إستدارت آية لتتأكد من هوية المتكلم لكنها لم تخطئ أبدا كانت تلك العجوز منى تنظر إليها بنظرات شرسة شيطانية وعلى يدها سبحة تحركها تلك اليد المجعدة التي تملك مختلف انواع المجوهرات القادرة على شراء بيت والدتها كله ....بادلتها النظرات ثم قالت لها بكلمات تخرج كاللهب من صدرها:
(ليس لديك الحق في ضربها ...وحاولي ان تضربيها فقط وسترين الويل ...اعتبريه تهديد )
شهقت العجوز منى وصارت تضرب ساقها ووجهها إستغربت آية مما تفعله حتى سمعت صوت عابد يصرخ من ورائها :
(ما الذي يحدث هنا ما بك جدتي)
لا تعرف كيف ومتى افتعلت دموع مزيفة لكنها رأتها وهي تمثل أمامه ببراعة على اساس هي المظلومة ... لتقول له :
(ضربتني يا عابد يا حبيب جدتك ...ضربتني وهددتني والكل شاهد)
انتشر الغضب في ملامح عابد ورأته كما لم تره أبدا.... وحشا قادر على نهش لحمها حية .... ليصرخ بصوت زعزع المكان:
(هل هذا صحيح ..؟! )
عم الصمت المكان إلا صفاء التي صرخت بجنون :
(صحيح..صحيح يا أخي )
ونطقت امرأة من ورائها لا تعرفها لكن اقسمت في نفسها ان عرفتها لقتلتها حية تلك الفاسقة :
(نعم صحيح )
انصدمت آية لتصرخ بدورها مدافعة عن نفسها:
(كاذبون كلهم كاذبون )
استدار اليها باجفال ليقول :
(ليس كلهم على ما أظن )
ثم اتجه إليه حاملا إياها من شعرها يجرها على الأرض قائلا بغضب بالغ :
(اذن تضربين وتشتمين جدتي)
ويضربها على يدها التي تحاول مقاومته أوقفها على رجليها وهي تصرخ من وجع قبضته ثم ضربها على وجنتها بضربات متتالية لم تستطع عدها ...ظنت انها نهايتها لولا يد امسكتها تجذبها نحوها ويد اخرى امتدت تمسك عابد الذي لم يتوقف عن ضربها حتى الآن
سمعت أصوات مختلطة استطاعت تمييز احدهم يقول :
(يهديك الله يا عابد مالذي دهاك...يا اخي فلتهدأ ....استغفر الله في نفسك والعن الشيطان)
وكان هذا آخر ما سمعته قبل ان يغمى عليها
........................................................................
ينفث سيجارته بعيدا ينظر الى السماء الزرقاء ....يفكر ويفكر كيف تركها تذهب كيف استسلم ولم يجارها ...لماذا لم يحارب لأجلها ...انه يحبها ...منذ اليوم الأول يعشقها ....هي إبنته وعشيقته ......ملامحها يحفظها عن ظهر قلب .....لا يزال يتذكر أحلامهما و إبداعاتهما سويا ...يجلسان على قمة الهضبة في وقت الغروب مستندة على صدره تقبله بنهم ثم تبتعد عنه لتأخذ الهواء ...تبتسم وتستلقي بجواره ضاحكة للسماء .....قلبه يتقطع بعد ما حدث تدمر كل شيء ....بعد الحادث المرير
....لحبيبته ... أخرج هاتفه من جيبه ليشعله ..الكثير والكثير من رسائل أمه و عائلته ...ورسالة واحدة من رقم مجهول ...فتح تلك الرسالة ليسمع صوت حبيبته سمع الرسالة واعادها آلاف المرات وفي قلبه يهمس لنفسه :
(يا نور قلبي لا اعلم كيف سأصبر من دونك...لكن سأحاول مهما كلف الأمر )
ثم أعاد نفث سيجارته ...على الأقل خففت الرسالة من ألم قلبه الحاد ولكن لن تغير شيئا ..ف دعاء لعبد الهادي ..وعبد الهادي لدعاء
........................................................................
إستيقظت على ضوء ساطع في عينيها لمحت من خلاله رجل ضخم ينظر اليها حدقت فيه أكثر كان خالد الرجل اللطيف .....عانقته دون وعي عانقته بقوة .....دهش خالد من العناق المفاجئ لكنه استقبلها بمودة اذ شاركها العناق وصار يواسيها ويحني على كفها ....ارتفعت يداها إلى عنقه لتزيد من ضغط ضمها إليه فهذا ما تفعله عندما تريد الشعور بالأمان ...ثم استفاقت لما تفعله لتبتعد بحركة خاطفة قائلة :
(أعتذر ان ان ان أزعجتك )
شتم في قلبه مرارا وتكرارا ثم قال لها يحاول تهدئتها :
(لا بأس لا بأس لا تقلقي دعيني أضمد لك جروحك )
جروحي!؟ لمست آية وجهها وشفتيها فتأوهت لشدة ألمها اقترب منها خالد ولامس جروحها برفق وصار يضمدها لها ... بعد لحظات دخلت عليهما عنبر دون إسئذان حتى تأفف خالد ليستدير قائلا لها:
(كم نبهتك من مرة عن ضرورة دق الباب )
ردت عليه بحرج :
(ظننت انه لا يوجد في الموضوع حرج إذ المريضة من العائلة والطبيب نفسه زوجي )
أجفلت آية بدهشة لتقول دون وعي وهي تحدق فيهما بريبة :
(زوجك ؟؟!!)
ثم اعادت النظر الى خالد الذي كان ينظر أرضا
متجاهلا اياها ...
ضحكت عنبر بخفوت قائلة :
(نعم خالد زوجي الم يقل لكي ؟؟)
ردت عليها آية بهدوء وملامحها ساكنة:
(لا أخبرني لكن نسي إعلامي عن اسم الزوجة الكريمة ويا للمفاجأة إنها انتي يا عنبر يا لحسن حظك يا خالد سيدة الحسن والجمال اخذتها لنفسك )
احمرت وجنتا عنبر من الخجل فردت عليها بخفوت:
(هذا من لطفك عزيزتي )
أما عن خالد فقد كان الصمت حليفه ....
دخل عابد الى الغرفة الطبية حاملا عدة ادوية ومرطبات لآية
.....نظرت إليه باجفال فاسودت ملامحها و زادت من ضغط قبضتها حتى ابيضت مفاصلها ... ثم سمعت صوته يقول :
(هل انت مرتاحة الآن لما فعلته لنفسك)
ردت عليه بقسوة وهي تحدق فيه بكره:
(ليس كراحتك في ضرب النساء يا ضعيف )
وقف خالد يحاول اخراج عابد لكن عابد بقى صارما واخذ بالاقتراب من زوجته حتى وقف أمامها قائلا:
(ألم تتعلمي درسا ابدا ...)
ابتسمت له بخبث ثم ردت عليه بابتسامة عريضة :
(انا اتعلم الدروس من المعلمين فقط وليس الأطفال أمثالك )
هنا تدخل خالد ليفصل الوضع المشحون لكي لا يزيد سوءا ظل عابد يحدق فيها باستغراب ....ألم تخف منه ولو قليلا ألن تهابه ابدا ؟؟ ...لم يستطع السيطرة عليها وهي طفلة ....فكيف سيسيطر عليها عندما تكبر ..... ثم خرج مستجيبا لطلبات إبن عمه ....ليأمر خالد عنبر بالخروج علها تهدئه وتبقيه بعيدا عن الغرفة ...
امتثلت عنبر لأوامره فخرجت وراء عابد تشده من ذراعه نحو غرفة الضيوف اما خالد فقد عاد لآية قائلا باستفهام :
(لا زلت مستغربا منك يا صاحبة السابعة عشر ...)
ضحكت له آية لترد عليه باستغراب مع نبرة ثقة:
(أممم ولماذا؟؟.)
ضحك ببطأ على كلامها الطفولي ليقول لها:
(كل من في القصر يمتثل لأوامر عابد وباقي الرجال.....لكنك انت بالرغم من الضرب والاستحقار والكذب المرغم لم تخافي منه ولا زلت صامدة )
أجفلت آية باستفهام لترد عليه :
(الكذب المرغم...لا اتذكر انك كنت في المطبخ لتعرف من الصادق؟؟)
رد عليها:
(انا لا اصدق جدتي .....فهي كاذبة ماكرة بطبعها ....لن أظلمك...فلم اشهدك كذبت علي من قبل )
ابتسمت آية له بحنان لتهمس بخفوت :
(تبقى الشخص الوحيد الذي احبه بهذه العائلة )
بادلها الابتسامة بأكبر منها قائلا :
(حقا!!؟)
بهتت الإبتسامة لترد عليه :
(وعنبر زوجتك وفيروز زوجة عمك )
تبلدت الأجواء عند تذكره لعنبر لكن حاول صنع ابتسامة مزيفة قائلا لها ببرود متصنع:
(بالطبع)
........................................................................
خرجت من الغرفة الطبية صارمة متجهمة الملامح كأن شيئا لم يكن واجهتها فيروز بدموع حارقة قائلة:
(سامحيني يا ابنتي كنت فوق لم اشهد ولم اسمع شيئا حتى نزلت واطلعوني على ما حدث )
ثم انفجرت في بكاء هستيري ابتسمت لها آية بحنان لتقول:
(انا لا الومك فأنت لم تفعلي شيئا...كله على العجوز وصاحبة الشعر الأشعت ...)
عانقتها فيروز قاستقبلتها آية بحنان ....لازالت لا تصدق انها ام عابد وصفاء وراسب أولئك الشياطين الظالمون ...ابتعدت عنها فيروز لتمسح دموعها وناولتها مفتاحها مكتوب عليه زوجة عابد ..عبست آية لماذا لم يكتبو إسمها ....لكن مع ذلك احست بالفرحة على الأقل هذا ما كانت تحتاجه الراحة في غرفة الأحلام ...شكرتها آية وصعدت دون سابق إنذار....
دخلت الغرفة بصمت .....غدروا بها حتى زوجها الذي كانت تظن أن بقلبه القليل من الرحمة ...لم يرف له جفن إلا وكاد ان يقتلها ضربا...اتجهت الى الخزانة لتغير ملابسها ...لم تهتم لنوع الثوب او شكله فقط اختارت عشوائيا دون وعي لتستلقي على جانبها متذكرة أحداث الصباح....وعيونه الخضراء الفاتنة...تلك العيون التي تجمعت فيها ظواهر الطبيعة..تأسر الناظر وتقتل العاشق ....كانت تظن ان وراء هذه العيون حنان العالم كله مختبئ ..لكنها تغيرت نظرتها ...انها تمقته الآن ...لن تستطيع العيش معه بعد فعلته هذه .... كله بسبب عائلتها وأمها..أمي؟! ...تذكرت أمها مجفلة لتتجه الى حقيبتها ولحسن حظها وجدت هاتفها كما تركته...أشعلته وطلبت الرقم لترد عليها أمها بسرعة قائلة بلهفة:
(يا إلهي آية يا حبيبتي كيف حالك ...اشتقت لك ...ماذا حصل....كيف عاملوك....هل تريدين المجيء اليك ....كيف حال دعاء ...هل اطلقوا سراح محمد ....هل زوجك متكافئ معك ....هل تشاجرتي معهم .... )
الكثير من الأسئلة التي زادت من قلق آية وتوترها لترد عليها بهدوء مزيف :
(لا لم اتشاجر ولم اقتل أحدا...انها عائلة طيبة ومتقبلة ...دعاء بخير فقط تعاني من صدمة خفيفة ....وانا بخير ...بالنسبة الى عابد انه مستكين عاقل لا يفتعل المشاكل وراض بالصلح )
سمعت آية تنهيدة أمها دليل على إطمئنانها لتقول بهدوء :
(الحمد والشكر لله عندما تنتقلين الى بيتك سآتي اليك ماكثة عندك...اسبوع لا تقلقي حبيبتي صلح مؤقت وسيعود كل شيء كما يرام )
نظرت آية الى بعيد متحسرة لكذبها على أمها ثم قالت لها :
(نعم إن شاء الله...حسنا أمي أنا تعبة سأذهب للنوم ..فهنا النساء يستيقظون باكرا ..وانا احتاج الى قيلولة..سأعيد الاتصال بكي فيما بعد ...الى اللقاء أحبك )
ودعتها أمها لتغلق الخط وتستدير متجهة الى جانبها لكنها توقفت مصطدمة ب جسم جليدي ...تنحت آية قليلا لتلمح مالذي يحدث....كان زوجها يستمع إليها من بداية اتصالها كيف دخل دون ان تشعر به لا تعرف لكنه كان وراءها يستمع لها بتمعن ينظر اليها بتركيز ....رآها بقميصها الشفاف الجذاب تظهر جميع مفاتنها التي اشعلت الرغبة في قلبه ....مراهقته الصغيرة....بالرغم من نحافتها إلا ان جسمها المنحوت وشعرها الحريري القصير بسواد الليل يقلب كيانه رأسا على عقب ...
سمعها تكذب على أمها ....بعد كل ما عانته في يوم واحد لا زالت تملك القدرة والقوة على التحمل ....خرج من افكاره على تحركاتها وزفراتها ...فتنحنح تاركا إياها مكملة طريقها ......إستلقت على الفراش مجددا تنظر للسقف المزخرف ..اما عنه فقد نزع قميصه ...استغربت آية قائلة :
(هل يريد أن ينام معي هكذا أم يسعى ل...)
هزت رأسها...بغير استعاب ...فجسمه قد ألهبها فجأة....... يملك صدر رياضي مشدود وعضلات بطن ..عنقه الطويلة الرجولية ...عضلاته القوية ...عروق يده البارزة ....و شامات على ظهره فاتنة تزيد من الوضع جمالا ...
مثل شكله لا تراه الا من الممثلين وعارضين الازياء بشرته الخمرية المسمرة كلون الكاراميل أهذا ما كان يخبأه تحت العباءة الواسعة ؟؟؟
....أذابها مئة مرة ...تنظر اليه باعجاب لم تستطع تخبئته... تحدق به مدققة في جميع تفاصيله أغمضت عينيها لتعض على شفتيها بقوة تبعده عن مرآها ...لمح عابد حركتها الأخيرة فسألها مستغربا :
(هل تؤلمك الضربات؟؟)
فتحت عينيها ببطىء لتهمس في نفسها:
(لا ....يؤلمني جمال جسمك يا غبي ...كم اكرهك كل يوم تفتنني بشيء جديد اكتشفه بك )
ثم ردت عليه بفتور مزيف :
(قليلا..سلامة يدك الهوجاء أفتكتني...وأفتكت عضام وجهي )
عبس وجه عابد ثم زفر ليستغفر قائلا:
(حسنا انا لست نادما على ضربك ...فأنا لن استطيع تكذيب امرأة عمرها سبعين سنة اعرفها منذ ولادتي يرفقها شهود على ضربك وشتمك لها ..ببنت عمرها سبعة عشر سنة اعرفها من البارحة لم يشهد عليها أحد بحقها غير نفسها ....انا لا أظلم...احد..وعندما أفعل ذلك ....أذهب عند المظلوم طالبا السماح منه....)
صمتت آية فهو على حق ...كلامه منطقي لن تلومه ..تغيرت نظرتها عليه ثلاثمائة وستون درجة ما به حتى كلامه يسحرها .... ثم قالت له بثقة :
(اذن ستطلب مني السماح عن قريب )
ابتسم لها ابتسامة باردة ثم إستدار متجها للحمام ...ففهمت آية سبب نزعه القميص...أغمضت عينيها علها...تنام قليلا .....مستقبلة الراحة البعيدة
........................................................................
إستيقظت آية تنوي دخول الحمام فحاجتها لا تنتظر لكن اين الحل....لا يزال عابد.يستحم كالعروس ....قامت بالعد في نفسها علها تصبر .....لكنها كانت كمن على وشك الإنفجار.... لذا إقتحمت الحمام دون اذن حتى ... لحسن حظها الحمام في ركن ابوابه الزجاجية مضببة لا تظهر منه شيء ذهبت آية للمرحاض بسرعة قبل خروجه ثم اتجهت لتغسل يديها ...ليلتفت عابد من حمامه ناظرا إليها بدهشة يغطي نصفه بمنشفة كبيرة اما الجزء العلوي لا يخفي منه شيئا... حدقت به مليا وهي تبادله النظر بدهشة ايضا ....إحمر وجه عابد لا تعرف ان كان خجلا أم غضبا .....لكنها بدورها حاولت ان تكتم ضحكة أعاقت تنفسها لتفجرها في وسط الحمام مع الأجواء الساخنة قائلة بتعلثم :
(لم استطع الصمود كنت احتاج لحمام انا آسفة !؟)
استدار عنها متجها للخارج لكنها اوقفته قائلة باستفزاز مستهزئة به:
(انتظر جفف نفسك ستمرض لا تقلق اتيت الآن لم ارى شيئا )
ثم ابتسمت بخبث استقبل استفزازها بابتسامة باردة ليرد عليها:
(لكن عما قريب كل منا سيري الكثير يا زوجتي المراهقة )
شحب وجهها لتتجاوزه بملامح غاضبة هامسة له بخفوت :
(تبا لك فلتمرض علني ارتاح من سمجك )
...تبعها عابد سعيد بإنجازه في اغضابها لتعيد الاستلقاء على جانبها محدقة فيه بغضب ....اما عنه فقد فتح الخزانة يخرج حلته سوداء وعباءة بيضاء ...زفرت آية نفسا ساخنا ثم استدارت إليه قائلة:
(الا يوجد تلفاز او كتاب او وسيلة إلهاء ملل في ملل ..ابقى وحدي هنا وان نزلت تحصل مشكلة بحجم رأسي ....)
نظر اليها ثم رأته يتجه الى طاولة مركزية مخرجا لوحة تحكم صغيرة ....ضعط على أزراره ....ليخرج من وراء الحائط تلفاز بشاشة سوداء كبيرة بفعالية عالية دهشت فجأة لتهمس دون وعي :
(ثرائكم الفاحش كل مرة يدهشني )
ابتسم لها عابد على بساطتها ثم تناول ملابسه ليرتديها ....اغمضت آية عينيها بقوة ...تسمع ضحكته الخشنة...
ثم فتحت عيونها ببطىء لتراه يتجه الى الحائط يضغط على زر فينفتح الباب بداخله غرفة صغيرة كالحمام خاصة بتبديل الملابس ...
وغيرها بهتت ملامحها فكل دقيقة بفاجئها بشيء جديد في هذه الغرفة ...انها حقا غرفة الأحلام ...ترى كيف هو بيتها...
دخل عابد ثم خرج بعد عدة دقائق ليراها جالسة تشاهد فيلما على التلفاز...منظرها الشهي وهي متئكة تميل الى السرير..أشعره بالراحة ...فهي تبعث الفرحة والإطمئنان في قلبه دون سبب ...اتجه نحو الباب ليستدير سائلا:
(هل تحتاجين شيئا؟؟)
نظرت اليه لترد بحدة:
(نعم احتاج بنت خالي والقليل من الطعام اعني الكثير )
عبس عابد قائلا:
(تستطيعين الخروج لرؤيتها لكنها لا تستطع الدخول للغرفة...تقاليد العائلة تمنع هذا ...اما بالتسبة للاكل سأقول لأمي ان تحضر لكي مختلف الأنواع ...هل انت راضية)
قالت له سائلة إياه :
(هل هي امك الحقيقة ام هي مربيتك و تلك مريم هي امك الحقيقية )
نظر اليها باستغراب ليقول:
(مريم زوجة أبي ...وفيروز أمي الحقيقية و راسب و صفاء و اياد إخواني الحقيقيين و محمد و أمل و مهدي إخواني من أبي )
اجفلت آية لتقول بهديان:
(يااااا إلهي )
استغرب عابد هامسا لنفسه :
(ما بها؟!)
ثم قال لها :
(أنا ذاهب ...)
ثم خرج من الباب واغلقه خلفه ...لا تعرف ماذا سيحصل فيما بعد لكن ما تريده الآن هو الراحة فقط ......
........................................................................
....تدندن أغنية تتذكرها عن ظهر قلب منذ صغرها ....كانت تحب الغناء تتذكر أنها في مرة استلقت بجانب أخاها أيوب تغني له عن جمال الشعور بالحب :
...قلبي يعشقك وكياني يحبك ...وانا في غرامك هالك لا محالة ....حبيبتي أنتي في هواك أنتي شاعر بالغرق فأين النجاة ...احبك احبك أعشقك أمنيك أرى في عينيك الخيال لقد تحقق المنام..تحقق المنام ..عزيزتي واقع ليست أحلام ...تحقق المنام ..تحقق المنام ...عزيزتي واقع ليست أحلام ...ماذا فعلتي لأقع في حبك ....لا أقوى على النفذ ....بنفسي بروحي بقلبي بجسدي ..انت السمام انت الوباء...اخبريني الحل لعلني أرتاح ...تحقق المنام تحقق المنام ...عزيزتي واقع ليست أحلام...
كانت تعشق هي وأخاها هذه الأغنية على الشاطئ وقت الغروب جالسين امام البحر الصافي ازرق اللون هادئ صوت صداه يبعث الراحة في النفوس ... يغنون هوى الحب... على لونه البرتقالي المصفر الذي يعكس معنوايتاهما نحو الأحسن ..كان ملجأهما وقت الحاجة ومكانهما السري ....لم تعرف عنبر الحب الحقيقي إلا مع خالد...تحبه من صغرها ...تلعب معه وتبتسم له ...تهود له بحنان ويستقبلها بحرارة تجلس في مكتبه يدرسها ويعلمها ...كانت كإبنته وليست فقط ابنة عمه ....تنظر اليه بنظرات عشق لم يلحظها أبدا ...ولم يعلم ابدا ....وفي يوم دخلت قصر جدها ...كان هناك تجمع لكبار العائلة استقبلها أخاها بعناق دوى في قلبها عن مصيبة حدثت ...تنحنحت عنه لتسأله بريبة :
(ماذا هناك لما كل هذا الجمع...انطق يا ايوب )
رد عليها ايوب :
(يريدون تزويجك يا عنبر لسلامتك ...ما باليد حيلة عزيزتي جربت كل الوسائل وأبت بالفشل ..)
انصدمت عنبر لتسقط جالسة على الأرض بفراغ ثم ردت عليه بحرقة :
(من ينوون تزويجي...)
رد عليها أيوب بأسف :
(خالد..يريدون خالد أن يستر عليك فهو محل أمان وابن عمك بعد احتمال موت أمي وموت أبي يعرفون أن صلاحك في ابن عمك )
رفعت عنبر عينيها لأخاها وعلى طرفهما دموع الفرحة ام الحزن لم يفرق بينها ثم هجمت عليه معانقة إياه بقوة ....بعثت الأسف والحزن في قلبه وبعد لحظات ابتعدت عنه لتقول بتعلثم لم يفهم منه إلا بضع كلمات مستغرب من ردة فعلها :
(انا سعيدة جدا وليس هناك من اكثر سعادة مني )
احتار ايوب فجأة ليقول :
(هل أنت راضية ؟؟ )
قالت له بابتسامة حنونة:
(وأكثر من راضية)
........................................................................
دخلت بثوبها الأبيض الى غرفتهما ترى نفسها في المرآة ...تبدو رائعة احسنت امها الإختيار فعلا ...فهي تبدو كأميرة هاربة من قصة خيالية ...توقفت أفكارها على صوت انفتاح الباب فدخلت الحمام جريا تغير فستانها .... دخل مستاءا ليست هذه تمنياته ...لم يكن الزواج من اولوياته ....يتمنى الف مرة لو لم يكن ابن هذه العائلة...تنتظره مشاريع كثيرة ...فالبرغم من نزاعاته مع أباه حول دراسته إلا انه كان قوي وواجهه قائلا :
(سأتابع دراسة الطب فلترأس شركتك بنفسك ...لي نفسي ولست عبيد لهذه العائلة )
ثم إستدار متجها نحو الباب ليسمع اباه يقول من ورائه:
(ياليتني ما أنجبت ابنا عارا مثلك ...)
إستيقظ من ذكرياته المؤلمة على ملمحها من بعيد ترتدي قميص أحمر قاني بخطوط سوداء على شكل ورود تبرز منحنياتها والكثير من جسمها ...جسمها الأبيض ض الممتلئ ...
لا يكون بدرجة الجمال المثالية فلها بطن منتفخة أفسدت عليها حلتها جميلة ليلمح سمنتها القليلة بالرغم من محاولاتها في إخفائها بقميصها الجذاب الواسع .....
......لم ينجذب نحوها ولو قليلا فقد كان عابس الوجه...ميت القلب و الملامح ....أشاح بنظره بعيدا عنها ونزع سترته وحذاءه ليستلقي مغمضا عيونه غير آبها بها وناسيا لحدث هذه الليلة ....مات الحماس بقلب عنبر أترى لم تعجبه بهذا الشكل ....فكرت وشكت بجمال نفسها لتنظر الى المرآة بجانبها ....تمعنت في نفسها ببطأ....لا إنها تبدو فاتنة ...تظن انه لا يزال يعاني من صدمات واعياء هذا اليوم فاتجهت إليه و جلست بجانبه ...لم يعرها اهتمام لم يفتح عينيه حتى بالرغم من استيقاظه...الا انه يحاول تجاهلها ....
.دلكت رجليه برفق قائلة بصوت حنون علها تشعل فيه رغباته الذكورية نحوها:
(هذا القرار الحديث....فاجئنا جميعنا...فأنا عن نفسي لم أكن أعرف ان نهايتي ستكون مع رفيق صغري ....لكن هذا قضاء وقدر لا تزعج نفسك يا خالد فقط حاول الراحة وغدا سيرحمنا الله برحمته الواسعة)
ثم ارتفعت يداها الى وجهه تلامسه برفق خوفا من استيقاظه انها تعشق ملامحه بكل جزء فيها ....
فتح عينيه الخضراوتين ببطئ ثم سمعته يهمس لها:
(نعم كان قرار مفاجئ....سأحاول تسوية الأمور للطلاق ...أعرف أنك لست راضية ولن ألومك أبدا بل سأساندك لنحصل على حقوقنا)
سقطت يدها جراء الصدمة من كلامه وسقطت دموعها الحارة فبللت جزءا من قميصه لتنهض مسرعة الخطى الى الحمام باكية في صمت ....
.....
(لماذا تبكين؟!)
اجفلت عنبر على صوت خالد يسألها بريبة فردت عليه بتلعثم:
(بعض الذكريات حبيبي لا عليك)
همهم لها ثم إستدار متجها للفراش...نهضت عنبر لتلحق به واستلقت بجانبه ..رأسها على صدره القوي تأبى ان تتركه....اما عنه فكان يفكر في تلك الفتاة القوية كيف حالها ولماذا لم تخرج من غرفتها كل المساء....نظرت اليه عنبر باستغراب لتضع يدها على خده قائلة له:
(فيما تفكر حبيبي ؟)
نظر اليها ببرود ليرد عليها:
(لا شيء فقط كنت شاردا )
واصلت عنبر حركاتها الدائرية على صدره متظاهرة بالطفولة لتقول بصوت حنون :
(إشتقت لك كثيرا هذه الأيام ...انت لا تبقى لا ليلا ولا نهار ...)
استغفر خالد في نفسه فهو لا يقوى الآن عليها لكنها على حق فهو يبقى نهارا وليل في العيادة لا يأتي الا ساعتين او ثلاث لمنزله ثم يعيد الذهاب ....
اعانها فعنبر رقيقة القلب حنونة مراعية لظروفه لطالما كانت سنده ومحل ثقته ...لم تخذله يوما ...لا يحق عليه تجنبها الى هذا الحد ...بالرغم من نفوره منها بعض المرات لكنه يتحمل لإرضائها فقط فهي لم ترض ولن ترض رغباته أبدا ....
(مابك صامت)
إستدار إليها قائلا:
(وأنا إشتقت إليك)
إبتسمت عنبر إبتسامة شملت وجهها وكيانها لتقترب منه تقبله قبلات متتالية لم تستطع السيطرة عليها ...
تركها تفعل ما تشاء لا طالما كانت فاشلة في التقبيل لكنه لم يصارحها خوفا من كسر قلبها وثقتها بنفسها .... خلغرز أصابعه بشعرها بقوة يطفئ نار الغضب والحسرة في قلبه ...
نائمة براحة بعد حربهما أظنها تحلم بأحلام سعيدة لنومها الهادئ ....أما هو فظل يحدق للسقف بأسف .... وبعد دقائق سمع رنين الهاتف الموجود في الغرفة فرفع السماعة قائلا :
(سننزل للعشاء حسنا)
لكنه أجفل عند سماع صوت قريب الى قلبه :
(تبا لهذا الشيء اوصلني الى كل الغرف الا الغرفة التي ابحث عنها)
ليقول بدهشة:
(آية!؟)
ردت عليه بعد لحظات باستغراب:
(من؟!)
ضحك ضحكة قصيرة فاترة ليقول بشرود:
(إنه أنا خالد تتصلين بدون معرفة من المتكلم)
فجأة هتفت له بلهفة:
(يا الهي انه انت خالد كم أنا سعيدة على الأقل أحد أعرفه ....رأيت هذا الهاتف به عديد من الأزرار فاستنتجت انها تخص للغرف ..لا اعرف غرفة ابنة خالي ..فبدأت بالاختيار عشوائيا ويا ليتني ما بدأت ...هل تعرف عاصم ؟؟)
ضحك ضحكة خشنة دامت دقائق ليقول بعدها:
(انه البواب لا تقولي انك اتصلت به )
ردت عليه :
(للأسف ..ما به متعصب لا يقبل الجدال كاد ان يأكلني من الهاتف يا ويلاه منكم )
انفجر خالد ضاحكا بهستيرية سامعا آية تقول :
(إضحك إضحك فمازجك يسمح لك ...)
سكن قليلا ليقول:
(تخيلت ملامح عاصم وهو يحمل الهاتف شاتما في نفسه على المتصلة )
ثم إنفجرا ضحكا سويا لتقول له:
(هل يمكنك اخباري عن رقم غرفتها)
اجابها بهدوء بعد توقفه عن الضحك:
(إنها الخامسة )
ابتسمت آية بهدوء لتقول:
(شكرا يا خالد انت فعلا افضل شخص رأيته في هذه العائلة )
أراد شكرها لكن صوت عنبر وهي تنده له ....و تسأل عن سبب تركه الفراش جعل آية تجفل لتقول بخفوت:
(وآسفة على إزعاجك الى اللقاء )
لم تنتظر كلمة لتغلق الخط ...شتمت في نفسها عدة مرات لفعلتها ....أما عنه فقد ضرب الهاتف بعنف ليتجه الى الحمام ....
أجفلت عنبر على صوت الهاتف بذعر لتقول بدهشة :
(ماذا حدث خالد لماذا انت غاضب )
إستدار اليها ليرد عليها لها بحدة :
(لما لا تكملين نومك بينما استحم واخرج )
ثم ذهب دون انتظار جوابها...
![](https://img.wattpad.com/cover/261523746-288-k397275.jpg)
أنت تقرأ
صدفة قاسية 🔞
Randomوأغار من غريب يرى عينيك صدفة فيغرم بهما ...كيف لا وهو يهيم بعيون الرمل الذهبية ....شرقية اجتمعت فيك الثقافات..... ...... لتكون مثالية في عيوني فقط ......