كنت لا أزال أنظر للنافذة عبر الزجاج الشفاف.... المطل على الحي بعماراته العتيقة حمراء اللون
أرى العديد من الأطفال وكالعادة أتذكر انه يوم العطلة
...أي يوم راحتهم وحريتهم الذين يتحولون فيه إلى وحوش من نوع آخر ...
إبتسمت ببرود أراقب هذا الجو الممل وأنا أعتب على حظي كما أفعل دائما.....دجيجهم عالي ولعبهم يغضب
....لازلت أتذكر يوم خرجت بتنورتي البيتية صارخة وشعري يقف معي رافضا هذا الاستعمار مثلي
...لأمسك ولدا بالخامسة فأفجر كرته امام عينيه ولا أنسى أن أتوعد فيه بتفجير رأسه ان تجرأ وفعلها ثانية .......
من يراني يحتسبني هادئة مستكينة لا أقوى على الكلام حتى.... فمظهري يوحي بالطفولة الناعمة والانثى الرقيقة
...لكنني عكس ذلك فآية التي لا يتجاوز عمرها السابع عشر....
.... قد تهزم كل من يتحداها ليس فقط بقوة جسدها بل بشجعاتها وحدتها الصارمة.....
لا يصدق أحدهم هذا الكلام.... قد يظنه فارغ ...او شيء من الخيال...هل من الممكن أن تضاهي قوة هذه الفتاة الصغيرة قوة العديد من النساء الأخرى....إنها ضعيفة الشكل حتى تكون في مظهر طفلة لعشرة سنين.....
ولكن بالرغم من مظهرها الخارجي الذي لا يقارن مع قوتها الداخلية الا انها تبقى لغز حير كل من رآها...
....وفي جلستها سمعت صوت مفتاح الباب فاستقامت معدلة نفسها ذاهبة لتسأل امها
.....عن أحداث هذه القصة المخيفة ....التي لم تفهم منها شيء....بل بقت تحدق في نافذتهم بإبهام واستغراب... واقعة ضحية التفكير الذي نهش روحها بحق
... دخلت أمها شاحبة الوجه تكاد تقع من شدة التعب والإجهاد ملامحها لا تبشر بالخير إطلاقا
....سقط قلب آية من شدة خوفها وماتت القوة التي كانت بقلبها فما كان لها الا أن تسألها بصوت باهت قريب لصوت الأموات :
(بماذا حكم القاضي يا أمي...؟!)
نظرت إليها أمها بعيون حزينة على طرفها دمعة خائنة لتسقط وتزيد من الوضع سوءً اكثر مما هو أسوء ثم قالت بصوت يرتجف خوفا :
(لم يكن هناك أي قضاء...فإن دخل إبن خالك السجن لقتلوه دون رحمة...لا أعلم للآن كيف توصلوا لحل لا يشتمل قتله...)
ارتاحت في قلبها لسماع هذا الخبر رغم أنها ناقمة لذلك الرجل الذي دمر سيارتهم وحياتهم ثم أعادت سؤالها بحيرة :
(..هذا جيد...لكن هل قرروا تركه فقط ..؟)
وعند تلك اللحظة شرعت أمها في البكاء بهستيرية قائلة وسط بكائها الشديد بكلمات أغلبها غير مفهومة :
(قرروا عقد صلح لكلا العائلتين بزواج كل من بناتنا لاولادهم )
سقطت آية مرتكزة على الحائط تشعر بغصة تؤلم صدرها بل وتمنعها عن التنفس وبصوت لا تعرف كيف خرج منها ردت عليها باستغراب :
(ما هذا القرار الغبي ؟...ألا زلنا في عصر الجاهلية ...نزوج محلا للثأر ...وهل بقى ثأر ...الا ايمان في قلوبهم ...تبا...لقد توفى إثر حادث...لما يحاولون إدخالنا في حرب لا نهاية لها....)
ثم سكنت قليلا محدقة في الفراغ أمامها بحزن لتكمل كلامها بضعف :
( هل سيزوجوا دعاء الى واحد من أولادهم .....فهي ستتحمل ما حل على أخاها كونها اخته الوحيدة المتبقية دون زواج....كارثة والله كارثة )
نظرت إليها أمها بنظرات وجع لا تطمئن أبدا وردت عليها بتلعثم :
(ولأن السيارة كانت سيارتي قرروا معاقبتي أيضا بزواجك من عابد أكبر أحفادهم ...)
شهقت آية ثم صرخت بصوت يوقض الأرواح من قبورها لينتهي بها المطاف مغمى عليها من شدة صدمتها......
أنت تقرأ
صدفة قاسية 🔞
Aléatoireوأغار من غريب يرى عينيك صدفة فيغرم بهما ...كيف لا وهو يهيم بعيون الرمل الذهبية ....شرقية اجتمعت فيك الثقافات..... ...... لتكون مثالية في عيوني فقط ......