جزء17

3K 34 0
                                    

فتحت فمها لتقول بخفوت :
(أيام لا اعرف هويتي ....فانا خطأ ...مجرد خطأ...أتى لهذه الدنيا بغية العذاب ....مكاني الذي أريده ربما بقبري .....اكثر راحة ....فهذه الحياة لم تعطيني شيئا سوى كل ما هو أسوء )
تنهدت براحة لترفع رأسها مكملة كلامها بحسرة:
(ربما كانت لكي عائلة وبيت يأويك أصدقاء أم وأب ....لكنني لم أرزق بأي منهم ....فتخت عيوني على بيت هلاك لا أتمنى ان يتلى علة مسامعك ....ليختطفني شخص ....ظننت يوما انه يحبني لكن كل اعتقاداتي كانت العكس )
أدارت وجهها نحو الاشجار أمامها لتسقط.دموعها بغزارة .....
كانت عنبر قد استفاقت من افكارها تنظر اليها بحيرة ....تشفق ام تحزن ام تساعدها ....لم تفكر طويلا لتمد يدها قائلة بحنان:
(تشرفنا ..معك عنبر )
استقامت الفتاة لتنظر الى اليد الممدودة امامها ...فهي تعتبر كأول شخص يتشرف بمعرفتها على الأقل فترد لها التحية بكف أحر من الجمر قائلة:
(شكرا وأنا إبتهال )
.........................................................................
ضجيج من حوله لا يستطيع النوم ....بكاء وتخبطات أطفال ....يا إلهي كم كره الأطفال ويوم مجيئهم حتى أمهم لا تسيطر عليهم ....نهض بإعياء مم فراشه ليتجه الة زوجته مقررا الصراخ عليها ....نظر اليها من بعيد جالسة براحة وعلى يدها هاتفها منشعلة به بينما الأطفال من حولها يصرخون وهي غير مهتمة أصلا ....اتجه اليها بغضب ليصرخ قائلا:
(لما لا تتركين الهاتف اللعين فقط انفجر رأسي من الضوضاء ....قومي بتهدئتهم)
نهضت مريم بخلياء وقد اعتل وجهها ملامح الغضب لترد عليه:
(ماذا أفعل لأطفال فقط قل .....هل أسجن نغسي معهم أم ماذا .... كانت غايتك الأطفال ماللذي غير رأيك الآن )
ثم استدارت بعنف مبتعدة عنه ...كان لا يزال يحدق بها ليهمس لها:
(فقط قومي بواجبك كأم )
توقفت فجأة لترفع رأسها قائلة بحدة:
( من يتحدث على الواجب ....)
شعر بقشعريرة أصابت جسده فاغمض عينيه بقوة يبعد عن رأسه الافكار التي زارته تلك اللحظة ..فتنحنح قليلا ...ليستعيد قوته معيدا الاتجاه نحو غرفته ....
جلس على السرير بتعب يحدق في الجدار أمامه ...افعلا لم يتمم واجبه كأب ....هل كان سيئا لهذه الدرجة ...لقظ حاول بكل ما لديه أن يعطيهم ما يتمنوه ...حتى لو طلبوا قطعة من لحمه ....مستعد للتضحية لأجلهم ....زفر نفسا حاد ليتذكر إبنه الذي اعترف له بسوء أبوته ...
(عابد حبيب قلب أبيك )
وكم يحب إبنه الأوسط ....الأبن الذب شرفه ولا طالما كان سندا له ومحل ثقة ....كأن صديقه أو أخاه ليس قضية أبوة ....كان سعادته في هذه الحياة ....حتى مولده جاء بالخير الوفير لعائلة مؤمن..فخره وعزته ينبذه الآن بعد كل تعبه عليه يتخلى عنه بسهولة......ربما زواجه الثاني وضغطه عليه غير من مشاعره اتجاهه او ربما تصرفاته إتجاه أمه.....أمه!!!
(فيروز )
همس لنفسه بإسمها ليتذكر أيامه معها ....كانت السعادة حليفتهما ....كان يحبها ويعشقها يلبي لها ما.اشتهى قلبها....حتى هي تطيعه وتحنو عليه قتفعل ما يأمره وتأبى على ما ينهيه ...صفاتها عكس مريم....ضحى بنفسه نحو الهلاك بينما كان في الجنة ...لكن ما باليد حيلة وسواس القهر دفعه نحو النار ....أمه سبب تعاسته بالدنيا لا ينسا حوارهما الآسي الذي من بعده تحولت حياته الى ما هب عليه الآن :
(تزوجها ....فهي ذات أصول وابنة أصل وستنفعتا صلة قرابتنا بهم )
رد عليها بتجهم :
(الن تفهمي.لا أريد الزواج على فيروز ....لدي زوجة تكفيني ولي الأخوة ما ابتغى قلبك ....اعتقيني بالله عليك )
اعتل وجهها ملامح الشر لتهمس له بخفوت:
(من أخوتك ؟ البلهاء أولائك ؟لا ثقة لي بهم على الاطلاق عندي أربعة أولاد....صحيح لكن أحقهم إبني واحد ....أنت أحمد ....)
ضاقت عيناه على كلام أمه ونبذها لأخوته ففتح فمه ينوي الصراخ عليها لكن إكتفى بالصمت ليتجه الى الباب عائدا الى زوجته وطفليه لكن قاطعته أمه قائلة:
(أتحسب موت أختك هينا ....زوجتك لن ترى في الدنيا خيرا أبدا )
فاستدار بسرعة قائلا بحدة :
(كان حادثا ....لا دخل لها ابدا .....وقعت من اعلى الشرفة ....حتى فيروز لم تلحظها ....ولو لحظتها لرمت نفسها بعدها تلقائيا ....قلة إيمانك تدفعك نحو الشرك ....)
نار الغضب اجتاحت جسدها لتهجم عليه من باقة قميصه تدفعه ...لكنه كان مسالما تركها تفعل ما تريده .....
(قرة عيني وابنتي الوحيدة قتلتها.....قتلتها تلك الحية الماسخة ....الفاسقة ....وهل لي في الدنيا غيرك حبيبتي .....تركتيني وحيدة للحياة ...من غيرك يفهمني....صغيرة لم تحفق من احلامها ...غير القليل ...ما ذنب إبنتي .....لماذا يا إلهي....سأنتقم لكي صغيرتي وأتبعك حينها مرتاحة البال )
كل هذا ولا زالت متمسكة به ....هنا أبعدها احمد لا يقوى على سماع المزيد من نواح أو هراء أمه ....ليتركها مكملة بكائها بصمت ......
لكن كانت قد فتحت منى عيونها ببطئ تلاحظ الشعيرات بين أنامل أصابعها ....الخاصة بأحمد فابتسمت ببطا هامسة لنفسها :
(إذا لم تقبل بالعقل تقبل بالخيال يا إبني )
.........................................................................
تنتظر وتنتظر ...
(يا ترى لماذا تأخر ؟)
تسأل نفيها مرارا وتكرارا ...كان اليوم مريرا من دونه ...حيث أن نجلاء كانت تصادفها في كل زاوية..فتجتاحخا نار الغضب ...تنوي طردها وسريعا ....لكن ما باليد حيلة ستنتظر ...حتى يحين أوان ذهابها ....صرير سيارة ....أجفلت فجأة مستندة على سور الشرفة ترى حبيب قلبها يقترب من الباب ...لتهرول ناولة الدرج غير آبهة ....تفتح الباب دون وعي ....فتعانقه بقوة .....كم اشتاقت إليه يا الهي استقبلها بين ذراعيه بحنان يرة ابنته الصغيرة كيف تتشبث به بقوة ...أبعدها عنه قليلا يتأمل ذلك الوجه الوردي النافع ليقبلها بشغف أغمضت عيونها على ذلك الشعور الدافئ لتمسك بعنقه تقربه أكثر تتغذى على قبلته الشغوفة فتنسيها في شوقها له هذا اليوم ....تنحنحت ببطأ على مسمع خطوات من ورائها لتلتفت بغضب بادي على ملامحها تحدق في نجلاء التي كانت تنظر بدهشة أيضا للمنظر أمامها ثم تسمرت في محلها لا تقوى على الحركة ...اقتربت منها آية ببطا لتهمس بخفوت :
(آسفون فعلا شوقنا لم يتحمل الطريق الى الغرفة )
ثم اجفلت مستديرة لعشيقها لكن كان قد اختفى ...ضاقت عينيها بمرارة تتأكد من خلوه من المكان ....نعم كان قد ذهب من خجله ....زفرت نفسا ساخنا لتصعد الدرج بغضب قائلة:
(تبا للخدم ولجميع من في البيت المشؤوم )
صفقت باب غرفتها بهمجية لتسقط على السرير تنظر الى السقف بحسرة...أحلامها تتلاشى أمام عيونها كيف ستكمل دراستها وتعمل وتحقق أحلامها وزوجها لا يعتقها ....يد أحست بها تمر على بطنها لتنتفض مذعورة ....كان عابد ينظر لها بشهوانية ليهجم عليها دون سابق إنذار ..يأخذ ما كان ينتظره منذ زمن طويل أو بالأحق منذ الصباح ......
فتحت عيونها بإعياء تراقبه وهو نائم مستريح على صدرها براحة ...أراظت النهوض لكن وزنه منعها ...كالوحش في هيئته وكالعاشق في حنانه وكالميت في نومه ....استقامت قليلا لكن سرعان ما سقطت غلبها حتى وهو في سباته ...لذا زفرت نفسا حادا بملل ....شعرت به يزمجر بغضب ....لم تفهم هل كان مستيقظ أم ماذا ....هل يقرأ أفكارها ....رأته وهو يتحرك عنها وأخيرا يحدق بها باستغراب ...بادلته النظرات محاولة ان تفهم ماللذي يدور بعقله الآن ثم سمعته يقول بخفوت:
(هل تنوين النهوض؟؟)
حدقت به بدوري انظر الى تفاصيل وجهه...تقاصيل اكتشفتها الأيام السابقة ......كان يخبئ جمالا لا يراه الا من يتمعن فيه...امتدت يداها دون وعي تمسك ذلك الوجه الخشن تقلبه بين انامل اصابعها وهو لا يزال يحدق بها باستغراب ثم.امسك يدها يشدها نحو فمه ليقبلها برومانسية ..من كان يظن ان عابد مؤمن يملك كل تلك الرومانسية...من كان يظن ان له قلب يهوى ويعشق ويحن ....لا أحد كان يظن ذلك أبدا....استقامت ببطأ تبعد نظرها عن ذلك الخبيث لتهمس وهي تحدق في الجدار قائلة :
(أظن اننا سنظطر للإنتقال !؟)
عبس بشكل مفاجئ ليرد عليها بإستغراب:
(ولما الانتقال ؟)
استظارت نحوه ببطأ لتقول:
(دراستي أنسيتها أم ماذا ؟)
فتح عينيه يتأملها ليقول :
(ألا زلت لم تفهمي بعد لا يوجد زوجة تعمل بعائلتنا ...العمل للرجال فقط )
تفاجأت آية لتصرخ دون وعي :
(وهل درست لجنابك حتى تأمرني بعدم العمل انا لم ولن أقبل أبداااا!! )
اكتفى عابد بقوله:
(وهل سألتك؟)
اشتاظت آية غضبا لتضربه على أجزاء جسده متحركة بجنون ...امسكها عابد بقوة لكنها تاصلت هجومها الفوضوي فتركها لعنانها ...غهي لا تؤلم ولا تضر غي شيئا كضربات صوف ليس إلا وهب تهتف بغضب :
(ايها الحقير اهي احد ألعابكم القذرة كما اوقعتموني في الصلح)
وهنا تركها عابد وملامح الدهشة تعتلي وجهه ليهمس بعجز :
(كيف أوقعناك في الصلح؟لم أفهم هذا الجزء تحديدا )
نظرت فيه بحدة تأبى ترك تلك العيون الساحرة لترد عليه بقسوة:
(نعم القاتل ابن خالي لماذا انا و لديه جميع الأقرباء حتى ان له اختان بينما اختاروني ليدمرو دراستي لابقى في المنزل اهتم ى حاجيات زوجي...مظهري فتاة ..لكنني ألف إمرأة بإمرأة سأواصل دراستي فهي ضماني للحياة ولن يردعني أحد )
ثم نهضت جاذبة الغطاء معها تمنع جسدها من التفشي بسحره لتستدير مكملة كلامها:
(حتى لو كان هذا أنت )
ثم انجهت نحو الحمام خارجا تمنع شهقات من الخروج ....لتواجهها نجلاء التي كانت ن تحدق بها بحيرة ثم شرعت بالبكاء اذ دموع تشكلت على جفونها وهي تتمعن في المظهر أمامها ... .توقفت آية مستغربة ...لماذا تبكي هل تحس بي ...ما بها ثم تخركت قليلا لتتعثر في الغطاء الواسع فرفعت رأسها ببطأ تستنتج سبب بكائها لتهمس بعجز:
(لا تقوليها ...ليس ما أفكر به على الأقل )
لم تنتظر طويلا لتستدير بقوة ترجع للغرفة ...فلمحته يرتدي ملابسة وملامح الحسرة بادية عليه ...إستدار في حركة مفاجئة نتيجة الضوضاء لتتسمر آية تاركة الاطاء للأرض كاشفة عن معالمها لزوجها

صدفة قاسية 🔞 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن