في بيتها مستلقية على فراشها بجانب صغيرها تبتسم على إشراق الصباح ...على ضوء تسلل لعينيها ...فيزيد من خضرهما ....كبحيرة إنعكست عليها لون الأشجار ....وطفلها الصغير نائم بهدوء ليفتح عينيه ببطئ ..فتهمس في نفسها قائلة بحيرة:
(يا إلهي انك نسخة عني)
..سمعت صوت دق الباب يقتحم خلوتها بنفسها لتأذن له بالدخول ففاجئها دخول جيش من النساء ...يوَلوِلون فرحة بقدوم كبير حفيدهم ....جلست رشاء بجانبها تبتسم لها كانت لا زالت صغيرة لا تتعد العشر السنوات ...تنظر الى إياد بإعجاب تلمس وجنتيه برفق لتبتسم من شدة نعومة بشرته إستدارت الى فيروز لتهرول إليها معانقة إياها بحنان قائلة :
(إنه جميل جدا...مثل دميتي تماما أنا أحبه جدا جدا جدا )
ضحكت فيروز ضحكة ناعمة لترد عليها بحنان :
(سيكون لك وقت ما تشائين حبيبتي )
لم ترد عليها إكتفت فقط بالبقاء في حضنها الدافئ ...تقدمت لها كل من سمى ...جيهان و عبلة ....إستقبلتهم بترحيب وقبلات متتالية ليجلسن كل منهم يهنئنها بمولودها الجديد.....تعالت الضحكات حول حكايات قديمة حدثت لهم في صغرهما سويا....لاحظت فيروز ...ملامح التحسر على وجه سمى ...فعبست لتسألها بخفوت:
(مابكي يا سمى هل يضايقك شيء عزيزتي)
أجفلت سمى لتستدير إليها قائلة بود:
(لا فقط تمنيت لو أنجبت ل فارس إبنا لما تزوج علي ولما تركني )
خانتها دمعة لتحط علة وجنتيها مفسدة هذا اليوم الجميل ..فقالت لها فيروز :
(نصيب و الأرزاق بيد الله أدعي الله عله يستجيب لطلباتك ولا تيأسي من الدعاء ...اما عن فارس هداه الله ...لم يعرف قيمتك ولو مرة )
إبتسمت لها سمى ....ثم أشاحت بنظرها الى إياد معيدة التحسر بما كانت تحلم ....... دخل أحمد وإخوانه غرفة فيروز ... فارتبكن النساء لترتدي كل منها إسدالها مغطين أنفسهم أمام رجال .....دخل أحمد أولهم مبتسما بإشراق يرفقه فارس .. سعيد و إسماعيل إخوانه التي لا طالما كانوا في نظرها أبطال ...يترأسهم الشيخ فرحات والدهم وجد حفيدها ....
نهضت النساء ليقفن إحتراما لهم...دخل فرحات بخلياء لكن قد تلاشى ازدراءه عند رؤية حفيده الأول نائما بجانب إبنته الوحيدة في سبات عميق منظرهما الملائكي ذكره بأمه الحنونة .... جلس بجانبهما قبَل رأس إياد ووضع بجانبه عقدا ذهبيا مزين بالمجهورات المخملية خلابة اللون ...مكتوب عليها ...إسم إياد بالخط العريض ...
........................................................................
صامتة منذ لحظة خروجهما....فقط يسيران بالسيارة في درب مظلم وطويل إستدارت إليه قائلة باستفهام :
(إذن هل بيتي جميل كبيت جدك)
استدار لها مجفلا مما سمعه ثم رد عليها:
(لا اعرف كيف ستكون ردة فعلك على بييييتك ..لكن ستريه بعد قليل )
لمحت تشديده على كلمة بيت لتقول بحدة:
(أتمنى ان تكون قد زودت غرفتي بما أتمناه )
ليبتسم بخبث قائلا:
(نعم زودت غرفتنا بكل ما يشتهيه القلب في الليل )
ضربته على ساقه برفق ليحمر وجهها غضبا قائلة له بشرارة ألهبته في جسده:
(لا أريد قتلك فلدي بما يكفي من الذنوب لذا لا تجاريني قد أغير رأي)
ضحك ضحكة خشنة دامت دقائق ليرد عليها باستفزاز:
(أتقدرين على ضربي يا أميرة أبيك ...أضحكتني فعلا)
أجفلت آية منفعلة ...أميرة أبي؟؟..لا تتذكر آية ...أية تفاصيل حول والدها فمنذ ولادتها وعت على أمها فقط في حياتها ..ليس لديها سوا أخ واحد غير موجود معها.... وحيدة دائما ....عائلتها متكونة من فرد وهي أمها العزيزة ....عندما كانت صغيرة كانت تسأل أمها عن أبيها مكانه ولماذا هو ليس معنا ....كانت ترى الحسرة في وجه أمها لتجيبها دائما وفي كل سؤال يتعلق به....بكلمات لم تتغير منذ مولدها :
(هو مسافر لا يستطيع المجيء صغيرتي)
كم آلمتها تلك الكلمات في صغرها لكنها تعودت عليها ....وصارت كلمة الأب مجرد كلمة إضافية في حياتها ....لا تغير منها شيء ....
(خفتي ؟؟)
أجفلت آية على صوت عابد لتستدير تستوعب ما قاله:
(ماذا قلت لتوك )
لتراه يوقف السيارة قائلا:
(وصلنا ...دعينا نكمل حديثنا في البيت أفضل لنا )
ثم لمس شعرها بحنان لتبتعد عنه بقسوة فاتحة الباب فتستدير متأملة البيت الذي أمامها .....بطابقين وفناء به العديد من الورود والأشجار مزين بأسوار تحيطه وباقات عند كل ركن تزيد من الوضع جمالا...لفت إنتباهها أنوار تنبعث من نوافذ الغرف لتستدير قائلة لعابد بحيرة:
(من هناك في البيت؟!)
كان يقفل السيارة ليتجه إليها ثم نظر الى المنزل ليعيد النظر اليها :
(نجلاء ...اقصد خادمة تسكن هنا )
أجفلت آية لتنطق وملامح شرسة تعتلي وجهها:
(خادمة تسكن بيتك بمفردها وتتركه لها..أحمق بحالك)
ظهرت ملامح الغضب الى عابد ليمسك بها ثم يديرها حتى أصبح ظهرها ملاصقا لصدره ظل يدفعها حتى التصقت بسيارته الثمينة ...ثم قرب فمه من أذنها هامسا بأنفاس حارة :
(لن أعيد تحذيرك آية ...إذ أعدت هذه الشتيمة و قمت باستفزازي ثانية لا تلومي إلا نفسك )
تتنفس بصعوبة تحاول الفرار منه لكن أين الحل يكبلها بيديه الحديدتين لا تقوى على تحركتهما بزاوية صغيرة حتى ....تركها متجها الى الفناء....لتتبعه وقد غلبها الصمت ....خافت منه حقا ...كم تمنت لو زالت عند بيت جده ...خالد بجانبها يحميها ويحملها الى غرفته مضمدا جروحها العميقة ....
....دق جرس الباب مرة مرتين لم يفتح احد لتقول له آية بقسوة:
(خادمتك نامت وتركت الأنوار م..)
وقبل ان تكمل كلامها فتح الباب عن طريق فتاة تكون بالعشرينات ....جميلة الملامح بشرتها خمرية ...شعرها الذهبي و عيونها البنية لا يتناسقان لكنه لم يؤثر على جمالها مرتدية منامة بها اشكال دببة تبدو وكأنها صاحبة البيت وهم الضيوف إذ هذا البيت يبدو وكأنه ملكها... استيقظت من أفكارها على صوتها الناعم يقول :
(يا إلهي سيد عابد حقا إشتقت إليك....أطلت غيبتك علينا )
ثم إتجهت اليه معانقة إياه بحنان ...لم يبادلها العناق فقط إكتفى بقول :
(شكرا يا نجلاء تبقين الوحيدة التي يحزنها غيابي )
ثم حدق في آية بنظرات استفزازية ....كانت آية لا زالت شبه مصدومة لترى نجلاء تحدق بها ثم تستدير لعابد قائلة :
(أهذه فرد من عائلتك ...شرفتي صغيرتي تفضلي )
أجفلت آية على كلامها بدهشة لترد بازدراء:
(صغيرة من يا حبيبتي ....أنا آية زوجة عابد ...أي فرد من عائلته نعم صدقت)
بهتت ملامحها ....وماتت الفرحة بعيونها لتهمس لها بعجز وخوف سترته بأعجوبة :
(ماذا؟؟! لا مستحيل ..انت تمزحين متى كان هذا )
إستغربت آية من أمرها لتهمس في نفسها:
(يا إلهي انها تحسب نفسها أكثر من خادمة لا بأس يا غبية جاءت من توقفك عند حدك)
ثم ردت عليها:
(قصة حب قديمة منذ مولدي ....مذا في رأيك زواج صلح ليس إلا)
زفرت نجلاء نفسا حادا خرج من صدرها كلهب النار دليل على اطمئنانها لتعود ابتسامتها مكانها ثم قالت لها بثقة:
(أقدار ليس إلا ...لا تقلقي فترة وترجعين لحياتك عزيزتي)
لترد عليها آية بابتسامة خبيثة وهي تحدق في عابد الذي يبادلها النظر بحدة:
(وربما لا ...)
ثم إتجهت تصعد الدرج فقد استنتجت ان الطابق السفلي لا يحتوي على غرف في تحليلها السريع اثناء معاتقة نجلاء لعابد .....
إستدارت نجلاء لعابد تبتسم له وغمازاتها تنغمر أكثر في وجنتيها الورديتين ...بادلها الإبتسام ثم قال لها :
(لطيفة ها؟!)
لترد عليه ولا زالت الإبتسامة تعتلي وجهها:
(كثيرا ما شاء الله)
ليضحكون بخفوت .....قطعت ضحكتهما صوت صراخ آية ليجفل كلا منهما يصعدان مهرولين إليها ....كانت عند باب غرفة عابد تنظر اليها بإعجاب لتستدير. إليهم قائلة بحماس بالغ:
(إنها جميلة جدا أحببتها )
ضحكت نجلاء بخفوت لترد عليها والضحكات المتتالية لا ترحمها:
(انها غرفة السيد عابد ...)
بهتت إبتسامة آية ليحل مكانها ملامح الغضب فردت عليها بحدة :
(وإن يكن ...بالتأكيد لن يفضلها علي ..أليس كذلك )
نظر اليها عابد باستغراب ثم قال:
(لا ليس كذلك ...نامي في قاعة الضيوف بينما يجهزون غدا.... لكي غرفتك )
أفلتت ضحكة من نجلاء سمعها الجميع لتستدير اليها آية ثم نظرت فيها نظرة شملتها كلها ....أجفلت نجلاء من نظراتها الحقيرة لكنها حاولت الصبر...فهي ليست قادرة على مجاراة طفلة ...نظرت آية الى عابد وعلى وجهها إبتسامة خبيثة لتهمس له :
(كان لنا حديث لم ننهيه ...ثم إنني أريد النوم هنا ولو يوما ...لا مشكلة إذا)
إستغرب عابد ثم همس لها بخفوت شديد ا:
(إذا تريدين النوم بجانبي )
إستدارت آية تبتسم لنجلاء ونظرات استفزازية تعتليها لتعيد بنظرها الى عابد قائلة:
(نعم هذا ما أريده ..أنا زوجتك في النهاية ..مكاني بجانبك)
نظر اليها بعجز ليترك لها مجال الدخول للغرفة ....دخلت بخلياء وكأن بساطا أحمر مفروش تحت رجليها ...تراقبها نظرات حادة من بعيد ..نظرات تحرق ظهرها ... عرفت صاحبتها دون الإستدار حتى ....وبعدهت سمعت عابد يقول من خلفها ل نجلاء :
(شكرا نجلاء ...تصبحين على خير )
ردت عليه بفتور وكانت قد اختفت ابتسامتها الشهية :
(لا مشكلة ...وانت بخير ...احلام سعيدة )
همس لنفسه وفي رأسه تدور الكثير من الأفكار الشيطانية :
(نعم ستكون سعيدة بالتأكيد)
ثم ابتسم لها ليغلق باب الغرفة ....لمح آية تقوم بخلع ثيابها أمامه ليبتلع ريقه بصعوبة قائلا لنفسه:
(يا مصيبتي)
إقترب منها لتسمع آية خطواته ..أجفلت مستديرة بهلع ممسكة بقميصها تغطي جزءها العلوي ثم سكنت في محلها لتسأله:
(أحتاج لقميص طويل ...ملابسي ولم أحضرها)
بقي ساكنا عدة لحظات يحدق فيها بنظرات لم تعرف مفهومها حتى أعجمت أنه لم يسمعها قط ...لتراه يغير وجهته متجه للدولاب يفتحه يبحث الخبيث عن أقصر قميص عكس ما وصفته له ليناولها إياه راميا به على وجها الجذاب ...أمسكته بغضب لترتديه دفعة واحدة تاركة ثوبها يسقط عنها كليا .....لمح رجليها السمراوين الجذابين بلون رماد القهوة ....لم يستطع منع نفسه من مجاراة جسدها ليرفع عينيه الى بطنها ثم صدرها وصولا الى عنقها الأسمر به عظام الترقوة التي تزيد من جاذبيته ثم وصل الى دقنها الحاد وشفتيها الكبيرتين المركزتين تأوه بصمت في قلبه تفاصيلها الصغيرة تشعره بالعجز....لمحت آية نظراته لها فعرفت انه بحاجة لها وبشدة...أسعدها هذا الشعور فحاولت إغرائه أكثر لينام وشعور الرغبة يفتك به ...لا يتركه ينام او يفكر ....نهضت تنوي الذهاب الى الحمام وعند وقوفها ارتفع القميص مبينا أجزاء صغيرة من أنوثتها الخجولة...إبتسم عابد بمكر و نصر لتنفجر فيه آية غضبا:
(أهذا أطول قميص عندك ....صدقا انه يحاول تجاوز بطني بأعجوبة ....)
ليرد عليها بخبث:
(إذا إنزعيه )
بادلته النظر بشراسة قائلة:
(لا أحببته شكرا لك )
إبتسم لها إبتسامة شملت وجهه ليقول لها :
(أريد أن أسألك.عن شيء هام )
أجفلت آيةبريية لتقول بهدوء:
(عن ماذا إسأل)
إقترب منها خطوتين ثم أمسك بخصرها برفق لم تحاول الفرار ولم تمانع فقد كانت مستمتعة لتسمعه يقول بخفوت :
(بنت تزوجت ولا زالت عذراء فأين الخلل )
نظرت إليه بدهشة ...فلقد فهمت معناه جيدا لتلمس ذقنه بإغراء ثم إستطالت على أطراف قدمها قائلة بصوت هادئ يبعث الرغبة في نفسه الذكورية:
(الخلل انه ليس زواج عن حب او زواج عن حق...انه زواج غصب ...زواج صلح...او بالأحرى زواج مؤقت)
ثم ابتعدت عنه مجفلة لتتجه الى الحمام مهرولة ...يحدق الى ملمح ذهابها ..بفتور ....غرز أصابعه في شعره ليتجه الى السرير شاتما بكل مايعرف ....من هذه الفتاة المغرورة
....تنظر الى المرآة بقميصه رائحته الزكية تغزو هذا القميص اللعين ....
(تلك الرائحة يا إلهي انها شهية ذكورية ساحرة تبا له تبا له لماذ لم احاول الافلات عندما قربني منه لماذا أستسلم له ....يا إلهي لماذا في لحظة قربه لي أحس بالنشوة والرغبة اتجهاهه ...اللعنة )
فتحت صنبور المياه لتغسل وجهها بالماء البارد لعله يطفئ نار رغبتها التي أشعلها بها ....خرجت من الحمام شاردة الملامح لتجفل شاهقة على صوت نجلاء :
(هل تحتاجين ملابس أعيرك إن أحببتي )
إستدارت لها لتقول بحدة ناظرة إليها بغضب بارز :
(أعيريني غدا آحدى ثيابك بينما يحضر لي عابد ثيابي من عند أمي )
أومأت لها نجلاء لتتجه آية الى تلك الغرفة المشحونة مجددا ....
تفكر وتفكر ....وهي تنظر من النافذة على الحديقة متذكرة ذكرياتها مع عابد منذ صغرها ....تعرف أدق تفاصيل حياته ....تعيش معه منذ ان أتممت الثالث عشر...لا تستطيع المجازفة بحبها الوحيد ...صحيح انها تعرف ان تلك الطفلة لن تؤثر في عابد فهي ليست من النوع التي ينجذب لها ...لكنها تخاف من احتمال يخون فكرها ...ليفتك بقلبها العاشق ....اتجهت لهاتفها تكلم صديقتها الوحيدة علها تساعدها في وجهة رأيها قد تكون مطابقة او مخالفة لاعتقداها ...لا تعرف فقط تريد الإفصاح عما يدور في رأسها
يرن ويرن حتى أعجمت أنها لن ترد لترفع السماعة قائلة:
(كعادتك يا نجلاء دائما في الأوقات المناسبة )
ضحكت نجلاء بخفوت على سماجتها الدائمة ثم قالت لها:
(أهلا يا لؤلؤتي كيف حال حبيبة القلب ورفيقة الدرب و روح الوهل )
لتسمع لؤلؤة تقول بملل:
(وألقاب ودلع ...أظن الوضع سيء جدا ....بدون مقدمات هات ما عندك يا فتاة)
إبتسمت نجلاء في نفسها وتبقى صديقتها هي التي تفهمها دائما دون الحاجة عن الإفصاح ثم قالت لها:
(إنه عابد لقد أتى واحضر فتاة لم تتجاوز العشرين مدعيا انها زوجته من صلح قتل ابن عمه .... ولكنها مستفزة لسانها أكبر منها انا لا اطيق الكلام معها في كلمتين حتى.....ماكرة ليست سهلة أبدا...تنام بجانبه الآن ....ينامان في السرير التي لا طالما كنت أجلس فيه وأنام فيه و أدرس فيه لكن الفرق أني كنت وحدي أما هي ...فتنام بجانبه ...ليس للجماع او للقبلات والعناقات فقط لعدم تواجد غرفة لها ولم ترض ان تنام في قاعة الضيوف تلك الفاسقة ....رأيتها قبل قليل ترتدي قميصه ...القميص الذي اكويه وأحضنه وأشتمه ...تلبسه هي تدور به في البيت ....انا خائفة يا لؤلؤة فأنا بدون عابد ....كالإنسان بدون هواء )
همهت لؤلؤة ثم زفرت نفسا حادا لتقول:
(أظن أن المشاكل بدأت تواجهك يا نجلاء ...فحسب سمعي ..هذه الفتاة ليست بالسهلة بالرغم من صغر سنها ....إلا انها تحاول جذب عابد لها بطرق غير مباشرة.. حاولي مجاراتها وايقاعها بالفخ حتى يحصل شجار بينها وبين عابد لعله يكون السبب في الطلاق او ما شابه)
ماتت الثقة في قلب نجلاء بعد سماع كلمات لؤلؤة لتهمس لنفسها:
(هل تستطيع أخذه مني ؟)
أجفلت لؤلؤة قائلة بهدوء:
(ماذا لم أسمعك ؟)
ظلت نجلاء شاردة ملامح دموع على وشك الهبوط فقالت بسرعة مودعة إياها فهي لا تحب ان تبكي في وجود أحد :
(سأعيد الإتصال بك فيما بعد)
لتغلق الإتصال دون إنتظار الرد.......شارعة في نوبة بكاء جديدة تنتهي بسبات عميق كعادتها
........................................................................مستلقيا نائما بهدوء..كم هو جميل في نومه ...تتمنى لو يبقى نائما مدى الحياة....إتجهت الى الجانب الآخر من الفراش في الظلام الحالك لا تبصر إلا ملمح النجوم من النافذة البعيدة ...جلست على السرير معيدة التحديق به ...ثم زفرت نفسا عميق ...لتسمعه ينادي بإسمها ....شهقت آية مذعورة ثم قالت بغضب :
(بسم الله الغفور الرحيم ...حتى في نومك لا تريحنا ....خير ان شاء الله....ماذا هناك )
رد عليها وهو لا يزال مستلقيا كوضعيته السابقة الفرق هو أنه فتح عينيه الآسرتين لينظر فيها في ظلمات الليل ....تلمع أعينه كالألماس النقي لتهمس في نفسها :
(لا إلهي هذا كثير لا أقدر عليه فليغمضهما ربما أرتاح من لعنتهما علي )
ثم سمعته يقول بخفوت:
(أنا آسف)
دهشت آية وبدون تفكير إتجهت إليه تعتليه من شدة جنونها جالسة فوقه تخنق قفصه الصدري لا تأبه لما يفكر بعد حركتها الجريئة...لتقول بشيطانية وهي تقترب منه أكثر :
(قلت لك ....قلت لك أنك ستطلب السماح مني ...وأنهم الكاذبون أرأيت ليس جميع البشر ملاك كما تعتقد ...)
نظر في عينيها بدقة ...يدرس ملامحها في الغرقة المعتمة وضع يده على ظهرها الناعم و يده الأخرى إمتدت إلى ساقها العارية ليقول بصوت هادئ خافت غير مسموع وهو لا يزال ينظر الي عينيها بينما هي تبادله النظر وقد ذابت في جماله الظاهر في ذلك الظلام الحالك:
(صَدَقْتي ..قلتها لك وسأعيدها أنا آسف على ضربك ظلما )
لترد عليه بابتسامة حنونة وانتصار :
(إعتذارك مقبول)
حاوللت النهوض ببطئ لكن يداه ظلت تجوب في جسمها وهي مستسلمة له مغمضة العينين لا تقوى على منعه بالكلام حتى....اين لسانها الشرس اين شجاعتها وقوتها ...
ماتت كلها في حركاته الخبيثة ....إقترب منها أكثر حتى وصلت شفتيه أمام شفتيها ...ليقتحمهما في قبلة جمعتهما .... لم تستطع منع نفسها لتقرب نفسها أكثر ممسكة بعنقه بقوة ...إستمرت القبلة لوقت لا تعرف كم دام ...فقط تمنت لو يتوقف الزمن في هذه اللحظة فهي تشعر كأنها في حلم لكنه يحدث بالواقع...منسجما معها يحاول نزع قميصها او بالأحرى قميصه وسط قبلاته التي بدأت تزداد قوتها لتصبح قبلات همجية أشعلت الرغبة فيهما .....
رماه بعيدا عنها لتصبح واضحة معالمها أمام عينيه توقفت قبلتهما ليأخذان قليلا من الهواء ...اصوات تنفسهما المتحشرج ونظراته القناصة أمامه كان كافلا ليحملها من فوقه ويحط بها مستلقية على السرير بحنان ......الظلام وحده هو ما كان يحجب الرؤية عن معالمهما...أعاد الإقتراب منها وهي في قمة سعادتها...نست كرهها و حقدها ونقمتها عليه تريد فقط الارتواء بقبلاته و أحضانه .....
قبل عنقها برفق عدة قبلات شملته كله ..لتبدأ في حرب الرغبات ....قطع جوهما الحميمي صوت صراخ يرفقه تكسر لشيء ما ....أجفل عابد مندهشا ثم شتم في نفسه عدة مرات ليتناول قميصه قائلا بخفوت:
(إنه عيد الصراخ على ما أظن سأرى ماذا حدث ...إبقي هنا )
أومأت له بصمت شاتمة هي الأخرى.....
...خرج عابد متسائلا عن مصدر الإزعاج ليلمح دماء تخرج من تحت باب غرفة نجلاء صرخ بقوة
(ما هذا نجلاء ...نجلاء ..إفتحي الباب بسرعة)
أجفلت آية على صوته مرتعبة فلم تتمالك نفسها إلا ونهضت مرتدية قميصها تتبع خطاه .....كان جالسا على الأرض ونجلاء أمامه مرتكزة على الحائط رجلها تغزوها الدماء وبجانبها زجاج متكسر ل قارورة عطر فاستنتجت انها اوقعت عطر على رجلها ....شهقت آية بصوت مرتفع ليلتفت إليها ثم صرخ فيها عابد:
(ألم أأمرك بالبقاء في غرفتك ..)
أجفلت آية على صراخه لترد عليه برعب :
(ليس وقته أبدا ....اين حقيبة الإسعافات نحتاج لتضميد وخياطة جرحها)
اعتلت ملامح الإستغراب عابد كل هذا و نجلاء لا زال مغمى عليها ليقول لها بحدة:
(أي إسعافات بالله عليك يجب أن نؤخذها للمستشفى )
نظرت اليه بغضب لتزفر نفسا حادا قائلة:
(ستفقد الكثير من الدم والمستشفى بعيد من هنا ....أين الإسعافات تكلم )
أشار لها الى مكانه ...لتأتي بها مهرولة ثم أمرته ان يحملها فوق طاولة سطحية ....فتحت غرفة الإسعافات ثم أخرجت منها كحول و معقمات و مرطبات وإبر وخيط ....طلبت من عابد ان يحضر لها منشفة و ماء....
قامت بتنظيف الجرح قليلا بواسطة الماء ثم وضعت كحول على مكان الجرح لتستيفظ نجلاء صارخة من الألم نظرت فيها آية لتقول بقلق:
(لا تقلقي إنها مجرد معقمات تمنع النزيف ستحرقك قليلا )
وبالفعل منعت النزيف لتحضر آية الإبرة والخير ثم نظرت إليها:
(ستتألمين الآن لكن حاولي ان لا تحركي رجلك كي لا أخطىء الخياطة..من فضلك عابد امسك برجلها بقوة حتى لا تتحرك)
إمتثل عابد لأوامرها ...
نظرت إليها نجلاء بملامح استغراب لا تعرف كيف ترد والعرق يتصبب منها كصنبور مياه ....بدأت آية في الخياطة يقطعها صوت صراخ نجلاء العنيف ....وعندما أكملت وضعت لها عدة معقمات ثم دهنت محل الخياط مرطبا يمنع الإلتهاب لتحيطها بلفافة بيضاء طبية ... ناولتها حبوب النوم و مسكنات الألم .....
غاصت بعدها نجلاء في سبات عميق أما عن عابد فلا يزال مصدوم ليستدير قائلا لها:
(كيف تجيدين الخياطة والتعامل في الطب بالله عليك ...ألديك سبعة عشر سنة بحق ...بدأت أكذبك في موضزع العمر )
أفلتت منها ضحكة ناعمة لترد عليه:
(بعد ثلاثة اكون ب الثامنة عشر إذن لن أكون مراهقة بعدها وبالنسبة لخبرتي في الخياطة.... فقد تعلمتها من شدة حبي للطب ليس إلا ...والآن أتركها ترتاح هنا ..سأذهب للإستحمام كلي تلطخت دماء ...انا ذاهبة .....تصبح على خير يا أبله )
أجفل عابد بدهشة قائلا:
(مهلا ماذا قلتي؟!)
لتسرع مهرولة نحو الحمام وهو يلحقها يقطعهما صوت الضحكات العالية كانت سريعة بما يكفي لتدخل الحمام مغلقة الباب خلفها ...حاول عابد فتح الباب لكنه مغلق ليبتسم لها وراء الباب قائلا بثبات:
(لا بأس يا مراهقة حسابنا فيما بعد)
إبتسمت آية في نفسها لتخلع قميصه تشتم رائحته الذكورية أغمضت عينيها على ذكريات حصلت معها منذ ساعة ...تأوهت بصمت لتتجه نحو الحمام فاتحة الماء الساخن تدلك جسمها كله وصولا الى عنقها واثناء لمسها له لاحظت آثار عضة بقت غارزة في لحمها ....إكتفت باغماض عينيها تاركة الماء يجري عليها محاولة تهدئة نفسها بعد كل الإثارة التي حصلت معها ..................................................................
(من كان المتكلم؟؟)
إستدارت لؤلؤة على صوت عشيقها لتبتسم له قائلة:
(من غيرها نجلاء .....تقول ان عابد أحضر زوجته الصغيرة ...وهي تغار منها على ما اظن )
ضحك أيوب ضحكة لطيفة ليقول:
(يا ويلها منها ...لا اظن ان نجلاء ستقدر عليها )
عبست لؤلؤة لتقول له بحدة:
(لما لا تقدر عليها مجرد فتاة صغيرة ليس إلا )
نظر إليها أيوب ثم إنفجر بالضحك قائلا من بين ضحكه:
(تلك الطفلة رمت على عمي لحما مقددا لا أصدق مقدار شجعاتها )
أجفلت لؤلؤة مصدومة لتقول بدهشة :
(ماذا قلت لتوك؟؟)
أنت تقرأ
صدفة قاسية 🔞
Randomوأغار من غريب يرى عينيك صدفة فيغرم بهما ...كيف لا وهو يهيم بعيون الرمل الذهبية ....شرقية اجتمعت فيك الثقافات..... ...... لتكون مثالية في عيوني فقط ......