سقط الغطاء تاركا لعينيه مجرى النظر ...ظل يحدق بتلك العيون العدوانية التي تنظر إليه كقناص على وشك ا فتراسه .....لم يستطع الوقوف مكثفا و امرأته أمامه لا تشيح بعينيها فاقترب من ذلك الباب اللعين الذي شاركه لمسات العشق من قبله .....ثم جذب يديها إليه ليجذبها هي الأخرى ساقطة على صدره تنظر للأمام الخاوي بأعين شرسة تتخللها الغيرة من تلك الخادمة اللعينة وهل تستطيع أخذ رجلها الوحيد ...لا و بل ألف لا...ليست آية التي تترك روحها للحيوانات أمثالها. .تنحنحت ببطء تحدق فيه بفراغ بينما هو ينظر إليها كالهائم الغارق في بحور عشقها ...اقترب يقبل وجنتها الحارة ويديه لا تتوقف على التجول في تضاريس جسدها الفاتن ...
(هل لك علم ؟ )
سمع صوتها الميت يقول فوق رأسه المحني تحت عنقها الناعم فرفع رأسه رافضا ليقول بخفوت:
(أعلم ماذا؟ )
فاستدارت تنظر لعينيه تتحداهما بالكذب لكن لم ترى سوى نظرات عشقه لها فهونت على نفسها لتسقط دموع لا تعرف مصدرها أو معناها ...نظر إليها عابد باستغراب ليمسح تلك الدموع المريرة بساعد يده ثم يقبل أشلاء وجهها الشهي ..اغمضت عينيها ببطا لترفع ذراعيها نحو عنقه تستمد منه القوة ثم قالت :
(هل ستحبسني بهذا البيت لبقية حياتي )
لاحظت ارتجافه الخفيف ليقبض على خصرها بقوة قائلا بغضب :
(كيف أحبسك بالله عليك انت كالجمرة المتقدة .....انت كالحيوان الطليق في غير دياره ...كيف احبسك ارجوك...لم اطلب منك سوى التريث ..الصبر معي ...لم تكن هنالك زوجات تعمل...او بنات تدرس ...ثقافتنا وثقافتكم تختلف أفهمتي... لذا يجعل من الامر صعب لكن سأحاول لانني احبك ولا اريد خسارتك)
هل ارتاحت ...نعم ارتاحت وكثيرا ...طلب منها الصبر ...اي انه يوجد حل ..تنهدت ببطأ لتبتسم شبه ابتسامة ثم جثت أمامه ممسكة برجله تتكأ عليها بنعومة ... أخفض رأسه نحوها فحملها متجها بها الى الفراش ...ليذهب العمل الى الجحيم ...ينتظره عمل أحلى بكثير ...وما كان منه الا ان ينزع ما ارتداه فقد كانت هي بجمالها البالغ امام عينيه تنتظره فقط ....
...........................................................
دخلت المنزل بعيون حزينة يتخللها بعض الدفء. .قد ساعدتها تلك المحادثة كثيرا حتى انها اخذت رقم عنبر صديقتها الثانية ووعدتها بمحادثتها و ملاقاتها مرة أخرى ....كانت سيدة رائعة الجمال والاخلاق بقيا طويلا على تلك الجلسة وكل من الاخرى تحكي همومها كأنها صدفة متعمدة جمعتهما في لحظة ضعف ...كما انها ارتاحت ..على الاقل ليست الوحيدة التي تواجه المصاعب في حياتها...لقد قصت لها الكثير عن نفسها ..حكايتها..وكيف انتهى بها المطاف الى هذا القصر المخيف بجانب زوج لا تطيق رائحته حتى ..
(اين كنت ؟ )
صدى هذا الصوت الموحش أرجاء القصر المولع لتستدير ببطأ تواجهه بنظرات حسرة وخوف فقابلتها عيونه الشرسة تنوي افتراسها عن حق ...كم هو جميل في غضبه و حزنه و سعادته جميل في كل اوقاته الا وقتهما معا يعنفها كأنها دمية على شكل انسان حتى أنه يلعب بها أوقاتا باشكال عنيفة و مقرفة ... تظل فيها صارخة مترجية ان يتركها لكنه يأبى الاستماع إليها. ..
(سالتك اين كنت...!؟؟.هل انت صماء ام ماذا اجيبي )
افاقت من افكارها على صوته الصارخ فاستجمعت قواها لترد بخفوت:
(خرجت قليلا فقد انتابني غثيان فظيع )
ضحك ..نعم ضحك بقوة ليتجه نحوها ممسكا اياها بعنف يهزها بقوة ثم صرخ فيها قائلا :
(تهربين مني ...انا بعدما احضرتك من بيوت الزانية والعاهرة ..تهربين من احضاني ... بعد ان اشبعتك هوى في نفسك الميتة ..ترتدين ثيابك سفرا بجسمك بعيدا عني ..اي عاهرة انت فقط اجيبيني .. )
اخذت تشهق ألما على كلامه الفظيغ الذي اصابها في مقتل. ..اهذا فادي صغيرها الذي كان يمطرها كل صباح بكلمات هيام تنسيها ماضيها التعيس. ..لا ليس هو...هذا شخص لا يملك الرحمة لا يملك قلبا حتى كزبائن الجحيم التي كانت به ظلت تحدق بفراغ وهو يكمل مقال العذاب باحرف من دم ويده تحفر في باطن ذراعها النحيل...
(تكلمي.. )
افاقت من شرودها على صرخته القوية وهي تنتزعها من الماضي الذي عاد بها الى لحظة مشابهة لهذه اللحظة بالذات .....وهي توزع المشروبات على طاولات الزبائن الذين يشاهدون الفتيات ترقصن لتسليتهم نعم كانوا يرقصن ويتمايلن برشاقة الغزلان ثم ينزلن للزبائن منتظرين البقشيش الخسيس كالعادة الا القليل يكملن عرضهن ثم يخرجن ....من بينهم صديقتها القديمة نهى...تلك الفتاة الشرقية بجسدها وروحها النقية التي افسدتها سوداوية هذا المكان ..زوجها المبتذل قاسي القلب تركها بولدين كملائكة الأرض ولم يعنها فيهما حتى ..فلا ذرة رجولة به ولا نبض حب بقلبه الشبيه بالحجر..تهاونت نهى وسقطت لتبدأ طريق التعاطي والسرقة و حتى وصلت للزنى لكنها نجحت في الخروج من تلك الهاوية بفضل أطفالها المستنجدون بها..... بأمهم ضريرة الروح والعقل لتتغير طالبة القوى من ربها الأعلى ثم تباشر عمل اشرف قليلا من الذي قبله فترقص ليلا وتربي نهارا اي امرأة بهذه القوة والجدارة انها امرأة بألف رجل عن حق....أكملت توزيع المشروبات حتى وصلت للطاولة الحبيبة لقلبها ...للسيد فادي ساعد ..ابتسمت عندما راودها الإسم الجميل وتقدمت من الطاولة برشاقة وقد تزينت من قبل كعادتها كل يوم مجبرون على التزيين وارتداء ما يثير وما يبهج ...رأته وهو يبتسم هو الآخر يفرد كرسيه ككل مرة مستقبلا اياها وكانها احدى الفتيات الأغنياء من ذوي الطبقة الرفيعة ..جلست ابتهال برزانة ثم ناولته المشروب وهما لا يزالان على ابتساماتهما كالأطفال المفعمين بعشق الطفولة ....تحدق به باعجاب ثم ارتشفت قليلا من العصير عله يطفأ نار شوقها ورغبتها به لتستجمع بعض من القوى لديها وتقول بخفوت :
(اهلا فادي تستمر بالزيارة كعادتك ..)
تنحنح فادي ببطأ ينظر لها بشهوة بادية ليرد بخفوت مماثل:
(أنا لا آتي الى هنا سوى لأراكي ..فلا بهجة هنا في المكان سواك ...انت مثال المصباح المشع في سواد الظلام ومثال القارب المستنجد في بحور الغرق ...عيونك بحد ذاتها نهر الأموات يجذب اي مار بجمالهما المميت ..انا لا آتي لهنا سوى لرؤيتك ..)
تلألأت عيونها بدموع حبيسة لم تقوى على الخروج وهي تحدق بسكون وملامح الدهشة تعتلي وجهها البشوش أفعلا اعترف لها بشكل غير مباشر عن اعجابه بها وكيف لا وهي تحاول اغرائه بشتى الطرق وقد وقعت في حبال عشقه تحلم به نهارا وليلا وتهذي به في نومها حتى ...أفعلا فادي يحبها بعد كل تلك اللقاءات بهذا المكان المقرف ...اينظر لها كفتاة شريفة نقية الروح عكس العاهة الموجودة فيها ...لاتصدق...سيغمى عليها من شدة الصدمة ...هل سيتحقق احد احلامها البعيدة شبه المستحيلة .... اقشعرت فجأة على ملمس يده الخشنة تتجول على ذراعيها المكشوفتين فرفعت عينيها تحاول استجماع بعض الكلمات المفهومة لطرحها لكنها لم تجد الوقت وهو يقترب منها يقبل ذراعيها صاعدا لعنقها ببطأ فتفيق من صدمتها دافعة إياه بقوة ومع صفعةاخرى صدى صوتها انحاء المحل ....توقفت الموسيقى واستدار الجميع بما فيهم مديرها السمج ...يلاحظون المنظر الجديد لتسليتهم الممثل في النادلة المثيرة تقوم بصفع اكبر زعماء المافيا فادي ساعد .....
.......كان فادي على وضعه يسوده ذهول مماثل ...كيف استطاع الاقتراب منها والبوح بتلك الكلمات كيف سمح لنفسه فلا مجال لروحه الجائعة لها وهي كل يوم تزداد جمالا في المكان القذر هذا لكن سيؤخذها معه وسيكون هذا اليوم قريبا جدا ...لكن كيف استطاع؟..كيف ؟؟ .....
لم تتجرأ على الكلام حتى وهي ترى مديرها متجها نحوعا ليمسكها من ذراعيها بقوة يهزها بعنف قاذفا اياها بأبشع ما سمعت في حياتها استطاعت تمييز بعض الكلمات من بينها :
(يا فاسقة وتتجرئين على ضرب اسيادك وانت سوى عاهرة )
ثم هبطت على وجنتها الناعمة كفه الخشنة في حركة قوية افقدتها توازنها لتسقط على الأرض مغمى عليها من هول الضربة وهو لا يزال متشبثا بها ثم لم تتذكر شيئا
بعدها سوى لمحات قليلة عن هجمات وضربات بالاعيرة النارية اصوات صراخ متداخلة للفتيات والرجال ... ومنظر فادي يتهجم على مديرها السمج مصوبا نحوه مسدسه الذهبي ...لتستيقظ بعدها في غرفة مظلمة في هذا القصر الموحش مع فادي الذي وفجأة اصبح زوجها ....لم يترك لها الخيار وهو يقتحم الغرفة بهمجية ليجثو امامها وهي لا زالت في حالة هلع لا تعلم مكانها أو مالذي اصابها ....امسكت تنورتها الممزقة لا تعرف كيف تمزقت او متى تحديدا ثم قالت بضعف شديد :
(ماذا حصل فادي بالله عليك ارجعني لغرفتي وسكني )
لاحظت ارتجافه الخفيف لينهض بهيمنته قائلا بحدة :
(أية غرفة واي بيت تتحدثين عنه ...بيتك هنا من الآن وصاعدا ستصبحين تحت حمايتي فتلك الحادثة غيرت الكثير من الاشياء وسوف أحرص على عدم تغير المزيد....ارتدي هذا والحقيني )
ثم رمى لها فستان بني اللون غريب الشكل طويل الساقين أكمامه من الدانتيل المتشابك على شكل ورود وسطها مفتوح وعلى جانبيه ثغرات مزركشة ... كان لامعا بشكل يجذب النظر وطروزه مرقعة بالالماس المصطف مما زاده جمالا ولمعانا.....
و خرج دون كلمة أخرى تاركا اياها في حالة صدمة وهلع لا تعرف ماذا حصل أو ماذا سيحصل .....
على الاقل هي مع فادي ملاذها الآمن وفارس احلامها لكنها لا تعلم مالقادم ....تقدمت تمسك الثوب بأصابع مرتجفة ثم خلعت اشلاء ثيابها الممزقة لترتديه ببطأ وكل شبر من جسمها يؤلمها وعندما اكملت استدارت للغرفة بعيون فارغة تتأملها ....كانت فخمة الطراز بأثاث باهض الثمن وعطور لم تميز ايا منهم مشت بضع خطوات نحو المرآة المنقوشة برسومات اعجمية زادتها رونقا لتقابلها كدمة حمراء ستصبح مزرقة فيما بعد بسبب مديرها لتعود بها الذكرى لما حصل كيف ستدبر منزلا جديدا بعد فعلتها ...اين ستبيت من اين لها المال ..هل ستتوسل .....يا الهي ..يا الهي
وما كان لها إلى ان شرعت في البكاء
..لا تعلم ماذا تفعل لذا جلست بحسرة تنتظر نهايتها المحتومة ...هل سيرميها خارجا لتبقى فريسة الطرقات والمارين .....
وبعد عدة ساعات دخل فادي بحلة سوداء أطلت على وجهه البهي لتزيده كمالا وجاذبية كان فارس الأحلام عن حق .....تقدم نحوها ببطأ وهي لا تزال تتطلع اليه بدفأ وخوف ....وملامح الدهشة تعتلي وجهه هو الآخر كيف هي جميلة بهذا الثوب كأميرة هاربة من كتاب الأساطير ...مشعة بجمالها والفستان اللعين لا يزيدها الا جمالا .....
أنت تقرأ
صدفة قاسية 🔞
Casualeوأغار من غريب يرى عينيك صدفة فيغرم بهما ...كيف لا وهو يهيم بعيون الرمل الذهبية ....شرقية اجتمعت فيك الثقافات..... ...... لتكون مثالية في عيوني فقط ......