جزء12

5.4K 68 0
                                    

عيون بعيدة تراقبهم ....عيون تتألم بحرقة ....تشاهد قبلاتهم الحميمة يتبادلانها وسط مطبخها الجميل ....أصوات ضحك ..وعناقات متتالية .....لم تستطع الوقوف وتركهم لحالهم ...اتجهت وهي تعرج من ساقها ...الى المطبخ مهرولة لتتأك على باب المطبخ .....لم يسمعاها .....منهمكان في حربهما التي لم تنتهي حتى في وجودها .....قامت باصدار ضجة خفيفه علهم يتوقفون عن تعذيبها ....وبالفعل استقام عابد مجفلا ....وجهه أحمر كالفلفل من شدة الخجل ...لم ينظر إليها طويلا ليخرج دون سابق إنذار .....لم تنفعل لم تخجل تلك الفاسقة فقط بقت واقفة تحدق في ملمح ذهابه ثم استدارت قائلة وابتسامة مشرقة تعتلي وجهها:
(صباح النور عزيزتي إعذرينا عن ما بدر منا إن كان هذا حتى في منزلنا )
نظرت إليها نجلاء بحدة دون الابتسام تكاد دموع حارقة تنزل هاربة لكنها تماسكت نفسها بصعوبة لتقول بثبات:
(لا دخل لي على الإطلاق جئت لتحضير الفطور ليس إلا)
نظرت إليها آية نظرة شملتها جميعها لترد عليها بازدراء:
(نعم أرى هذا .....لكن لا تقلقي إبقي في غرفتك أنا سأحضر كل شيء)
همست لعا نجلاء بشرارة:
(أحضرني عابد منذ سنين للمبيت معه و خدمته ليس للنوم في غرفتي )
إختفت إبتسامة آية ليحل مكانها ملامح الغضب .....ثم ردت عليها بحدة:
(إذن إبدئي بغرفتي رتبيها ونظيفيها ....انت تحبين التنظيف....ليكن ما تريدين )
دهشت نجلاء ليس هذا ما طلبته تحب تنظيف غرفة عابد فقط وليس غرفة الحية ....لكن ما باليد حيلة ....امتثلت لأوامرها تعرج ببطأ ....نازلة للطابق السفلي ....عبر المصعد المنزلي .....
(يا إلهي ما أسلطها .....يا ترى أين ذهب )
.....إتجهت آية الى غرفة النوم ....لكنها لم تجده....ثم الى الحمام .....لم تجده....قاعة الضيوف وكذا القاعات الأخرى ...لم يكن هناك ....تظنه خرج ....لترجع الى المطبخ يائسة حتى قابلها خيال ضخم ....قطع طريقها فجأة ...لتفزع قافزة ....خوفا ...كان عابد نفسه ومن غيره.... يضحك على ردة فعلها الخرقاء ...لتضربه عدة مرات على ذراعه ....ضربات خفيفة لم يحس بها اصلا...أمسك بها بقوة يجرها خلفه نحو غرفة نومه ...تحاول الفرار منه ....لكن لا مجال أبدا .....دخلت مرغما عنها ليقفل الباب خلفها ... استدارت آية ترى غرفته الجميلة ....تتأملها بتحسر .....حتى لفت انتباهها صندوق كبير مغلف فوق السرير بجانبه أكياس عديدة ....اتجهت اليه مستغربة مما يحتويه لمسته ببطئ ثم سألته بحيرة :
(ماذا يوجد به؟)
نظر فيها بتحفز ثم رد عليها :
(أنظري لكي تعرفي )
شدها حماسها لتفتحه.....امتدت يداها تزيل الغلاف اللعين .....اندهشت عيناها مما تراه ....لتسقط دموع خائنة ..دموع الفرحة التي هبت في قلبها .....كان قالب حلوة .. مرسوم عليه صورتها ......رفعت عينيها اليه بعشق لتهمس له باعجاز:
(يا إلهي لقد تذكرت )
ابتسم لهى بهوى ليرد عليها :
(وكيف أنسى عيد سليطة اللسان وهي تذكرني به كلما اقتربت منها )
تأملت ذلك القالب الوردي الذي يحمل ملامحها وهي تضحك ....لقد التقطت هذه الصورة في هذه الغرفة متى؟لا تعرف ...انها ترتدي قميصه مبتسمة ..شعرها فوضوي ....تقوم بلقطة خاصة بشاشة موقعها .....لقد أخذها من هاتفها ...نعم تذكرت الآن ....التقطتها بهاتفها عندما كان بالحمام ..ابتسمت بلطف....اللعين لا يغفل عنه شيء.....لتعيد غلق الصندوق وضعته على طاولة بعيدا على السرير ....ثم نظرت الى الأكياس بتحفز ....لم تستطع الصبر لتوقع بمحتواهم كلهم على السرير مبعثرة اياهم منها العطور ومنها الملابس الفخمة .....المجوهرات وادوات تجميل الباهضة .....ضحكت بلطافة لتلفت انتباهها علبة صغيرة زرقاء اللون تحوي خاتم على ما يبدو .....حملتها بإعجاب لتفتحها ببطئ.....نعم كما توقعت كان خاتم فضي مرصع بالألماس النقي تحيطه الورود الصغيرة المزينة بالفيروزات مختلقة الأشكال والألوان .....يلمع كالنجم الساطع ....وما أجمله...لم تر في حياتها أجمل منه ....شعرت به يحتضنها من الخلف بقوة....صدره يقابل ظهرها .....يضع يديه على خصرها بجرأة أذابت الباقي بها .....يحيط عنقها بوجهه مقبلا إياها بحنان .....رفعت يدها الى شعره تربت عليه ببطئ مغمضة عينيها....مستمتعة بما يفعله ...رفع رأسه ببطئ ليهمس بخفوت :
(هل أعجبك ؟؟)
فتحت عينهيا لتهمهم له باعجاز تاركة له ثقلها ...ثم قالت له تدير وجهها اليه تقابل عينيه الجميلتين :
(إنه أجمل خاتم أراه بحياتي )
إبتسم لها ليقبلها قبلة صغيرة ثم أدارها يمسك الخاتم بدوره .....ثم أمسك بيديها السمراوتين .....يلبسها الخاتم كأنهما في خطبة حصرية ....تبتسم بعمق .....من حركته الرومانسية ....رفع عينيه اليها قائلا بثبات :
(أظنك لست مراهقة بعد الآن)
ضحكت بخفوت ثم اقتربت منه قائلة :
(نعم أظن ذلك ....)
ثم ربتت على وجنته بإغراء لتعيد القول بصوت مرغوب :
(لما لا ترجع هذه الأشياء الى أكياسها بينما يتسنى لي الوقت لإبدال هذا الثوب ...بمنامات أعجم انك تتمنى رؤيتي بها في كل حلم من أحلامك )
زادت إبتسامته الخبيثة ليومئ لها هامسا لها بخفوت :
(لا تطيلي البقاء...)
إبتعدت عنه بإرغام لتتجه الى الحمام بحماس وفرحة تغزو قلبها ........
.......تنظر إلى نفسها.....جميلة بحق ....ثوبها الأحمر القاني بدانتيله المتشابك الأسود ....يبرز جسمها بطريقة مثيرة تشعل رغباته الذكورية من النظرة الأولى .....وشعرها الأسود القصير تركته حر طليق يصل الى عنقها ....ذلك العنق الذي يعتليه ....سناسل فضية متعددة كل منها تحمل قصة مختلفة .....زينت وجهها ...بأجمل ما تعرف ....لتصبح آية في الجمال ....نعم إنها آية بحق .....تفكر في زوجها .....انها تحبه .....اسرع عملية حب توقعتها .....بالرغم من كل ما حصل معها ....تسعة أيام قضتها معه ....جعلتها واقعة في غرامه .....الكثير من الأشياء تجعلها تتوعد بقتله لكنه يعيد جذبها اليه بطريقة ما .....نعم ستصارحه بأنها لن تستطيع المكوث بدونه .....ان يكن ....هاته الحقيقة .....
خرجت تضم نفسها ....حمدا لله نجلاء لا زالت منهمكة في العمل بالطابق السفلي...مما أراح قلبها ....لتتابع خطاها نحو غرفته ....دخلتها بتوتر ..لتغلق الباب ببطئ.....لقد نظم وأعاد كل شيء لمحله .....فراشهما خالي لا يحتاج ...إلا لهما ...إبتسمت له ....كان ينظر للنافذة ...شارد وابتسامة خفية تعتلي عينيه الآسرتين
دخلت مصدرة ضجة خفيفة ليستدير مجفلا .....نظر اليها بإعجاب من ساقيها العاريتين الى خصرها النحيف الجذاب الى صدرها الفاتن الى عنقها البارز وصولا الى وجهها الآسر ....اعتلته ملامح الدهشة ليقترب منها ببطئ يمسك بها فيجذبها نحوه قائلا لها:
(هل رأيتي فتاة خرقاء بثوب أصفر مارة من هنا؟؟)
ضحكت بخفوت لترد عليه بلطف :
(أتقصد تلك المراهقة .....أظنها ذهبت ولن تعد....)
تظاهر بملامح الحزن ليقول بصوت خافت:
(لا ...أظنني سأشتاق إليها...والى لسانها الطويل )
إقتربت منه ببطىء هامسة بخفوت شديد :
(لا أظن هذا)
إبتسم لها بخبث ليجذبها نحوه بقوة مقبلا إياها بشغف ....أحاطت عنقه بيديها الجميلتين ..... طالت قبلاتهما حتى أحست بيديه الصلبتين تمتد الى ثوبها تفتح سحابه فيقع تاركا المجال لعينيه ثم يتبعه ملابسها الداخلية تجولت يداه على جسدها الراشد لتقوم هي بدورها نازعة عنه جميع ملابسه ببطئ بالمثل
........حملها بلطف ووضعها فوق الفراش ...يعتليها مكبلا إياها بقوة.....
.....تناثرت دماء عذريتها...على فراش أحلامها .....كانت هذا آخر ما تذكرته من ذلك الصباح الجنوني ....
......فتحت عينيها ببطئ على ملمس قبلات تمر بظهرها المتمدد على صدره القوي ....ذراعه موضوعة فوق صدرها العاري ...ابتسمت بحنان لتستدير مواجهة له ...يبادلها الابتسام ليواصل تقبيلها لكن غير المكان الى وجهها المقابل له ....ضحكت بنعومة لترفع يدها على فمه توقف قبلاته الهمجية ...زاد من عناقه لها....يتمعن بتفاصيلها....وضعت رأسها على صدره العاري فسمعته يقول بخفوت:
(مساء الخير...)
بادلته القول :
(مساء النور ...كم الساعة هي الآن في رأيك ..)
أجفل عابد ليتركها متجها الى الجانب الآخر يحمل هاتفه ...أحست آية بالبرد بمجرد تركه لها ليعود إليها....لم تنتظره لتعيد معانقته بقوة ...يستقبلها بحنان ...
(انها السادسة مساءا)
اندهشت آية لتستقيم جالسة قائلة بلهفة :
(هل نحن هنا هنا منذ العاشرة صباحا)
تمعن عابد في منحنياتها التي انكشفت بمجرد جلوسها ....ليبتسم وهو يعيد التمعن بها ....لاحظت نظراته لترفع الغطاء ...عنها ثم تحركت ترفع ثوبها مرتدية إياه بسرعة .....استغرب عابد لردة فعلها ليقول :
(أعمالنا استحقت الوقت بالفعل ....بالمناسبة لقد صرفت نجلاء مدة أسبوع ....إذا انت وحدك الآن)
استدارت آية بسرعة البرق ....لتبتسم ابتسامة الفرح والنصر .....قافزة من شدة سعادتها لتقول:
(أسعد ثاني خبر أسمعه اليوم...هيا قم ...نشرب القهوة لوحدنا في بيتنا )
استقام عابد واقفا لا يمنع على عينيها شيء ...لتستدير مجفلة من الخجل حتى توردت وجنتاها ....ابتسم عابد من ورائها ليتناول ملابسه يرتديها ببطئ ....مستديرة تنظر للباب تنتظر حتى ينتهي ...تفكر فيما جرى بينهما لتغمض عينيها متأوهة بصمت ...أعادت فتحهما بسرعة على إحساسها وهي تطير فوق الأرض .....كان يحملها لكن هذه المرة بشكل مهذب ....اخرجها من الغرفة متجها بها الى المطبخ ....اجفلت آية قائلة:
(الكعكة !!!)
أنزلها عابد ليعيد الرجوع الى الغرفة يحضر الكعكة الحلوة مثلها .....وضعها على طاولة المطبخ .....لتضع هي بدورها أكواب القهوة....ملئتها وجلست بجانبه محضرة سكينا تقطع الكعكة بها ...أخذ منها السكينة وباشر بالتقطيع لتوقفه آية ممسكة بذراعه المرتفعة قائلة بحدة :
(يا إلهي هل ستقطع وجهي )
توقف عابد لينظر اليها بحيرة قائلا:
(اذن ماذا سنأكل إن لم أقطعها )
نظرت إليه بحسرة لتتركه يقطعها ...غرز السكين في منتصف وجهها بالكعكة لتهمس لنفسها بأسف:
(ها قد ذهبت كعكتي الجميلة )
تأكل وجهها بصمت ...انها لذيذة على الأقل استدارت لعابد تقول بلطف:
(أنا لذيذة ها؟!)
توقف عن الأكل ليرد عليها بخبث :
(عن وجهك أم كاملك ؟!للإثنين انت لذيذة لكن كاملك ألذ )
ضربته آية برفق على يده قائلة وقد إحمر وجهها من شدة الخجل :
(ألن تعقل أبدا)
.........................................................................
يعاين المرأة العجوز بتعب انها المرأة الأخيرة .....
(انتي بخير ضغطك جيد وتنفسك على مايرام ..فقط واصلي أخذ أدويتك بانتظام )
نظرت إليه المرأة العجوز بود لتربت على وجنته برفق ثم نهضت قائلة:
(جزاك الله خيرا يا ولدي بماذا أوفيك )
نظر إليها خالد بعقوية ليرد بابتسامة :
(بالدعاء جدتنا ...)
إبتسمت له العجوز لتتجه الى الباب تخرج منه بصمت .....اغلق خالد العيادة ....ليستلقي على السرير الطبي كأنه هو المريض بإعياء .....ينظر للسقف بشرود .....ملامحها لا تخرج من عقله ....انها تفتك به كل ليلة ....يحتاج لرؤيتها ولو للحظة ....أيام مرت كالجحيم من دونها....تأثيرها عليه جعلته ضعيفا ....ظن أنها مجرد نزوة عابرة سينساها مع مرور الوقت.....لكن كانت أكبر من ذلك.....قاطع تفكيره صوت رنين الهاتف ليرد عليه بتعب واضع إياه على أذنه بضعف :
(هيا أنا أنتظرك بالخارج لا تتأخر)
أقفل الخط دون الرد حتى .....تنتظره خارجا....انه لا يطيقها هاته الأيام ....تتصرف وكأنها مراهقة صغيرة ... مراهقة!!!...يعلم من هي المراهقة وتفكيرها راشد ....إنها عكس زوجته.....
(توقف عن التفكير بها أبله إنها في بيتها متنعمة وانت فكر بالهم الذي يفتك بك )
زفر نفسا حادا خرج من صدره كلهيب النار الحارق ليستقيم ينظم اغراضه متجها نحو زوجته التي تنتظره بالخارج ...
جالسة بالسيارة تبتسم بهدوء ....زينت نفسها من أجله ....ترتدي حجابها بإمعان ....نسيم الإشراق ينبع من عينيها ....استدارت على ملمحه لتلوح له ببلاهة ....لم يبادلها أيا منهم إكتفى بالسير نحوها وركوب السيارة في صمت .....لم تزل إبتسامتها بل بقت تنظر إليه بعشق ....لتعانقه بحنان قائلة بلهفة:
(إشتقت إليك كثيرا كثيرا كثيرا أكثر مما تتصور )
حانت له إبتسامة على تصرفاتها الطفولية ليبادلها القول ببرود:
(انا أيضا)
ضحكت ضحكة عفوية لتقول بثبات:
(كنت بالبيت مالة من الجلوس لذا فكرت بالمرور عليك كما أنه مر ما يقرب خمسة عشر يوم عن ذهاب عابد...لما لا نزورهما ....إشتقت الى تلك الشقية هيا نغير الأجواء قليلا )
لحظتها فتح خالد عينيه باتساع ملحوظ ليستدير مجفلا يومئ برأسه دون وعي قائلا بوهل:
(صدقت !)
نظرت إليه بإعجاب لترد عليه بحماس:
(إذا هيا نذهب للمنزل نستحم الى ذلك ثم نتجه نحو الشقية الجميلة )
لم يستمع لها حتى فقط حرك السيارة متجها بسرعة ضربات قلبه تزداد قوة....تأثيرها عليه يبدي مفعوله الآن .....
.....يجفف جسمه بالمنشفة الكبيرة ....تحدق به بإغراء ....زوجها ولها كل الحق ....تناولت ملابسها ...لتبدلها أمامه لعل الشوق يحل عليه فيرحمها قليلا ....لكنه لم يعرها الاهتمام أبدا كأنها ليست موجودة ...تحسرت قليلا لكنها لم تفقد ابتسامتها ....خالد منهمك هذه الأيام لذا هي تعذره على الأقل .....لكن زوال ذريتها ....وخلو حياتها من الأطفال جعلها وحيدة .....كما انه لا يساعدها بالقدر الكافي .....جربت علاجات متعددة أبت بالفشل.....أظنها عقيمة بحالها ....لن تستطيع إفراحه في أي مسألة تتعلق بهما....لن تفقد الأمل ....ستواصل المحاولة ....حتى تحمل جنينهما بأحشائها ...تسعده بمسألة الأطفال.....لم يناقشها أبدا فيما يتعلق بهذه المسألة.....خالد بارد الطباع منذ اليوم الأول لزواجها منه .....حيث اقترح ذلك اليوم عليها الطلاق ....وبكائها المستمر بالحمام ....لم يؤثر عليه...لم يرف لها جفن تلك الليلة خرجت في الصباح التالي عينيها متورمتين ....نظرت إليه بتحسر ...كلما تنظر إليه تزداد دموعها إنسيابا ...استدار مجفلا على مسمعها ...ليستغرب من مظهرها الغريب قال لها بثبات:
(هل انت بخير ؟؟)
رفعت عينيها بثقل تنظر إليه بتوتر لتجلس على السرير ...ليس لديها القدرة على الوقوف أكثر...ثم قالت له بخفوت:
(قبل مرض والدتي كانت لي أحلامي الوردية .....أخي يساعدني....ويحميني .....أبي يحنو علي ويحتويني ..كانت حياتي جميلة بعض الشيء بالرغم من الصعوبات التي واجهتني .....انت اكثر من يوقن حالة أمي الصعبة.....ترى أنها لن تعيش طويلا ....لتعرص علي صفقة ....أصبح منها مطلقة ....عنبر مؤمن طلقها ابن عمها .....كما أنك تعرف ان الطلاق في عائلتنا كالنبذ ....أولهم من سينبذني جدتي التي لا تطيق أمي بأي نوع ....ستعذبها حتى قبل موتها ....وأخي إنه كأخوك أيضا ... لم تفكر يوما كيف ستقابله بعد ان تطلق أخته الوحيدة ....لم أعهدك هكذا خالد أبدا ...كنت لي أفضلهم)
ثم قامت ترتدي ملابسها تتجه لتبقى في الحديقة لعلها ترتاح من آفات هذا اليوم اللعين.....
(هل أنتي جاهزة ؟)
....استيقظت على صوته يسألها لتبتسم تومئ له بصمت ....
واصلا الطريق بالسيارة .....صامتان بحالهما ....كل منهما بما يفكر ....منها من يتذكر الشخص سبب ذكرياتها المؤلمة ومنه من يتذكر الشخص صاحب الذكريات الحلوة بطبعها ....
....نائمة على حضنه بحنان يمشط شعرها بأصابعه كالأطفال الصغار مغمضة عينيها ترتاح من أشغال المنزل .....ترك شعرها ...ليجذبها إليه ببطئ ....فتحت عينيها ترى وحشها مالذي ينوي فعله ....قام بإلقائها على صدره الضخم ثم قبلها على عنقها برفق .....تتأوه له بصمت ....تأوهات زادت من رغبته فيها .....ليبدأ في مجاراتها على جسدها النحيف .....قطع جوهما الرومانسي صوت الجرس.....شتم عابد بصوت مسموع ليستقيم جالسا متجها إلى الباب .....أما آية إكتفت بتنظيم ملابسها التي بعثرها الخبيث في حربهما .....سمعت أصوات مختلجة لنساء ورجال ....إستغربت في نفسها:
(من سيأتي في هذا الوقت؟ )
إتجهت الى خزانتها ترتدي ثوبها الأزرق الفاتح الجميل الصيفي وشعرها محكم بضفائر كعروس البحر .....خرجت بحذر لتلمح من بعيد .....إمرأة تعجم أنها تعرفها....ابتعد عابد قليلا ....كانت عنبر ....صرخت آية بسعادة قائلة بلهفة:
(عننننبر!؟)
جرت عندها تعانقها باشتياق إستقبلتها الأخرى باشتياق يماثله ......قبلتها بنهم على وجنتيها الجميلتين ....لتتنحنح قليل تنظر إليها بتمعن قائلة:
(صرتي أجمل على آخر مرة رأيتك فيها)
ردت آية عليها بتهذيب :
(من فضل عينيك الجميلتين )
ثم إستدارت تنظر الى خالد الذي كان يبادلها النظر بإعجاب ....لتعانقه بدورها ..بحنان بالغ ....استقبلها خالد بترحيب ثم تنحنحت بخجل قائلة:
(هل تتذكرني )
ضحك لها بخشونة ليقول بخفوت:
(القطة الشرسة وكيف أنساك )
بادلته الضحك بنعومة ....لتصفق من شدة السعادة تدعوهم لقاعة الضيوف حتى تحضر لهما القهوى ومختلف أنواع الحلوى ...اتجهت الى غرفة نومها يتبعها عابد بغضب أغلق الباب خلفه ممسكا بها بقوة قائلا من بين أسنانه:
(كيف تعانقيه بذلك الشكل ....انه ابن عمي انا لا أنتي آخر مرة سمعتني لا أريد وجهك معه فهمتي ؟؟؟)
أجفلت آية مستغربة لتقول باقتضاب:
(حسنا فهمت لا مشكلة..... لك هذا أعتبره مجرد صديق قام بمساعدتي بشكل كبير في فترة ضعفي )
زفر عابد نفسا حاد ليستدير يضرب السرير بغضب ....أمسكته آية بهلع قائلة بحنان :
(هيا ما به حبيب زوجته .....أيحتاج قبلات الطاقة )
أبعدها عنه بعنف ليجلس بعيدا عنها ....حسنا انها تعذره ....عابد شخص غيرته صعبة ....لا تريده ان يحزن.....انه احلى بكثير في حنانه وجمال عواطفه لذا اتجهت اليه وجلست على حضنه فوق رجليه تعانقه بحنان ورأسه على صدرها تقبل على جبينه بحنان ....لم يستطع منع نفسه ليبادلها العناق ....انه لا يخطئ أبدا كان خالد ينظر اليها بعشق نظرات لم يرها حتى مع زوجته عنبر ....خالد عنيف في حبه...يستطيع فعل المستحيل لأخذ ما يريد ....لكن وليس عابد موجود.....سيدافع عنها وستكون ملكه الى آخر نفس في صدره .......
سمع صوت صفق الباب ليلمح ذهابها .....لم ينتظر طويلا ....قام بتغيير ملابسه ليتبعها متجها الى قاعة الضيوف ...كانت قد حضرت القهوى وغيرها من المأكولات جالسة بجنبهم تتحدث إليهم بتهذيب وابتسامة تعتلي وجهها بإشراق ....خالد ينظر اليها بوهل ....ضغط على أصابعه بشدة ...انه لا يطيقه ..منذ صغرهما لا يطيقه....خالد شخص مستفز يغار بشدة ....خاصة من علاقته بجده و أباه كونه كبير العائلة و محبوبهم....لا طالما كان خالد منبوذ يحاول الإنفصال على العائلة...أما عابد فكان من يلتزم بكل تقاليدها ....أباه يفضله على إخوته الباقين ....حتى جده يقول انه من يكفله بالبقاء بالرغم من وجود إياد الأكبر منه .....إستدارت آية على ملمحه وهو شارد لتجذبه بلطف من يده إستجاب لها جالسا بجانبها .....يتبادلون أطراف الحديث بلطف
(هل ستعودان للمدينة )
'ردت عليها آية بخفوت :
(ربما بعد معرفة نتائج البكالوريا ينرجع لمواصلة دراستي )
أجفل عابد مستغربا هامسا لنفسه
(أي بكالوريا وأية دراسة)
ليسمع خالد يقول :
(إذا سترجعون ....رائع شيء جيد مدينتنا مليئة بالجامعات الممتازة ماذا ستمتهنين )
ردت عليه آية بود:
(الطب )
أجفل خالد مبتسما ليقول ....وكل من عنبر وعابد يراقبنهم في صمت ...:
(رائع إذا سأساعدك بدوري كونكي ستصبحين طبيبة مثلي ....في أي مجال؟)
نظرت اليه بحيرة ثم أجابته بتردد:
(لا أعرف نتيجتي ستخبرني الى ذلك الوقت سنفكر في الموضوع )
أومئ لها بصمت ....ليسمعوا صوت عنبر تقول فجأة:
(يا إلهي ما أجمله هذا الخاتم ....لم أره بيدك قبل اليوم)
نظرت آية الى خاتمها بعشق لتستدير الى عابد الذي يبادلها النظر بسكون قائلة بحنان:
(أحضره عابد كهدية لعيد ميلادي ....صدقت انه أجمل خاتم رأيته في حياتي ...زوجي العزيز ...ذوقه الجميل حقا )
ظهر طيف ابتسامة على وجه عابد أما خالد فقد إكتفى بالتحديق من بعيد بملامح شبه ميتة كأنه يحاسبهم على حبهم البالغ لبعضهما ....كيف تحسنت علاقتهما ....كانت لا تطيقه...وهو بالمثل....الآن هدايا....وألقاب ودلع .....لم يحسب له حسابا ...جزء من ثقته تحطم ....تمنى لو بقى بعيادته مستلقي يحلم بأشياء لن تحدث أبدا ........


صدفة قاسية 🔞 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن