جزء 1

14.1K 101 3
                                    

فتحت عينيها على ضوء القمر كيف نامت وكيف استيقظت لا تعلم ... لكن شيء واحد تعلمه أنها ستصبح عن قريب ....زوجة اكبر حفيد لعائلة مؤمن ...
العائلة التي اسمها يسود المدينة ...والمسيطرة قبل كل ذلك ...
جدهم الأكبر فرحات من أكبر تجارها ومن أكثرها شهرة هو مركزها وحاميها لا يقوى عليه أحد من السكان  .....لديه عدة شركات كل منها برئاسة واحد من أبنائه ... فأصبحت عائلة مؤمن أكبر أثرياء المدينة .... هذا الجزء من القصة فيما يخص المال ...يعجب آية قليلا..... فسيتحقق حلمها ان تنام بقصر الأحلام الذي كانت تحلم به مع شريك حياتها ...وهنا تحسست صعقة كهربائية جرت في أعماق قلبها .....
زوجها عابد من أقصى الرجال في هذه العائلة متشدد لا يعرف الليونة  يتصف ببشرة خمرية و عيون خضراء ولحية كثيفة  غالبا ما يكون بعبايته البيضاء مع سبحته التي لا تفارق أنامله..... لا تظهر من ملامحه ذرة جمال في منظورها ....فتلك اللحية الطويلة أخفت وجهه وأسلوبه في اختيار ملابسه جعلته غير عصريا بل وكأنه إبن الأربعينات قديم الطراز ....أ
ول مرة رأته  كان باليوم المشوؤم لحظة خروج الطبيب من غرفة العمليات وإعلانه عن موت فرقان.... يرفقه تبشيرنا بسلامة محمد ابن خالي التعيس..... رأت في تلك اللحظة إحمرار أعين عابد دليل لرغبته في البكاء..... حتى أن صوت عويل النساء من قبله.... سهل عليه خروج دموعه من دون رؤية أحد لها غير آية..... التي كانت تتمعن في ملامحه قائلة في نفسها :
(هل هذا الرجل يملك قلبا ليبكي ؟!!...)
عادت بها ذكرياتها الى الواقع المرير على صوت بكاء أمها الذي لم ينتهي منذ لحظة إغمائها نهضت بإعياء متجهة لها فرأتها مستندة على الجدار تبكي بصمت اتجهت إليها جالسة بجانبها قائلة ببرود :
(متى يودون المجيء للخطبة ؟)
ردت الأم سارة:
(يريدون الخطبة والفاتحة في يوم واحد )
قفزت آية لتقول صارخة :
(لماذا كل هذه السرعة !!!!؟)
ردت الأم سارة:
(يخشون ان تهربي من الصلح )
قالت آية:
(من ذا الذي يخشى ...هل قلّت على عائلة مؤمن نساء العالم ليرون فقط آية ابنة زهرة النكرة)
ردت الأم زهرة:
(بل عائلتنا التي تخشى )
نظرت آية مجفلة وبحركة خاطفة لم تصدق ما سمعته منها لتعيد صياغة إجابتها ببطأ  :
(هل تقصدين انكم تودون فعلا تزويجي لوحش عائلتهم ورميي للهلاك )
قالت الأم سارة بصوت مكتوم :
(ان لم تتزوجيه سيأخذون مريم ذات  التسع سنين أترضين عنها العذاب في عمر صغير )
ردت عليا آية
(أترضين على إبنتك هذا يا أمي )
أدارت الأم سارة وجهها فلا تقدر الآن على مواجهة ابنتها الوحيدة التي ربتها منذ طلاقها ..... وجعلتها مدللة مثقفة درستها وعلمتها فنون الحياة لتغدو جميلة بحالها ...رأت آية عجز امها في تلك اللحظة فقالت باستسلام رأفة بحالها  :
(متى يودون المجيء إذن)
ردت الأم سارة بقنوط:
(بعد يومين )......

صدفة قاسية 🔞 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن