جزء 20

2.1K 34 2
                                    

ارتدى عبائته بسرعة لا يعرف ما الذي يجري ...ماذا حصل لأمه وهل اصابها مكروه في هذا الليل او يمكن ذهبت الى خاله فهي تحب الذهاب له دون اخبار احد ..... يا الهي ....ومع من هي صفاء صديقة لا يعرفها منذ متى صفاء لها الأصدقاء  صاحبات السيارات ...وابنة عمه أيضا ....هل تمازحني ....كل البلاد تعرف وهو الأخير
....بينما آية ترتدي ثوبها الأزرق منتظرة اياه وهي تمشط شعرها اللولبي ....استدار ببطأ يتأمل تفاصيلها ...أفعلا منعته من الاقتراب منها حتى سهر معها كل الليل وهي لا تقبل التفاوض لمجرد  انه قال بالخطأ لنجلاء كلمة صغيرتي ....هل كل هته الغيرة لنجلاء ....انها كأخته ولم يعتبرها ابدا في حياته كأي صلة غير الأخوة ....هز رأسه بقوة ليتجه نحو الباب تتبعه آية ...ليستدير محدقا فيها ثم قال بحذر :
(إلى اين؟؟بهته الثياب ...واين حجابك ؟)
بهتت ملامح آية متذكرة حوارهما اول مرة في السيارة وصفعاته المتكررة كما انه توعد الانتقام منها عندما تصبح متزوجة منه كيف الحل هي لا تريد التحجب ....ولا تريد كسر خاطره بعد أن ابعدته عنها و أمه مفقودة الأوضاع مرتبكة جدا   لذا فضلت عدم مناقشته الآن لتلتفت للدولاب محضرة وشاحاا ازرق خاص بفستان آخر لكنه يفي بالغرض مع سترة سوداء طويلة الأكمام ارتدتهم بسرعة ثم وقفت أمامه مبتسمة ...لم يبادلها الإبتسام بل اتجه بسرعة نحو المرآب ...عبست آية بشدة لتزيح الوشاح ببطأ تضعه على كتفيها ثم خرجت متبعة إياه....فقابلها منظر نجلاء وهي تتكلم مع عابد مرتدية منامة مليئة بالورود مفتوحة عند الصدر ....همست بحدة :
(لا لا هته تخص المتزوجين حتى ......)
كانت تدعي القلق وهي تقترب ببطأ ثم تربت على ذراعيه قائلة بلطف :
(لا تقلق عابد السيدة فيروز  ذكية وتتحمل مسؤولية أفعالها كما انه من غير الطبيعي ان تقلق أولادها بدون سبب ...قد تكون اضطرت للخروج لأمر عاجل وهي الآن تنتظركم او اي حجة منطقية...إنها فيروز مؤمن والدة وحوش آل مؤمن هيا بالله عليك ...تفائل بالخير فقط ...)
ارتاح قلبه بدرجة كبيرة وكانها بسطت له الافكار وكيف ينسى أنها فيروز مؤمن سيدة القوى ....إبتسم بأمل حتى ظهرت غمازتيه الظريفة ثم رفع عيونه لها يتأملها وهي تبادله الإبتسام بغمازتين مماثلتين لكن أحلى بكثير على وجنتها الناعمة رفع ذراعيه يربت لها بالدور قائلا بلطف:
(أنت فعلا نعم الصداقة شكرا )
ضحكت هته المرة حتى ظهرت أسنانها اللامعة ثم أومأت باعجاب ...ليستدير مكملا طريقه  ...حتى لم يلتفت لزوجته التي كانت تحترق ألما لمنظرهما كأنها هي الدخيلة في هته العائلة....
(ستندمان كلاكما ....ستندمان شر الندم..)
همست لنفسها بوجع ...ثم اتبعته ..لكن ليس قبل أن تتوقف محدقة في نجلاء بازدراء ثم اكملت طريقها بكبرياء مجروح ....
أشعل السيارة بسرعة وهو يزفر نفسا حادا.....كيف تأخرت بهذا الشكل كانت وراءه بالضبط ... رآها القرفصاء تقترب بتمايل ...وقد نزعت الوشاح من على كتفيها تاركة اياه ملتف على ساعديها....فتحت باب السيارة ثم جلست بسلطاوية متجاهلة إياه ....لينظر فيها باستغراب صارخا فيها :
(ألم احذرك من حجابك ...هل تريدين كدمة على وجنتك لتفهمين ...)
إستدارت تتأمل تفاصيله المهلكة لتصرخ فيه هي الأخرى :
(أنت أبله أم ماذا أنا لست متحجبة ...ولا أحبه وإذا لك سلطة في اخرى اذهب ...فدائما انا محل الصراخ والضرب عكس الأخريات محل الابتسام والتودد ....وكأنني منبوذة من تلك العاهرات  ....)
صدمه كلامها ليرفع يده بحركة مفاجئة ويحطها على وجنتها بقوة تعبر على ما يعانيه من هذا اليوم حتى اصطدمت بالنافذة بشكل رهيب ...و لم يكتف بهذا بل قبض على وشاحها ليلفه حول وجهها بهمجية ثم نفضها بتقزز  و تحرك بالسيارة يستشيط غضبا ......
.....في الطريق لم يلتفت إليها أبدا وكأنه نبذها في حركة مفاجئة كما أنها اتخذت حقها في الصمت ....رائحتها العطرة تغزو السيارة ....ألن تكبر أبدا ....هل خدعه جسدها وألاعيبها لينسيه في سنها .....رفع هاتفه ...يتأكد من الموقع ليستدير غلى الزقاق الضيق شاتما في نفسه من هذا النهار المنحوس ....
...هناك كانت سيارة سوداء رفيعة زجاجها أسود لا يظهر منه شيء ...توقف ورائها بريبة ليتسغرب ...هل هته سيارة صديقتها ...تبدو كسيارة السارقين 
......استدارت ابتهال فور سماعها الضجيج  لتصدم وهي ترى السيد عابد  ينظر وهو يضيق عينيه .....ثم قالت بخفوت :
(يا الهي ما الذي يفعله السيد عابد هنا )
لاحظت صفاء توترها الشديد لترد عليها بحيرة:
(هل تعرفين أخي ؟)
التفتت ابتهال على مسمع صفاء لتقول دون وعي :
(هل انتي من عائلة مؤمن )
فتحت عنبر عيونها السوداء بلون الليل الحالك فقد غفت على ذكرياتها الحلوة ثم قالت بخفوت:
(كلنا مؤمن عزيزتي )
لطمت ابتهال رجلها بعنف لتقول بحدة :
(لما لم تخبراني من البداية يا الهي ...ان السيد عابد رئيسي بالشركة ...يا الهي لقد تكلمت معه بفظاظة ......يا الهي مالعمل )
ضيقت كل من صفاء وابتهال عيونهما باستفهام لتتطوع صفاء قائلة:
(لا تقلقي لن يحصل شيء ..)
اغمضت ابتهال عيونها وهي تفكر ...هل صديقتاها من عائلة مؤمن ملوك المدينة ....ثم غتحت عيونها فجأة لترد عليها :
ك
(اذا كان هذا اخاك ولكي أخوان ....اذا ذاك يكون ...)
لتكمل عنبر قاطعة كلامها بحدة:
(راسب مؤمن ...)
....راسب مؤمن أي من تجسست عليه صباحا ولحقها حتى دخلت حمام الفتيات هربا منه ...لا رائع سوف يطردها مع إهانات من النوع الثقيل ..ويسخر من مظهرها ....
مظهرها؟؟...لا تعرف كيف هو شكلها حتى خرجت دون النظر للمرآة ...ثم اسرعت الخطى نحو مرآتها الجانبية ترى نفسها ..
(مم مقبولة ...)
وعلى صوت دق الزجاج فزعت ابتهال بشدة حتى انها صرخت بذعر لترى عابد متجهم الملامح يطلب منها فتح الباب ....إمتثلت لأمره ببطأ ليقول بقلق ونظره موجه لصفاء التي شحب وجهها فور رؤيتها له :
(هل يمكن شرح بسيط لما يحدث هنا ...واين امي واين كنتي وقت رحيلها ومالذي يحدث هنا بحق الجحيم ...)
صمت للحظات يحدق فيهن بغضب ليستدير يرمق عنبر باستغراب ثم قال ببطأ:
(وما الذي احضرك هنا اين زوجك .....مابه نهار اليوم لا يمر على خير ....ومن هته صاخبة سيارة السارقين ...)
بقت الفتيات صامتات لا يقون على الإجابة ليصرخ فيهن عابد بغضب :
(هل أتكلم مع حجارة  ..)
نظرت اليه صفاء بفراغ لترفع يديها تشير للبحر ...لم يفهم عابد شيئا ليستدير نحو ما تشير ...فيرى المنظر الحبيب الى قلبه ...المنظر الذي طالما حلم به .....راسب في حضن فيروز ...في حضن امه ....نسى حقده ونقمه عليه من تلك الليلة وركز على المشاعر الجياشة الذي انتابته تلك اللحظة ...وكأن الدموع مستعدة للهبوط لكنه يمنعها بصعوبة.....استقام بسرعة مستديرا نحو البحر ليلتفت مرة أخرى قائلا بخفوت :
(إنزلن اليهما هيا لا اريد اي مناقشة سوف الحقكما بعد قليل ..)
مطت صفاء شفتيها بامتعاض لتفتح باب السيارة بثقل تتبعها عنبر و ابتهال التي فرت باعجوبة من نظرات عابد الغاضبة .....ينزلون الدرجات القليلة بخوف واشعة الشمس منبعثة فيهم تبعث لهم بعض الدفأ مع نسيم البحر المنعش ....همست صفاء بحنان مقتربة من الكرسي الحديدي:
(أمي هل انت مستيقظة ؟؟)
رأتها تتنحنح ببطأ لتستدير قليلا ترى بصدمة الفتيات الثلاث بأشكالهم الغريبة فوق رأسها ....ظلت على حالها ثم ابتسمت بحنان لترفع يديها نشير لهم بالجلوس الى جانبها .....ابتسمت الفتيات بمودة لتتجهن نحوها .....جلست صفاء الى جانب أمها معانقة اياها بضعف وراسب بين حضنها راح في سبات عميق ....وعلى الجهة الأخرى جلست عنبر بجانب راسب والى جانبها ابتهال التي امسكتها تبتسم لها باشراق ....استدرن نحو البحر مكملين تأملهم الجميل لكن هذه المرة أقرب وأحلى وأكثر راحة ...
......اتجه نحو سيارته بعد هبوط الفتيات ...ليفتح الباب حيث ما تجلس آية ..كانت لا زالت شبه مصدومة وعلى نفس حالتها بالوشاح المبعثر ....رق  قلبه لها ....ليقترب ينزع وشاحها ثم يعيد وضعه بطريقة لائقة اكثر ....ادار وجهها نحوه ...حاله يجد عيونها محمرة والدموع لا تتوقف ...استغرب في نفسه ...هل تبكي حقا ...لم أرها تبكي أبدا ولا حتى في حادثة جدته حيث ضربها حتى تلون وجهها لكن لم تبك أبدا ..ما بها الآن  ....
(لما كل تلك الدموع الثمينة ؟ )
لم تستجب لسؤاله بل ظلت مكسورة الخاطر تنظر للبعيد ...بعيدا عنه ...مزيحة بوجهها مواصلة البكاء بصمت ....نظر إليها عابد بألم ليعيد سؤالها بلطف :
(انظري الي على الأقل ....هل تعاقبيني بعيونك العسلية...)
رفعت عيونها بثقل تنظر اليه بوجع وكأنه طعنها بظهرها وكأنه ينبذها ويرميها .....ضيق عابد عيونه ليمسك يدها بقوة قائلا بحدة:
(هل يمكنك أن تخبريني ما الذي يحدث هنا دون اللف والدوران كالأطفال الصغار ...)
أغمضت عيونها بقهر ...ها هو يعيد تلقيبها بالطفلة .....وبعد مدة فتحت عيونها لتقول بصوت مرتفع :
(ما بي ؟ لأقول لك ما بي وأنا أنظر للخادمة تنظر لك بشهوانية وكلما مررت عليها تنبذني وكانني الدخيلة ...وكلما خرجت بردائي البيتي تحدق بي ودموع تخونها وكأنني زانية ..يخونها زوجها معي ..ما بي ....و اختها تأتي لتنعتني بالخادمة والبشاعة ثم تسترضيني لعدم فضحها ....كل يوم تقضيه تلك نجلاء ببيتي لا أطمأن أبدا ....أنا لي ثمانية عشر وأميز نظرة الإعجاب من الحب من الصداقة من الأخوة ....ونظراتها مشبعة بالحب ....انت أعمى ...لكنني لست كذلك ....انا اكبر من نعتي بطفلة ....انا امرأة  حملت هموم الحياة وقد أكون أحمل طفلك الآن ....)
علت ملامح الدهشة وجه عابد الوقور .....ليتنحنح ببطأ مبتعدا قليلا ...ظل يفكر في نفسه وهو غير مصدق ...لا يمكن هذا الاحتمال شبه معدوم في عقله وقلبه ....استدار ببطأ يتأمل آية ليقول بخفوت :
(تحملين ماذا ؟ )
نظرت اليه آية بشرارة لتشتم في نفسها ثم نظرت له بحدة قائلة:
(لست متأكدة لكن اظنني حامل ...ولم أكن اريد اخبارك وتلك نجلاء هناك ...اعجم انها ستسممني او تقتلني ان عرفت ..)
اغمض عابد عينيه بهيام ليقترب منها ثانية يقبلها بشغف ...لم تمنعه ففط عانقته بقوة وهي تجذبه حتى وقع فوقها في السيارة...من يمر عليهما يحسبهما مراهقان منخرفان ...الحمد لله كانت الرابعة صباحا لم يكن هناك أي  احد والفتيات نزلن مبتعدين عن خلوتهم الحلوة ....رفع عابد نفسه ببطأ رافضا تركها ليقول بخفوت :
(أنا لم اعهد نجلاء من قبل سوى اخت لي وصديقة الطفولة ....ربما اعمتني بصيرتي على ما تريده هي ...ولكنك كوني على الثقة انني لا احب في هذا الكون سواك أنت.....يا مراهقتي الصغيرة ذو العيون الرملية ....)
ابتسمت بحنان لتقترب منه تقبله ترفض تركه ... كيف منعته على نفسها يا إلهي انها تشتاق له مئة مرة في الثانية .....
.......(هل سيبقى نائما طويلا ؟؟)
....رفعت فيروز عيونها بثقل انظر لها بامتعاض لتستغفر مديرة رأسها ....استدارت صفاء الى الفتيات من ز
وراء أمها الفاصل بينهما لتهمس دون صوت :
(ماذا هل سنبات هنا ؟؟)
ضحكت عنبر وابتهال بخفوت ..ومالضرر من البقاء على أشعة الشمس الدافئة
..لم تعهد اي واحدة منهن هذا الجو منذ وقت طويل  ...ربتت إبتهال لعنبر تهمس لها :
(هل أنت بخير ؟)
ابتسمت عنبر بجمال لترد بخفوت مماثل :
(نعم وكثيرا جلسة مثل هذه تزيل الهموم...اظنني احتاج لأخي هذه الفترة ...نعم احتاجه كثيرا ...)
أومأت ابتهال بابتسامة خلابة لتقول :
(بعد ان نوصلهم سنذهب بالتأكيد )
حدقت بها عنبر باستغراب ليصيبها الهلع فجأة قائلة بخوف :
(لا  حبيبتي شكرا أتعبتك سيوصلني ابن عمي ...حتى انني نسيت ظروفك وزوجك ..ربما قد سببت لكي مشكلة يالهي  )
ثم اقتربت منها بحذر تسألها بصوت خافت شبه غير مسموع :
(هل سوف تحدث مشكلة بسببي )
ضحكت ابتهال بخفة ...ضحكة المرارة على براءة هته الفتاة لتحدق بها بثقة قائلة:
(بك او بدونك دائما مع المشاكل ثم أنني لا اريد تركك لصفاء هته هل تريدين ان تقول تركت زوجها ليصبح الطلاق حليفهما ..)
بهتت ملامح عنبر ...هل ستفرح عند معرفتها لعراكهما ...لا والله لن يحدث الا صفاء لا صفاء ....أومأت عنبر بفراغ لتنظر اليها بوجع بادي ....بينما كانت ابتهال تفكر .....
(يالهي سيقتلني بالتأكيد ...حتى هاتفي ولم احضره ...)...سيوبخها ....سيعنفها ....ربما يحبسها لوقت طويل ....لكنه لن يتركها أبدا...ومع تفكيرها كانت تحدق في راسب النائم نومه ثقيل كفادي ...رغم كل تلك الضوضاء وبم يستيقظ يا الهي...سعيد الحظ فهي مع سقوط ريشة تستيقظ ...حتى فادي لا يخرج ابدا دون علمها ...
.....ومع التفاتة واحدة كان عابد وآية يضحكان منسجمان بشكل لطيف ...
مع فارق الصفات بينهما وحتى ذوقهما ...فهو متدين بعبائته الفضفاضة ملتحي وعيونه تلمع بعجب  ....
أما هي  فكانت كالأميرة الهاربة من قصة خيالية ...بفستان طويل يميل على ساقيها المفرودتين أزرق اللون كالبحر الذي امامها تماما .....
وعيونها البنية تشع بنور الشمس كالرمال الذهبية الذي تحيط به ....وكأنهما رمل وبحر ..مختلفان في كل الصفات ....لكن دائما معا .....
ابتسمت فيروز ببطأ تلمح المنظر الآخر القريب الى قلبها ثم فردت يدها الحرة تشير لهما .....رآها عابد وهو يتأمل زوجته الضاحكة....تلك التي وقعت  والتي من الممكن ان تكون أم ابنه....ما أجمل وقع الإبن على النغمات ..رفع يده يعيدالاشارة لأمه لتلتفت آية مستغربة فتطالعها فيروز وعنبر وصفاء وفتاة جميلة الملامح لا تعرف أصلها ولا فصلها ...ابتسمت بهوى لفيروز لتقترب منهن بحماس وقفت أمامهن تعطي الشمس ظهرها المنفرد فتدفؤه اشعتها الساخنة ..اغمضت عينيها براحة وكأنها في حلم جميل ثم فتحته تتأملهم سوية كانت فعلا لحظة سعيدة لا تنسى....
(مالذي جاء بها الى هنا يا إلهي ... )
رفع الجميع رؤوسهم لكلمات صفاء التي ستوقظ الحرب بعد قليل حتى ان فيروز نظرت إليها بشرارة تأمرها بالصمت لكن لم تسلم..... لأن آية كانت قد سمعتها لتقترب بحذر تتأملها بقرف من اسفلها الى أعلاها ثم قالت بخفوت :
(ألن تكفِ عن ملاحقتي فعلا مللت منك ومن غيرتك مني .. )
رفعت صفاء عيونها بشرارة ...أهي تغار منها ؟ هل هي واعية لم تقوله ....إنها أفضل واجمل منها ومن عائلة راقية و ثرية ....حتى ظفرها الصغير لا يساوي شيئا من هته المتشردة الصغيرة. ..وقفت بقوة و أمها تمنعها ...لكنها تأبى الإنصياع وكل من عابد و ابتهال وعنبر يشاهدن الفيلم الأكشن بتقنية ثلاثية أبعاد ...
.....واجهتها بثقة لترد عليها بخفوت وابتسامة متصنعة :
(الغيرة !؟فعلا آية ...أ هذا ما لديك ...أنني أنا ابنة النسب والشرف والسلطة أغار من صغيرة تزوجت أخي لخطأ فقط لخطأ....انت فعلا مثيرة للشفقة ولا تظنين ان مساعدتك لي في ما مضى سيجعل العلاقة بيننا ودية .. )
اهتزت حدقتي آية بألم حتى ان عابد تقدم ينوي الهجوم بأقصى الألفاظ لكن آية استدارت تمنعه بقوة مرددة بثقة :
(استطيع  الدفاع عن نفسي .... )
وفيروز تقوم بتهدئة الوضع وهي تحثهم عن الصد لوساوس الشيطان وأن كلهم اخوات .....لكن لا فائدة ....والفتاتان تتابعان فيلمهما مع الأحداث المشوقة التالية ...
التفتت ببطأ تنظر في عمق عينيها فتستشعر الحقد المصبب نحوها اغمضت عينيها لوهلة لتعيد فتحهما قائلة بثبات:
(أنا لم أساعدك لكسب ودك بل لشفقتي عليك ....كيف عاملك وكيف اتهمك بكل ما حصل ...ليطفأ نار غضبه فقط ....وكأنك مطفأة للسجائر ...وانا لم أكن اريد الدخول من الأصل الى عائلة مليئة بالحقد والألاعيب و الكره ...جربت الهرب لكن لا مفر ....والآن لا اريد ...هل تعلمين لماذا لأنني لست جبانة ....ولا أختبئ وراء الأقنعة المزيفة .....ما أنت سوى مريضة نفسية تحتاج لعلاج طويل في مشفى المجانين ... )
ألقت بكلمتها الأخيرة كما وأنها تبزق عليها.....ظلا يحدقان ببعضهما بكره. ..فقد ضربت آية النقطة الحساسة ....الأب....وكأنها عاشت معها كل الطفولة ...نعم هي كمطفأة السجائر موجودة لتفريغ شحنات الغضب فقط هذا هو عملها  ...سقطت دمعة دون إرادتها  ....لتتحسس بتبلل على وجنتها فترفع يدها تمسحها بقسوة وهي تتمعن فيها  تأبى الاستسلام .....لاحظت آية ارتجافها دمعتها ....لقد ضربتها في الصميم ...اخذت نفس عميق فقد بدأ صدرها يضيق لتستدير مبتعدة عنهم جميعا والذين كانوا مذهولين إلا عنبر كاتت تبتسم شبه ابتسامة خفية وكأن آية انتقمت لها ....ثم وقفت متجهة نحوها تتبعها ابتهال ليتركوا الإخوة والأم وحدهم  ......
(فقط قولي ماهي مشكلتك ؟ )
استدارت صفاء على مسمع عابد وهو واقف بهيبة ينظر بحيرة ....تراخت رجليها لا تستطيع الوقوف أكثر لتجلس ببطأ تنظر للأرض ثم قالت بخفوت :
(لما لا تنظر لي كأنسان...هل لك مئة اخت انا أختك الوحيدة  لماذا لا تقف مرة واحدة معي ...مالذي فعلته لكم جميعا حتى تنبذوني بهذا الشكل....أبي ثم أنت حتى أخي الصغير ....أ أنا سيئة لهته الدرجة؟....آسفة فعلا آسفة لأنني خلقت ... )
ثم غطت وجهها بيديها تمنع ظهوره ....ظل يتمعن فيها ببطأ ....ما كل هذا الكلام الجارح....هو لم ينبذها يوما ودائما ما تظل عنده هي أخته الوحيدة المدللة ...زفر نفسا عالي ليغمض عينيه ثم اقترب يجلس بجانبها يبعد يدها الناعمة عن وجهها المحمر ...تغطيه الدموع وعيونها البحرية محتقنة بشكل فظيع....ابتسم للحظة لحالها ....دائما ما تشبه الأطفال في بكائها ...تتميز بجمال صافي كجمال أمه. ..بدر ..بدر ....إنها فعلا قمر....ظل يحدق بها قليلا ليقول بود:
(انت فعلا أختي الوحيدة وانا لم انبذك يوما ...لكن تصرفاتك وجزاء لتهورك تتلقين معاملة مختلفة ...لكن هذا لا يعني اننا نكرهك بل العكس نعلمك ...وللأسف لم تتعلمين يوما...وأنا اقف مع الحق ...وارى انه من الواجب احترام زوجة اخاك حتى لو كانت من الباب العامة ابنة غير شرعية ....كوني مثل الآخرين لكسب ودهم ....كوني صفاء فقط انسي مؤمن ... )
تأملته ببطأ لأول مرة يكلمها عابد ويعاملها كأخت له ابتسمت له حتى ظهرت أسنانها  ليبتسم لها هي الأخرى  ....وعيونهما تصبح في خيال عظيم من الأشجار والبحار والمناظر الخلابة كلها تتجلى قي ذلك ااخيال العظيم ....فتح ذراعيه قليلا له ....استغربت قليلا....انها اول مرة يفعل هته الحركة مالذي يقصده  ....لتدفعها فيروز نحوه وكانت عيونها مغرقة بالدموع ...انه يوم السعادة ...اجتمعت فيه كل العائلة لترجع سعيدة كما في الماضي ....ثم همست لنفسها :
(لا ينقص سواك يا إياد حبيبي ..)
.................(افعلا اراه يعانقها ام ان بصري قد غاب )
التفتت الفتتان ببطأنحو ما تنظر ليتفاجآ بعابد يعانق اخته وامهما تبكي وايتسامة تغطي وجهها
ضيقت عنبر عينيها بريبة لترد بخفوت :
(لا بأس ربما كان لها ضغوطات .. )
استدارت آية بسرعة تقول بشرارة والغضب ينهش صدرها :
(وهل انا مركز الضغوطات .....إنها  كالكلبة الجرباء ..)

صدفة قاسية 🔞 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن