
(لؤلؤة!)
بقت لؤلؤة واقفة ترتجف بصمت ويدها على بطنها تدلكها لتهدأ ثم همست في نفسها بخوف :
(لا لا لا يمكن .....ليس الآن.....فادي ...)
لتغلق الباب في حركة قوية سبب صوت مزعجا تصدى أرجاء المنزل ..
ذلك الضجيج جعل عنبر تستيقظ بانفعال ......وهي تحاول إدراك مايجري ....كيف نامت وكيف استيقظت في المطبخ....
و ما مصدر ذلك الصوت.... ثم أجفلت على منظر الرجل أمامها.... يحدق في غرفة لؤلؤة.... أكيد أنه أيوب.... قد خلف بوعده الحقير...وعاد ليراها ....وكأنها زوجته... نهضت بغضب متجهة له وعيونها تقدح شرا .....وعندما وصلت إليه أول مافكرت به هي ضربه على ظهره بقوة جعلته يصرخ..... مستديرا للشخص الذي ضربه.... ولحظتها كانت عنبر غير مصدقة لما فعلته ....من هذا الرجل الغريب الذي ببيتها ....يحدق بها وقبضته مضمومة مستعدة لدهسها ....فرجعت خطوتين للوراء وهي تضع يدها على صدرها بضياع لتلامس شعرها الحر ..أين حجابها ...هل رأى شعرها ومنظرها وكيف دخل بيتها ....ثم صرخت برعب لا تعرف مجرى القول .
......هناك خرجت إبتهال من القاعة تراقبهما وساقيها لا تحملاها من الصدمه....لتصرخ هي الاخرى :
(عنبر!)
.........................................................................
(هل كان من الخطأ ألا نخبر أحدا)
تنهدت صفاء وهي تضرب رجليها بتوتر ثم استدارت لسعد قائلة بنفاذ صبر:
(كم مرةعلي لن أعيدها حتى تفهم يا رأس البصلة ....إياد لم يخبر أحدا سواي .....كان من الحظ أن اوراقهم خرجت سريعا لذا سرق يوما وها نحن ننتظرهم .... لذا لا تجعلني أندم لأنني أخبرتك)
زفر سعد نفسا مختنقا وهو يحدق بعيدا لا ينكر السعادة التي غمرته لحظة دخولها غرفته .....كانت متوهجة محمرة ومتحمسة ...لم تعي خطورة خطوتها وهي تقتحم غرفته فإذا رآها أحد ستكون آخرتها ....كان مستغربا بعض الشيء......
لكن الفرحة برؤيتها كان أكبر من الإستغراب ....استقام فجأة على منظرها بتلك الحالة ليقول فجأة :
(إشتقت لي بهذه السرعة سأسجل هذا اليوم عيد يا عيون البحر )
إختفت ابتسامتها فجأة ليحل الغضب محلها وهي ترفع عينيها بتحدي قائلة :
(لا تجعلني أبدأ بشوقك يا عيون الصقر )
فتح سعد عيونه تدريجيا ....مهلا؟.. هل لقبته توا بعيون الصقر ....اقترب فجأة يكاد يلتصق بها وهي متكئة على الجدار أمامه ثم وضع يده بالقرب من وجهها الفاتن ليهمس بخفوت :
(عيون ماذا؟)
توترت صفاء فجأة لتلتفت بعيدا عن عيونه كيف قالت هكذا ....كيف خرجت من فمها ....ثم سمعته يعيد همسته وهو قريب منها تستشعر نفسه الدافئ على وجهها :
(الصقر؟)
استدارت صفاء أخيرا وهي تقرر مواجهته لتحدق فيه ناظرة داخل عمق عينيه ثم قالت بصوت ساحر :
(سوداء كحلية لوزية عميقة حانية ورموش كثيفة تغطيها تجعلها باهية كعيون الصقر تماما حادة )
ثم تنحنحت بخجل مخفضة رأسها ....بقى سعد ينظر بدهشة وهو يعيد التمعن في كلماتها الرائعة التي أتلتها لا يصدق أنها هي من وصفت عينيه بذلك الجمال ثم قرب يديه يرفع رأسها المنحني وعيونها التي تتجنبه بخجل ليقول بهدوء :
(أنظري لي )
كان يظن أنها لن تفعل وسوف تتهرب كعادتها لكنها رفعت عينيها فجأة تتحداه بجمالهما و وجهها بين يده يتأملها بعشق
(ماذا؟)
إبتسم فجأة على همستها الخجولة ليرد بثقة :
(كان هذا أجمل ما سمعت منك)
إبتسمت ببطأ تراقب ردة فعله وكلامه العذب وعيونه تتقصد مذهب شفتيها الورديتين كان قلبها يعصف بشعور غريب على نظرته الغريبة كانت مختلفة عن سعد الذي تعرفه كان يحدق بنوع من الفتون......
إذ اقترب أكثر قليلا ستحدث اول قبلة لها في حياتها....لا لا ليس هذا تفكيرها عن أول قبلة.......تريدها مع حبيبها .....خالد وحده كفيل بتقبيلها دون قيود....تنحنحت فجأة بتوتر ليبعد يديه كمن صعقته الكهرباء ثم سمعها تقول بتلعثم :
(ليس هذا ما جئت لأقوله ...أحتاج مساعدتك ....)
استقام ببطأ ليرد بخفوت :
(تفضلي كلي آذان صاغية )
.........................................................................
كان شاردا في اليوم الماضي حتى قابله المنظر الحبيب وهي تجري دون تفكير كان وشاحها يطير معها وعيونها تسابقها في الدموع حتى وصلت إليه وعانقته بحب كبير حتى أن قدماها لم تلمس الأرض من شدة قوة عناقهما .........
وهي تبكي بخفوت .....وجهها مدفون في عنقه محتمية من وجوه الناس .....أما عنه فكان مغمض العينين متحسر الملامح يفكر في نفسه :
(ماذا عشتي في غيابي )
بعد لحظات ابتعدت وأخيرا مبتسمة بإشراق ثم قالت بحماس :
(إشتقت لك )
بادلها الابتسام ببطأ ليرد قائلا :
(وأنا أكثر)
وفجأة تقدم وفد من النساء والأطفال .....عرفتهم كلهم من نسيبة ومرجانة وطفليها إلا تلك المرأة الأخيرة كانت مختلفة عنهما ....تمشي لوحدها في مسار مخالف ونظرها للأرض لا تكاد ترفع رأسها حتى إقتربت منهن صفاء وسلمت عليهن جميعا ثم التفتت لإياد هامسة له بخفوت :
(إذا هذه هي الزوجة الأخيرة)
إستدار قليلا يلمح الطرف الذي تنظر إليه أخته فقابلته ميادة وملامح الحزن تملأ وجهها كأنها لم ترد الوصول لهذه النقطة بل كان تهورا ليعيد عينيه لصفاء قائلا بثقل :
(نعم هي ميادة )
أنت تقرأ
صدفة قاسية 🔞
Randomوأغار من غريب يرى عينيك صدفة فيغرم بهما ...كيف لا وهو يهيم بعيون الرمل الذهبية ....شرقية اجتمعت فيك الثقافات..... ...... لتكون مثالية في عيوني فقط ......