جزء 21

2K 33 10
                                    

(لم أفهم شيئا من هذه العائلة الغريبة فعلا دقائق وسأجن... )
التفتت آية ببطأ تلمحها بريبة لتقول بخفوت محدقة فيها :
(شرفت العائلة حبيبتي ...ستصدمين كل يوم مع مؤمن )
ابتسمت ابتهال ببطأ لترفع يديها مشيرة للخاتم باصبعها ثم قالت وعنبر تشاهدهما بسكون :
(لكنني من عائلة ساعد مرحبا بك انت في مؤمن .. )
ضحكت آية بلطف لترفع عينيها بثقل تتأملها ....ملامح طفولية وعيون صافية روح نقية وكانها ملاك ظاهري ثم ردت عليها بحيرة :
(إنك صغيرة على الزواج )
فتحت ابتهال عينيها باتساع لتضحك هي الاخرى بجمال ثم قالت :
(ليس بصغرك على الأقل )
ثم ضحكن جميعهم ...من هته الحالة المزرية التي هن فيها ..على الرابعة صباحامن يتشاجر ومن ينام على الكراسي ومن يعشق بهوى ومن يتأمل البحر .....ثم قالت عنبر وهي تحدق بهما بود:
(لم تحن لنا الفرصة لنتعرف أحب أن أعرفك آية هذه ابتهال صديقتي الحبيبة )
ابتسمت آية بمحبة لتلتفت عنبر نحو ابتهال مكملة تعريفها :
(ابتهال هته آية زوجة ابن عمي و صديقتي أيضا )
أومأت لها بتهذيب  ثم اقتربت  منهما لتقول بحماس :
(هذا اليوم جنوني )
ثم أرخت رأسها نحو الأسفل بسعادة تبتسم للنسيم الصافي .....
ثم أرجعته تقترب من الفتاتان وهما يعانقاها وكأنهما صديقات العمر ليس فتاتان تعرفت عليهما اليوم .....
.....بعد مدة زمنية قصيرة اتجه عابد وراسب الذي استيقظ على صوت الهمسات فوقه ليفتح عينيه بثقل يرفعهما لا يعرف مالذي يجري أو اين هو فينتظر ساكنا يحاول التذكر ليلتفت يلمح أمه الضاحكة واخاه معانق اخته رفع يديه يحك عينيه بتكاسل ليستقيم وأمه تعانقه وتقبله قائلة :
(صباح ااخير يا سبع الرجال يا بطلي )
فتح عينيه باتساع ليرى الشارع الفارغ امامه والهواء البارد الذي يلسعه فقد الذاكرة للحظات ليرفع رأسه للسماء ويقول :
(هل مت وانا في الجنة ؟ )
فتصله الإجابة على شكل صفعة في عنقه من عند أخاه الأكبر ....التفت راسب يتأوه بوجع ليهمس بصوت مسموع:
(أظنها جهنم اذا )
ضحكوا جميعهم بقوة لتعانقه فيروز فيستجيب اليها ضاما إياها  بحنان .....
اتجه  نحوهما وهن يضحكن ويتناقشن بلطف فقد مر من الوقت ما جعلهما منسجمان في الحديث  ...
(هل نذهب ؟ )
التفتت زوجته بكبرياء لتتبع خطواته ثم رفعت عيونها الرملية ببطأ تتأمل ملامحه  لترد عليه بخفوت :
(نعم نستطيع ... لكن سنوصل ابتهال أولا لمنزلها ثم نتجه لبيت أيوب نوصل عنبر والى ذلك الوقت أريد استقلال السيرة معهما تتبعنا أنت وبالطبع بعد اذنك)
ظل يتمعن مصغيا لكلامها المهذب لكن ما لفت انتباهه هو عنبر التي سيوصلعا الى أخاها بعد هذا الوقت الطويل ...أربع سنين كانلة لتتذكر بيت والدها رحمه الله ..هذا الوضع لي يوحي بشيء غريب...ثم ابتسم قليلا متاجهلا الظن ليقول :
(حسنا لا مشكلة لنوصل أمي والآخرين لبيت وجدي والى ذلك الحين ستظل سيارة صديقتك ورائي لا تغيب عني ولا ثانية.. )
أومأت آية بتهذيب لتستدير للفتيات منادية اياهم :
(هيا يا فتيات ... )
تبعتها الفتيات يسرن برشاقة ليستقلن سيارة ابتهال التي كانت تحدق براسب الأخ الصغير كما تسميه صفاء كان مملوءا بالأعشاب حتى شعره لم يسلم منها وكانه قضى ليلته في غابة استوائية على الأشجار بين اوراقها ...ابتسمت دون وعي  على افكارها السخيفة...كيف سيكون منظره ؟؟..كرجل الغابة مثلا يا الهي سيكون مضحكا للغاية...يواصل فرك عيونه بقوة انها تحرقه ..هل التهبت من الهواء الملوث ...تبا؟؟ ليتوقف فجأة يحدق في الانثى أمامه بشعرها الأسود الطويل وعيونها السوداء المخملية تنحدر كاللوز في تصميمها ..تبتسم قليلا والجو امامها لا يزيدها إلاجمالا .....بقى صامدا يتأملها وهي تبادله التأمل وقد اختفت ابتسامتها فور رؤيتها له يحدق فيها بريبة  ثم استدارت على صوت آية تناديها فتدير وجهها ببطأ ليس قبل ان تلتفت له الالتفاتة الأخيرة ولم يخب أملها كان لا يزال في نفس وضعه
........
والسيارة الأخرى استقلها عابد وأخاه المستغرب من تلك الانثى واخته الهائمة  وامه السعيدة بهذا اليوم ...ستسجله عيد سنوي ....كل العائلة اجتمعت في تلك السيارة مبتسمة بجمال ....
....اوصلو فيروز وصفاء وراسب الى القصر وبعد عدة محاولات واتفاقات ومعاهدات مع السيدة فيروز  لتسمح لهم اخيرا بالفرار دون المبيت وكما أمرهم كانت ابتهال تتبعهم بالخطوة الواحدة ...حتى كادت ان تصدم السيارة لشدة تقاربها الشديد.....ثم قاموا بايصال عنبر لشقة أيوب فهبطت مودعة اياهم ترفض تركهم كان يوما حافلا بالمفاجآت ...والسعادة بالرغم من بدايته المأساوية ....هل لاحظ وجودي ؟؟هل سأل عني ؟هل قلق غلي كما اموت قلقا عليه؟؟يالهي خالد كم من الوقت سأعطيه لك لتفهم مدى حبي لك كم كم ؟؟.....ثم اتجهت الى المصعد الكهربائي ببطأ كانت السادسة صباحا الكل نائم حتى العصافير لم تزقزق بعد ...تأفأفت عنبر بنفاذ صبر سائلة نفسها :
(هل يمكن ان يكون مستيقظ )
اتجهت نحو الباب عند فتح المصعد لتدق الجرس وتنتظر لكن لا اجابة ...انتابها خوف شديد لتدق ااجرس باستمرار ...ثم بعد دقائق قليلة سمعت ضوضاء ثم صوت فتح الباب يليه وجه أخاها الحبيب الذي قابلها بملامح الصدمة  ....ابتسمت بحنان لترمي الحقيبة عند الباب واتجهت إليه تعانقه بقوة شديدة  وهو لا يزال في حالة صدمة ثم قالت بحنان :
(اشتقت لك حبيبي يا إلهي وكأنني لم ارك متذ دهر .. )
ثم عانقته بمحبة تستمد منه بعض من الثقة التي فقدتها اليوم مع زوجها  ....
(من التي تناديك حبيبي ؟؟ )
استدارت عنبر على صوت انثويمن ورائها  لتصدم وهي تقابلها امرأة ترتدي قميص قصير للغاية وانتفاخ بسيط على بطنها بينما شعرها الأسود منسدل بجمال و علامات قذرة لا تخطأها ابدا منتشرة على جسدها....ضربت عنبر صدرها بقوة لتلتفت بهلع نحو ايوب الذي كان ينظر الى الأرض بخزي ....
...........................................................
بعد ايصال ابتهال الى بيتها نزلت آية من السيارة تعانقها بحنان واعطتها رقمها لتتصل بها في اي وقت وتكون لها بمثابة عنبر ثم اتجهت عند عابد مكملة طريقها الى البيت بعد توديع ابتهال  ...التي دخلت بحذر وركنت السيارة بخفوت شديد ثم اقتحمت المنزل تتفحص اذ كان احدهم مستيقظ لكن حمدا لله خطتها نجحت لأول مرة....صعدت الدرجات القليلة لغرفتها فقابلها فادي النائم على الأريكة بعذاب وبين يديه شيء يلمع في الظلام لم يتبين محتواه تحديدا لذا اقتربت مستجيبة لفضولها الذي ينهشها ..ماذا يكون هذا الشيء اللماع؟؟ فطالعتعا صورتها الضاحكة في اطار زجاجي كان سبب لمعانه ....تشكلت على جفونها دموع حبيسة انه يعانق صورتها حتى في غيابها عنه ....هل يحبها لتلك الدرجة التي تجعله مهووسا بها .... ثم اقتربت منه تقبل عنقه باشتياق ثم وجهه وهي تعانقه حتى استيقظ مستغربا لكن ما ان رأى ملاكه الجميل حتى زاد من ضمها اليه وهو يقبلها اكثر وأكثر ....رفعت رأسها تطلب بعض ااهواء ثم حدقت ترى عينيه بحب وقالت :(أنا احبك فادي ... )
ابتسم بهوى على تفاضيلها الجذابة الطفولية ليرد بخفوت :
(وانا اعشقك عشق الأموات يا طفلتي وما لي في هذا الكون ...حياتي انت ....حياة مكونة لي في ابتهالي الصغيرة )
ثم دغدغها برفق على وجنتها لتضحك بلطف ثم توقفت ترى نظراته التي تحفظها عن ظهر قلب ...نظرات الجوع والاشتياق لها...فرفعت يدها لقميصه تفتح ازراره ببطأ ثم تبدأ بتقبيله بقوة ....وقد كان متساهل معها ....كأن الحياة اعطتها هدنة اليوم من مغامرات وحنان بالغ ....كان حافلا بالمرح ....................................................
في الطريق صامتين كطريق المجيء لكن الفرق انه كان مبتسم وهي لا تعرف سبب هذه الابتسامة السخيفة مما سبب لها البغض وهي تتجنبه ناظرة للتافذة وقبل الوصول ؤكن عابد سيارته على طريق عام استغربت آية لتستدير تسأله فوجدته قد غادر  السيارة متجها للصيدلية وهي لا تزال في ريبة دقائق مرت كالساعات وهي تشتم تنتظره بفارغ الصبر . ليظهر وهو يحمل كيسا لا تدري محتواه ...اقترب حتى صعد السيارة ورمى الكيس في حجرها لتتأوه بغضب ..نظر فيها عابد بملل ليقول بسخرية :
(هل كيس صغير آلمك حبيبتي ..)
فتحت عينيها تدريجيا على كلماته الودية ...هل دعاها بحبيبتي ؟لا والله لم تخطأ ...مأجملها كالعسل من فمه ابتسمت ببطأ لبتناول الكيس ترى محتواه ففاجئتها عدة علب لاختبارات حمل ...ضيقت عيونها بريبة لترفع رأسها سائلة:
(لما كل هذا العلب ؟؟علبة واحدة تكفي )
فاستدار محدقا فيها بحنان وعيونه تلمع ببريق خلاب ثم رفع يده يتحسس بطنها لتغمض عينيها على لمسته  الخفيفة ةشعلت فيها نارا لن يطفأها سواه ...ثم فتحتهما على صوته الوقور يقول:
(لنتأكد من وجود ابني )
ظلت تحدق به بفراغ لتقول دون وعي :
(وان كان سالبا ؟)
لم يفقد ابتسامته ولم يبعد يده بل بقى على وضعيته ينظر لها بعشق و قال :
(لا مشكلة ستحملينه لا شك ..)
تأفأفت بنفاذ صبر لتستدير متجاهلة اياه تحارب الإبتسام بصعوبة وقلبها يرقص لفرحه ...انها صغيرة على الأمومة لكنها كل يوم مع عابد تحس بالانعاش الجديد وكأن الحب يزودها بالعمر الطويل ....................................
بقت صامتة تحدق في كلاهما بصدمة لتتنحنح ببطأ وكانها ستسقط فاقترب منها ايوب يمسكها برفق فتدفعه بعنف صارخة فيه فاقدة الباقي من سيطرتها :
(من انت....صدقا من انت ....فقط قل ان الذي يدور بدماغي ليس صحيح وانك لا تعرفها ومجرد عابرة سبيل اعنتها ....قل انك لم تعذب أباك في قبره بعد تربية عمر يا قذر ...)
لم يقوى على  للرد حتى وهو ينظر للأرض بخزي وقهر ليست عنبر ارجوك انها الحنان المتبقي له من أمه ....سقط على الجدار صامتا فلطمت عنبر وجهها بقسوة واعادن لطمه عدة مرات حتى اقترب منها أيوب يمنعها وهو يقول بضعف :
(ارجوك لا تفعلي ...لا تفعلي ...)
كانت لؤلؤة تشاهد الوضع بضربات قلب متزايدة ...اهذه زوجته ؟؟ انها لا تشبهه إطلاقا وكما يعرف عائلة مؤمن تجذبهم العيون الملونة ....من هته تحديدا  ....لكن ايا من كانت ايوب لها وحدها لذا تقدمت منهما بخلياء تحدق بعنبر لتقول بخفوت :
(هذا البيت بيتي وأعلم انكي زوجته ...ات هذا الصلح مؤقت وسترجعين لأهلك اما عني وعن ايوب فينتظرنا طفل أرجو منك مراعاة الظروف فأنا اسكن هنا منذ سنوات وايوب صديق العمر وحبيب القلب وأب الوريث وهذا كان قبل ان تولدي حتى يا صغيرة ..)
رفعت عنبر عيونها تنظر لها بصدمة لتعيد دفع ايوب الذي كان ينظر  بقسوة للؤلؤة وكأنها فعلت خطأ حياتها .... اقتربت منها بثقة تتحداها رغم أنها قصيرة جدا عنها لا تصل إلى صدرها حتى وقالت بحدة :
(هذا البيت بيتي ونسبة ملكيته منسوبة لي يا صغيرة  وأنا عنبر مؤمن ...أخته ليس زوجته ...أغراضك  مهملانك انت وزوجك والى الخارج ...)
هل توقف قلبها ؟..نعم توقف وكأن التنفس غاب عنها ونست كيف تحيا ...انها المرة الثانية التي يوقعها لسانها الغبي ...يا الهي انها عنبر مؤمن ....لكن كيف لم تعرفها وهي رأتها عديد المرات ...هل ستطردها من بيتها التي عاشت به سنوات الطفولة ....تنحنحت قليلا  لتسقط ارضا ببطأ ثم رفعت رأسها تنظر لها بترجي قائلة :
(هذا ليس صحيح انه بالتساوي مع أيوب  )
ظلت تنظر لها باحتقار ...هل تتحداها هته الفتاة ؟يا الهي فقط كيف لم تزر ولم تكتشف هته الخيانة ...كيف يا ايوب بسبب ثقتي العمياء بك ...بسبب حبي لأخي الكبير لنسخة ابي الحبيبة ثم هزت رأسها تمنع تذكر والدها لكي لا تنهار امامهما وقالت ببطأ:
(أبي سجل النسبة الأكبر لي لأنني الفتاة وكأنه علم ان لحظة كهته ستقع ....والآن اغراضك )
والتفتت لأخاها الذي كان لازال ينظر للأرض وشيء به  يلمع ليرفع رأسه يحدق بها وعيونه تدمع ....آلمها قلبها ...آلمها قلبها بشدة لتسقط دموعها دون وعي انه نقطة ضعفها كيف ولا ... ثم طلبت القوة من الله لتصرخ في كلاهما :
(اخرجا من بيتي )
تراخت ذراعي لؤلؤة على الأرض لتحدق في ايوب منتظرة أي اشاره ليدافع عنها وعن حق ابنه لكنه كان ساكن يرفض حتى مجاراتها ....بظأت بالبكاء ...ماذا تفعل هذا بيتها ....هذا حجرها ومحل نقائها ....وذكرياتها ....هل ستخرج منه ....هل ستطردها دون رجعة ..  وخزة اصابت قلبها الضعيف ...طرد ! ...هذه الكلمة تترك لها ذكريات مريضة عن ماضي قاسي عاشته من بيت والديها الى الميتم الى بيت المتشردين ...ولكن ليس الى بيتها مع زوجها ....حاولت الوقوف بضعف لتلتفت نحو عنبر  وقالت بثقة زائفة تستفزها :
(كيف سيكون منظري وأنا حامل بأبن مؤمن في الشوارع هل سأخرج اطلب الرحمة من جدك او جدتك ..انا لم أشأ تتبع هذا الطريق ...لكن ماذنبي ان لكم تقاليد صارمة ...انت لا تعرفين حكايتي أبدا..)
شحب عنبر وجهها ليصبح كوجه الأموات ...جدتها ...لم يؤلمها ذكر جدها بقدر الجدة منى تلك رغم أنها  زوجة جدها لكن ستشوه نظرة أباها في وجه فرحات ....تنهدت بألم لتهمس في نفسها :
(آآآه يا أبي لمن تركتنا لمن حبيبي )
مثال الرجولة ..والحنان والتواضع والمحبة عكس اخوته تماما فأم ابي علمته كل ما هو حلو في الحياة قبل موتها لتترك جدي في حسرةمع منى سيدة الحقد والذم .....
استدارت بخلياء تحدق بها بتشفي لتقول وابتسامة تظهر على وجهها بسخرية :
(ستدفنك انت والذي ببطنك حية ولن تكوني محل شفقتها ابدا اذ كان هذا ما يبثك بالأمل ..)
ظهرت ملامح الخوف على لؤلؤة لتبدأ بالارتجاف فعلا وبطنها بدأ يؤلمها  ....وضعت راحة يدها على بطنها لتهز رأسها نفيا ثم قالت دون وعي :
(ألن يتقبلوه انه  مؤمن ؟)
اغمضت عنبر عيونها يتعب شديد من صباحه لصباح اليوم الذي تلاه لتفتحهم تحدق بها بريبة وهته الفتاة أمامها تتوجع او تتصنع ملامح الوجع ...اقتربت منها تمسكها من يديها لتقول بخفوت:
(صحيح انه مؤمن لكن من انت ...)
رفعت رأسها تنظر بهلع من هي ؟ هي متشردة كانت تبيع المناديل الورقية بالشارع ذات يوم ...هي فقيرة طردها والداها بقسوة لتلجأ لدار الأيتام  ..هي التي لا تحمل كنية .....هي نكرة
شرعت في نوبة هستيرية من البكاء والوجع يزداد على بطنها فتعتصر يدها أكثر و اكثر ....فتحت عنبر عيونها باتساع لتقبض على يدها بقوة تبعدها ولؤلؤة تهمس بوجع :
(انها تؤلمني ....ابني يتعذب ..)
استدارت عنبر لأيوب الذي كان مثلها شبه مصدوم ...لتنادي عليه بقوة:
(تعال ساعدني نأخذها للمشفى ...اسرع انها ليست بخير ..)
ثم التفتت ثانية لها لتهمس بخفوت:
(حسنا لا نقلقي لن اطردك فقط توقفي عن البكاء وحاولي التنفس بانتظام ...)
لم ترتح لؤلؤة ابدا بل زادت نسبة بكاؤها ....لا تريد طفلها منبوذا ...تريده صلة تربطها بعائلة ما تنتمي لها  .....
اتجه ايوب يربت على شعرها وهو يقول بخوف:
(يالهي لؤلؤة حبيبتي لا تقلقي ثقي بي لن يمسكما احد فقط تنفسي وتوقفي عن البكاء )
عانقته لؤلؤة ببطأ وهي تتشبث به بقوة شديدة انه عائلتها الوحيدة ...إنها تعشقه ...وصارت تبكي على كتفه  وهي تشهق ألما  ليسألها ايوب وهو يربت على ظهرها بحنان :
(هل تتألمين هل آخذك للمشفى ...)
هزت لؤلؤة رأسها رفضا لتقترب اكثر وتقول بصوت خافت جدا شبه غير مسموع :
(أريدك بجواري فقط )
ظل يربت على ظهرها بحنان ليطبع قبلة على قمة رأسها يغمض عينيه بألم وهو يسأل نفسه :
(ما العمل الآن ؟)
ليتلفت قليلا يحدق في اخته التي غطتها الدموع حتى احمرت عيونها ..تتكأ على الحائط بضعف وهي تنظر بفراغ.....عاد بنظره الى لؤلؤة ليرد عليها ببطأ :
(لن اتركك ابدا)
.....بعد مدة راحت لؤلؤة في سبات عميق من فرط البكاء ليتركها على الأرض متجها لأخته ....يحدق فيها بخوف ....كانت قد بادرت بالحديث قائلة :
(منذ متى ؟)
رفع عيونه المزرقة ببطأ ليقول بخفوت:
(منذ وقت طويل جدا ....)
اهتزت مقلتا عينيها باهتزاز طفيف تلمحه بقسوة ...لتقول بحدة :
(ولما ليس لي علم ؟)
تحركت أصابعه بتوتر يمنع نفسه من الصراخ بألم ليقول بانقباض :
(ماذا سأقول ...أنني تعرفت على فتاة صدفة في الطريق وساعدتها مع صديقتها ...لأقع في حبها ...وأنوي الزواج منها ...)
ثم رفع رأسه فجأة يحدق بها ليواصل كلامه بصوت مرتفع :
(لكن من نحن عنبر   ...نحن كالعبيد عند منى...انا احب انا لي احساس وشعور ورغم انني في عشق فتاة اخرى تزوجت لقواعدهم الغبية رغما عني ...لكن هناك ما أنوي فعله ....ان فعلي للصلح يجعلهم خاضعون لقراري ...يتقبلون  حب حياتي رغما عن أنوفهم )
خانتها دموعها وخانها قلبها الحساس من تخدع انه ابن أبيه  ...انه أخاها....لقد أحب كما هي تحب خالد بجنون ...تقسم في نفسها لو اختاروا احدا غيره لكانت هربت بنفسها من هذا الظلام ....ابتسمت فجأة وهي تطالعها ذكرى أمها تحدثهما بخفوت :
(أيوبتي وعنبرتي الصغيران .....إن الحب شيء فوق المستحيل ...ان كانت القطة لا تطير الحب يجعلها تطير ...)
تجهمت ملامخ عنبر بحيرة لتقفز بغضب ترد على أمها بحدة:
(لكن القطة لا تطير ولا شيء يجعلها تطير )
ضحكت أمهما بعفوية على برائتها لتقترب تجلس بالقرب منهما وأيوب يلعب بطائرته الحربية وكأنه لم يسمعهما قط منشغل بقيادته المنظمة لتقول أمهما بعطف وهي تعانقهما بحنان  :
(اذا سترينها تطير ..لكن فقط ان كنتما تحبان بصدق ...)
.........(هل طارت القطة ؟)
بقي يحدق فيها باستغراب ؟ اي قطة و أي طيران مالذي تتحدث عنه ...هل جعلها كلامه تجن ... ليقول ببطأ سائلا إياها:
(أي قطة مالذي تتحدثين عنه )
ابتسمت بمرارة لتستدير عنه ...لقد نسي ذكرى والدته ...لقد نسي اقوالها الحلوة ....وحكمها التي لا طالما تحققت معها وكأنها كانت على يقين ما سيحدث معها في المستقبل ...هزت رأسها بعنف لترد عليه :
(إذا أنت لا تحب ...)
ضيق عينيه بشدة وهو يحاول فهم ما تعنيه ....قطة ؟قطة؟قطة؟ ليفتح عينيه فجأة قائلا بوهل :
(بل أراها تطير وتزحف وتسبح و تغوص ...كانت على حق أنا أرى المستحيل عندما أكون بجوار لؤلؤة  ...ولم أمسسها قبلا ....لا تنظري لي بتلك الصورة أرجوكي ....)
التفتت بغضب تراه باحتقاى لتقول بضعف :
(كيف تريدني ان اراك بالله عليك وأنا  أراها.... بطنها منتفخة و علامات لا أخطأها ...)
امتقع وجهه بشدة حتى أصبح ينافس الطماطم في الإحمرار....كيف سيفسر لها الآن و تلك الشقية لا تتوقف عن اغرائه لمجاراتها على جسدها الحر ....تنهد بتعب وهو يرد بصوت منخفض :
(أنا لم أقترب منها إلا عندما تزوجت ...طلبت مني هذا ...كي تتأكد من عدم تركي لها ...)
عدم تركه لها ؟؟....أطلبت الحرام لكي لا يتركها ....او كي تمتعه في جسدها ولا يرى غيرها ....انها مريضة نفسية ...صدقا انها مريضة في عقلها ..أستكون زوجة لمؤمن وأما له ....لن تكون من العائلة هذا أكيد ....بكن كيف ...كيف تفكر ....عادت من افكارها  لتقول بخفوت:
(أي ان الطفل يمثل بطاقة الإقامة لك ..كل دقيقة أتأكد انها رخيصة أكثر وأكثر ....هل تزوجتها .....هل ذكرت لك الزواج كحل ...بدلا من تسليم نفسها كالجارية ...وتطلب طفلا كعقد ....بينما حبك لها أكبر عقد ....ألم يجذب انتباهك هذا الرأي يا عديم التفكير ....يا أبله ....وفي بيت والدي أحضرتها ....أي بيتي ....)
كلامها صحيح ...كيف لم يفكر هكذا .....لماذا لؤلؤة ارادت الولد وهي على علم انه لن يتخل عنها ...لما تحاول كل مرة اغرائه وممارسة العلاقة معه ...تحاول امتاعه وجعله يدمن عليها ...تؤكد له عدم ندمها...هز رأسه بيطأ ليلمحها وهي نائمة .....لم تفعل هذا ؟؟
ثم أعاد بنظره لأخته ليرد ببطأ :
(لا لم أتزوجها ..كيف أتزوجها وعائلتي لا تعلم ؟ )
أغمضت عنبر عيونها بضعف ....وفي أوقات ضعفه اين كانت هي أين كنت عنبر ....في جانبك البارد من السرير تنتظرين خالد ليلا ليتبرع لك ببعض حنانه المزري ....اين كنت عندما كان اخاك وحيدا يحارب قانون العائلة ...كيف خالفتي وصية أمك ....كيف نسيت كلام أباك وهو يوصيك بأيوب لأنه الأضعف ...دائما ما كانت عنبر الأقوى رغم انها الصغيرة لكن كانت الاكثر صبرا والعقلانية ....اقتربت منه وعانقته وهو جالس ليتفاجأ بها تعانقه ودموع خانتها ترفقها شهقات قاسية ...بادلها العناق بحرارة  وكأنه كان في انتظاره ...رائحتها كورود عطرة ...ورود تملأها قطرات الندى كالتي كانت موجودة بحديقتهم قديما ...كان يقطفها دائما فتصرخ عليه عنبر وهي تبكي قائلة بغضب :
(لقد أفسدت صديقاتي )
ابتسم وسط عناقه وهو يتذكر تدمرها ثم سمعها تقول :
(ستتزوجها ...والى ذلك الوقت لا محل لك في هذا البيت )
رفع رأسه باستغراب...الازالت تفكر في طردهما ....ليقول بحيرة :
(ولؤلؤة ؟...)
ابتسمت بمرارة  ....نعم انه بعشقها يهيم لم يفكر حتى بنفسه ليسأل عنها فورا ابتعدت قليلا لتقول :
(ستبقى معي حتى تتزوجا )
راحة تسربت له عن فعل .....كيف لا وهو يرى  ما كان ينتظره دائما في الأحلام  ابتسم بفرح لينهض متجها لها ....لكنها كانت قد ابتعدت فأجفل بحزن لكن لم يفقد ابتسامته ليقول بحسرة :
(شكرا لكي ..لاطالما كنت مثال الحنان في نظري ...بعد أمي )
التفتت تتجنب رؤيته لتفكر وهي تنظر للبعيد ثم سمعها تغني ببطأ:
(...تحقق المنام تحقق المنام ...عزيزتي واقع ليست أحلام )
واصل تأمله فيها بابتسام ثم إستدار يتجه للباب ليغادره ولن يعود الا و لؤلؤة على اسمه ....
........دخلت غرفتها القديمة بحزن فهالها تجد كل شيء متغير.....الآثاث والفراش ...يا الهي فراش بمحلين ....واغراض عروس ...وملابس اغراء ...كالمتزوجين والله ....وحتى لون الجدار ...غيرته ....لكن ذكرياتها بهذا المكان لا تتغير ...حتى بعد وفاة والدها وانتقالهم لبيت جدهم ....لكنها لا تنساه في كل شبر ..رائحته الطيبة .....تنهدت بتعب ....لتتجه للفراش تأوي نفسها من صدمات اليوم ....لكن ليس قبل أن تخرج هاتفها ترى إن لمح غيابها ...ان قلق عليها ..خانها أملها بشدة ....لم تجد ولا حتى رسالة صغيرة .....شهقت بألم ...وهي تنظر للهاتف بفراغ ثم رمته بإهمال لتستلقي ببطأ تنظر لنور الشمس تفكر فيه ماذا يفعل....نائم براحة يفكر في الصباح الحلو حتى غابت عن الواقع لعالم الأحلام .......
.......................................................................
......خرج من الحمام وكان غضبه قد زال ...فتوجه للغرفة ينوي مراضاتها ...ما كان يجب عليه ضربها ...او قول تلك الكلمات الجارحة ....اقترب من الباب ليتصنع الابتسام ثم فتحه قائلا :
(عنبر أنا حقا آسف )
لكن قابله الفراغ المخيف ....احتار دقيقة ليتجه يدور في الغرفة ربما نائمة عن الأرض...لا يعرف ...لكن لا شيء ...ازداد قلقه فجأة ....ليبحث عنها في جميع الغرف ...المطبخ ...المرحاض ...لكن غير موجودة ...غرس أصابعه في شعره بقوة ليتجه لهاتفها بتصل بها...لكنه محطم ...حطمته في شجارهما ...بدأت الهلاوس تزوره ليقول في نفسه :
(يا إلهي غنبر أين انتي ؟؟ )
ثم أعاد القول بقلق :
(حتى رقم هاتفك لا أحفظه  والهاتف محطم...والساعة الرابعة ...أين أتوجه  وأين أبحث ...)
لم يفكر كثيرا ليذهب للدولاب يتناول ملابسه ثم اتجه لسيارته يبحث عنها .....
واصل البحث في الجوار لكن لم يجدها .....
(ربما ذهبت لجدها ....)
همس لنفسه ببطأ ...أو عند أخاها ...لكن في مثل هذا الوقت ...واخاها لم تذهب عنده منذ سنوات ولا يريد الاتصال به وازعاجه ....تبا ....اين هي ....ثم نظر لساعته كانت قد مرت ساعة ...فاتجه لبيت جده بقلق ...وعند وصوله قابله الحارس فسأله ان كان اهل البيت مستيقظين ..فجاوبه الحارس أن لا أحد بالبيت سوى الخدم .....
ازدادت حيرته ...اين يمكن أن ذهبوا .....شتم بصوت مسموع ليستدير ...لا يعرف أين يتجه .....لتطالعه فكرة آية ...فتوكل على الله متجها لعابد ...ينتظره طريق طويل وهو يتمنى ان تكون عندهم .....حتى الهاتف ولا يملك ليتصل .....
..............بعد ساعتين من الطريق دخل بوابة القصر ليسأل البواب طالبا عابد ....لكن أخبره البواب أن السيد عابد خرج مع زوجته بقلق ..ولا يعرف أين ذهبا او متى يعودان .....
سقط فك خالد بعجز ...هذا غريب ...كلهم غير موجودون ...حتى عنبر....أيمكن جرى شيء لأحد من العائلة فذهبوا جميعا ....واصل تهدئة نفسه ليركن سيارته ببطأ ينتظرهما ...لربما كانت معهما ...يتمنى هذا  جدا ويعد نفسه انه لن يزعجها فقط لتعود سالمة بين أحضانه .....
نائم بانزعاج ليسمع ضجيج قوي ...هز رأسه قليلا ليفتح عينيه ببطأ ....فتبين له وجه عابد يدق على الزجاج بنفاذ صبر ...استقام مصدوما ليفتح الباب بهلع ثم وقف قليلا يستوعب الواقع أمامه  ليتنهد ببطأ قائلا :
(كيف الحال ابن العم )
استغرب عابد بشدة ...وهو يراه بهذا المظهر ....يبدو كالمجانين او المتعاطين المخمولين ...تنحنح قليلا ليرد بخفوت :
(لا أظنك أتيت من آخر الدنيا لتسأل عن حالي ؟)
شتم خالد في نفسه ....انه فعلا لا يطيقه بكل الأشكال لكن عليه تحمله ثم استقام قليلا ليسأله:
(لا أعرف كيفية الشرح ....لكن هل رأيت بأي شكل عنبر زوجتي )
بقي يحدق فيه لتتحرك شفتيه في ابتسامة ذات مغزى ...كان يعلم وراء هذا الهرب لغزا غامضا ...وأظنه بدأ بالإنكشاف الآن ...ثم رد عليه ببطأ:
(نعم أوصلتها لبيت أخاها ....)
تنهد خالد براحة ....الآن بات يعلم مكانها ...ليخفض رأسه قليلا وكأنه يحتاج لراحة طويلة .....
(يا إلهي خالد هل أنت بخير )
إستدار على صوتها الأنثوي ليراها تتجه نحوه بهلع وفستانها الأزرق يطير من حولها  بتناغم وصلت إليه تربت على ظهره لكن سرعان ما توقفت ونظرات عابد تأمرها بالإبتعاد ...استغربت قليلا لكنها امتثلت لأوامره وهي تبتعد قليلا لكن القلق لم يزل ....وقف خالد بإعياء لينظر لها بود ثم قال بتعب :
(بعض الإعياء لا غير قصة طويلة ....آسف أتعبتكم معي علي الذهاب )
أومأ عابد ببطأ لكن آية تهجمت ملامحها لتقول بغضب :
(وأين الذهاب بهته الحالة ...ادخل قليلا احضر لك فطور الصباح ودواء لهذا الإعياء )
ابتسم خالد ببطأ للطافتها وشكلها اللذيذ وعابد يحدق بهما بغضب .... لماذا تريد دعوته ...فليذهب للجحيم ان أراد....المفيد فقط أن يبقى بعيدا عن عائلته وملاذه الآمن....لكن أخلاقه منعته من البوح يما ينوي قوله ليظل الصمت حليفه ....ثم قال خالد بمحبة :
(شكرا آية فعلا لكن أنا قلق ويجب علي الذهاب لعنبر بسرعة )
تنهدت آية بنفاذ صبر لتنظر للسماء داعية بكلام غير مفهوم ثم عادت بنظرها اليه وقالت بعتب:
(حسنا تريد الذهاب على السادسة صباحا وتدق الباب وتنتظر والخ ...يا صديقي ارتاح قليلا واذهب لزوجتك لن تهرب انا متؤكدة ...هيا لأرد لك جميلك ذات يوم)
ضحك خالد قليلا على ذكريات قديمة جميلة بالدار معا والغرفة الطبية والمغامرات التي جلبتها ثم سمع وسط تفكيره صوت عابد المتجهم يقول بحدة :
(ألم تسمع انه قلق ويجب عليه الذهاب أنت تحرجيه بإصرارك  )
ابتسمت آية بشقاوة لتقترب منهما ثم قالت بحماس :
(وهذا هو المطلوب ...هيا أرجوك خالد ...كأسا صغيرا فقط بحجم الإصبع هكذا .... )
ثم أشارت لإصبعها الصغير وسط أصابعها الطويل الجذابة تملأها المجوهرات غير خاتم واحد آلم قلبه....
تأملها خالد في كلامها العفوي ثم قام بحركة الراية البيضاء  دليل على استسلامه فضحكت آية بلطف لتشير له بطريقة الدخول الرسمية نحو القصر فتفضل .........وعابد المتذمر ينظر لهما وهو يشتم في نفسه بغضب .....

صدفة قاسية 🔞 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن